إضاءات

بعيدا عن الأكاديمية في المصطلحات و عن التخصص في السياسة و تبسيطا للطرح ارتأيت أن أضيء جوانب من المسلسل السياسي حديث الساعة و المتلاحق الأحداث و الذي قد لا يميز فيه القارئ البسيط الخيط الأبيض من الخيط الأسود للفرق الشاسع بين الواقع و المتوقع, و هذه الجوانب التي سأتعرض لها هي ما خرج عن الضوء من الخطاب السياسي, و الأساليب المتبعة بين الناخب و المنتخب, و قد تتجاوز دائرة الضوء هذه إلى ما وراء المشهد عموما, فالمشاهد المتتبع للساحة الوطنية اليوم يدرك بكل وضوح أن السياسة تسرق الضوء من كل العناوين العريضة فلا صوت يعلو فوق صوت السياسة, و التي هي فن التكيف مع الواقع و التعامل بالمتاح من أجل الوصول إلى الهدف المنشود, و في بلادنا يستخدم فيها المكشوف و المستور, فقد يطيب للبعض أن يلعب على المكشوف ربما لحاجة و ربما لسذاجة, فتجده من فراغ يبدأ حملاته حتى قبل تحديد موعد الإنتخابات , فيخرج من دهاليز المال و الأعمال إلى عالم الفقر و الظلمات ليقسم بعض الفُتات, و يبدأها البعض الآخر بعد ذلك و بين الإثنين يظهر المؤيد و المعارض و المُرغم و الحائر, على رقعة تؤثر فيها القبيلة و الجهة و العنصر و المركز و السلم الإجتماعي, و المراعي لهذه الإعتبارات هو الرابح في النهاية, وكل هذه العناصر و المؤثرات هي الساحة الحقيقية للمعركة الإنتخابية, فالمؤيد يتكئ في خطابه على مخزون من الإنجازات, قد لا يقنع البعض و قد يعتبره آخرون قليل من كثير و واجب لا شكر عليه , أما المعارض فيتأرجح خطابه بين الشرعية و الدين و الطعن في كل شيء و قد يلجئ إلى فتح ملفات تفتقر للأدلة فتكون بمثابة “لگزانه” “ماكذبناها أو لا صدقناها” و يشترك المؤيد و المعارض في نشر الإنشقاقات المتبادلة, وفي البلاغة و فصل الخطاب , كل ذلك لكسب ثقة الناخب و إقناعه أو التأثير على خياره, أو حتى للضغط عليه فيظهر البعض بمظهر الراضي المرتاح , ولكل أدوات النفي في نفسه صياح , فالمال و المركز و التسهيلات و الجسور المفتوحة ليست سوى خيوط عنكبوة كبير و جد نفسه داخلاها و لا مناص من التريث و الظهور بمظهر المرتاح المقتنع بالخيار المتاح , و في خضم هذا كله يتحرك المال الذي يلعب الدور الأول و الأساسي في الإنتخابات, إلا أن المتكيف مع الظروف أقل خسارة من المتعالي على الواقع الملوح بماله, و الرابح في معركة الإنتخابات ليس الذي يملك آخر درهم إنما الذي يملك آخر صوت, و الخبير هو الذي يخرج منتصرا بأقل الخسائر, و مع أن الكل يلعب بجميع الأوراق إلا أن الفرق يبقى دائما في إقتناص الفرص و الإستغلال المناسب , ليبقى المتسرع دائما هو الخاسر الأكبر.

وفي الأخير عزيزي الناخب و المنتخب , تدرك في السياسة أنك تلعب بجميع الخيارت المتاحة إلا أنك قد لا تدرك أنك جزء من لعبة أكبر أنت فيها خيار قد يلعب به.

تحياتي

الشيخ ولد محمد سهيل

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى