عزيزتي أطار، أكتب إليك من مكان، قد يصعب عليك تصوره: أكتب إليك من النعمة. نعم، من النعمة؛ إليك أكتب! في أقصى الشرق. بحق حبنا، اخلعي وجهك الشاحب، فأنا هنا؛ بعيدا عن عينيك، في مهمة عابرة.. دعي الغيرة لسواك وتمكني، فلك فؤادي.
سأكتفي، بتغطية اللقاء التلفزيوني لرئيس الجمهورية؛ وأمضي. هل لا زلت تذكرين “لقاء الشعب”، الذي كنت أول مدن الداخل تحتضنه بعد العاصمة؛ ألم يكن جميلا؟! لقد تأكدت، عن قرب، أن الحياة لم تتوقف، بعد الأربعاء التاريخي من العام 2005؛ لازالت ورودك تزهر، وجمالك يكبر، إلا أنك لم تعودي الوحيدة التي تزهر شرفها؛ وباستمرار.
لو تعلمين؛ النعمة ليست بعيدة كما نتصور، والشمس لا تشرق من هنا، كما يحلوا لجاراتك تكراره.. بل هو أمل طويل، أتجرع حسرتي على تأخر ركوبه.
النعمة؛ اليوم تترنح فرحا، تماما مثل ما طاف بك العام الماضي.. لبست الحرير والديباج، وتستعد للحاق بمرقص بديع؛ عرف تعاقب خطاك مستلهمة روعة “درس من أثير”.
دعيني أزف إليك ومضا من جمال النعمة؛ جميلة مثل محياك؛ أو ربما، أقل بغالي القليل..نعم، نعم؛ لاداعي؛ أنت أجمل! طبيعي جدا حبيبتي أن تكوني كذلك، فلا أحد من أبنائها كان يوما الرئيس/الملك.. النعمة كبقية أراضي وطني الحبيب، تعطلت فيها الحياة منذ شؤم ال10 يوليو، حتى أمل فجر ال 6 من أغسطس.
مهلا، حميم حبي؛ لا أتهمك بشيء.. لا أنا، ولا أنت من أجرم؛ ولا حتى جبالك العالية وقيمك السامية.. سحر جمالك وعسل إغرائك؛ كان هنا قبل ال 12 دجمبر، ليستمر بعد ال 03 من أغسطس. عنه هو، ضيف “لقاء الشعب”.. عليك لايحمل حقدا، حين أخذ بيدك خطوتين؛ من مثله يتجرأ ويمضي منتصرا. لن تسع قبعتك رجع حماقات الآخرين؛ كنت غائبة لحظة أسسوا لجانهم العسكرية بقيادة الأركان، ولحظة استنساخ الأصوات المهاجرة من “كوبني”.. كنت ولا زلت، حبيبتي.. كنت تنحنين، لطفا برطبك المتساقطة في واحة تظل وادا، به رقص ولد بوبو بعنفوان.
كنز كنوزي، سأستسمح؛ فرئيس الجمهورية، كل الجمهورية، قادم…