لا بد من النجاح

تتخذ 56 صحيفة في 45 بلداً خطوة غير مسبوقة اليوم، فتتكلم بصوت واحد من خلال افتتاحية مشتركة، ونفعل ذلك لأن البشرية تواجه حالا طارئة جداً.

الحقائق تتحدث عن نفسها : من الـ 14 سنة الماضية تعتبر 11 منها الأكثر حرارة عبر التاريخ. في الصحافة العلمية لم يعد النقاش يدور حول ما إذا كان السبب هو الإنسان وإنما كم سيستغرق من الوقت بعد قبل أن نتمكن من تقليص الضرر.

في الأسبوعين القادمين سوف يقرر ما إذا المد والجزر القائمين يمكن عكسهما. نحن ندعو ممثلي الـ 192 دولة المجتمعين اليوم في كوبنهاغن لعدم التردد، وألا يضيعوا الوقت بإلقاء التهم على بعضهم البعض، واستغلال الفرصة لإدراك أن تغير المناخ يؤثر علينا جميعاً وتجب علينا مواجهته.

ولكن قلة أولئك الذين يعتقدون أن مقاساً جاهزاً لاتفاقية حول المناخ سوف يشمل الجميع. فقط منذ وطئ أوباما البيت الأبيض ظهر بعض الأمل. مصير العالم معلق على السياسة الداخلية الأمريكية، لأنه بدون الضوء الأخضر من الكونجرس الأمريكي لا مجال لتحقيق التزامات أوباما.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

على السياسيين وبإمكانهم اليوم وضع اللبنات الأساسية وما هو أهم وضع جدول زمني للاتفاق على معاهدة. واجتماع الأمم المتحدة المقرر في حزيران القادم يجب أن يكون الموعد النهائي.

الجوهر في الاتفاقية هو أن يتم توزيع عبء المسؤوليات بحسب ما نسببه بعد من انبعاث غازات الدفيئة المسببة للتغير المناخي قبل أن تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع الخطر.

الدول الغنية ترى أن التفكير بحل ممكن فقط إذا أبدت الدول الناهضة مثل الصين استعدادها لتعاون أكبر مما هو حاصل الآن. ومع ذلك فإن الدول الغنية مسؤولة عن ثلاثة أرباع ثاني أوكسيد الكربون المنبعث منذ عام 1850. وعليها الآن أن تأخذ المبادرة والإجراءات التي تكفل خلال عقد من الزمن تقليص انبعاث الغازات إلى مادون مستوى عام 1990.

تستطيع الدول الغنية أن تشير إلى أنها ليست المسئول الأول عن المشكلة وأن الدول الفقيرة هي الأكثر تضرراً، كما إنها تسهم بصورة متزايدة بعملية الاحتباس الحراري الحاصلة وبالتالي عليها هي أيضاً أن تكون مستعدة لاتخاذ إجراءات وقائية.

تقتضي العدالة أن تساعد البلدان الصناعية مالياً البلدان الأكثر فقراً لتتمكن هذه من تسليح نفسها ضد التغيرات المناخية. كما تقتضي توفير إمكانية حصول هذه البلدان على التكنولوجيا النظيفة التي تمكنها من النمو الاقتصادي بدون زيادة انبعاث الغازات. هذه الإجراءات تتطلب الكثير من المال، ولكن أقل بكثير مما تطلبته عملية إنقاذ البنوك المنهارة، وأقل بكثير من تكلفة ألاّ نفعل شيئاً.

الكثير منا وبخاصة ممن يعيشون في البلدان المتقدمة سيتوجب عليهم تغيير نمط حياتهم. زمن رحلة الطائرة التي لا تكلف أكثر من أجرة التاكسي إلى المطار شارف على نهايته. عملية التحول إلى مجتمع يستخدم الطاقة النظيفة تقدم لنا فرصاً أفضل. هناك بعض المجتمعات التي سبق وأن اكتشفت بأن مثل هذا التحول يقدم أيضاً فرصاً أفضل للنمو الاقتصادي وللعمل وترفع من مستوى الحياة. يتضح من الدراسات المطبوعة بأن تدفق رأس مال الاستثمار كان أكبر في السنة الماضية في مجال الطاقة النظيفة مما استثمر في مجال إنتاج الطاقة بالوقود السائل.

يواجه العالم اليوم تحدياً لم يسبق له مثيل في التاريخ. السباق إلى القمر وتجزئة الذرة كان نتيجة للتسابق والمنافسة. السباق الذي ينتظرنا الآن هو العمل الجماعي المشترك للمصلحة المشتركة. وبهذه الروح تداعت 57 صحيفة ومجلة من جميع أنحاء العالم لمساندة ودعم هذا النداء. إذا كنا نحن مع كل ما بيننا من اختلافات وطنية وسياسية قد اتفقنا على ما يجب عمله في هذا الشأن، فعلى قادتنا السياسيين أيضاً أن يتمكنوا من فعل الشيء ذاته.

المصدر : “صحفي” نقلا عن “العصرية”

http://all4syria.info/content/view/18020/163/

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى