قراءة في مقاربات جميل..

قبل أن أقرأ لمحمد جميل منصور رئيس حزب “تواصل” مقاله المعنون : مقاربات حول الإسلام والديمقراطية

قرأت تحليلا لنشرة الحزب “السراج” عن طريقة استغلال وتوجيه المظاهرات “العامية” كما وصفها التحليل، التي تطالب بإعدام كاتب المقال المسيء “ولد امخيطير”. وقد حمل ذلك التحليل صورة سابقة لما سيكون عليه مقال الرئيس جميل، فالتحليل حاول بث نوع من الحيرة والتوجس في صفوف المنتصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال طرح بعض الافتراضات: (….وحسب مصادر مطلعة فإن عدة جهات تشارك بفعالية في الحشد لمسيرات الجمعة ومن أبرزها:

– تلاميد الداعية محمد ولد سيدي يحي؛ وهو تيار دعوي شعبي عريض غير منخرط غالبا في العملية السياسية وإن كان من ميزاته البارزة أنه ممثل في العديد من الأحزاب على تنوع في مشاربها السياسية وحتى الإيديولوجية.

– شخصيات إسلامية موالية للسلطة بشكل دائم، وتنشط بالأساس من خلال رابطتي الأئمة والعلماء الرسميتين، ويلاحظ أن الشخصيات الإسلامية السائرة غالبا في فلك الأنظمة السياسية لها حضور بارز في تظاهرات الجمع الأخيرة.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

– شخصيات سلفية غير حزبية، ومع أن حضور هذه الشخصيات على منصة خطابة المهرجان كان ضعيفا لكن حضورها في جمهور المهرجانين الأخيرين كان لافتا من خلال حضور عشرات النساء المنقبات والعشرات من الشباب الذي يحمل طرحا سلفيا.

– حضور أمني مكثف، وخاصة من العاملين في جهاز الأمن السياسي ويقول متابعون إن هؤلاء يلعبون أدوارا مركزية في تأطير الحراك وتحديد وجهته وشعاراته ومضامين خطابه…….) انتهى الاقتباس…

يضعنا تحليل تواصل، رغم حشدهم الكبير ومحاولتهم الواضحة في استغلال هذا الوضع لصالح مقاربات جميل، في فوهة مخملية من نسج العكبوت، فهو بعد اليأس من استغلال الوضع ونتيجة الارتباط الوثيق بكل تلك الأحداث الشاذة التي شهدتها موريتانيا مؤخرا، يريد أن ينسل الحزب من كل تبعات المقاربات السابقة للحدث واللاحقة له.

يضع تحليل الإخوان عناوين أمام نظر الأصدقاء الموعودون بتعهد “الإسلام المعتدل”، ومن تلك العنوان المشهّر بها: تلاميذ ولد سيدي يحي، رابطتي الأئمة والعلماء ، شخصيات – من الإخوان – يريدون تغييبها للعب دور ما في الكواليس.. وشخصيات سلفية غير حزبية، وحضور أمني مكثف !!!!

ومن أبرز مغالطات التحليل قوله: شخصيات سلفية غير حزبية، ونحن نريد أن نعرف الشخصيات السلفية الحزبية؟!

ونعود إلى مقال الرئيس اللاحق للتحليل، طبعا سنختزل استطرادات جميل كثيرا فهي مجرد نوع من تغذية الأطر الحزبيين في “تواصل” بما يشبه حبك القصة حتى يمكن تصديقها، وفيه يقول ” فبعض الإسلاميين وإن من خلفيات مختلفة يصر على أن الإسلام لا يقبل الديمقراطية ولا يستطيع التعايش معها وطائفة من السلفيين – ربما يعني جميل ما ورد في تحليل نشرة الحزب السراج، السلفيين غير الحزبيين – توزع أحكام الحرمة والمنع على الانتخابات والأحزاب وسائر متعلقات العملية الديمقراطية، ويخلط البعض على نحو لا تسعفه العلمية بين الديمقراطية والعلمانية، كما أن بعض العلمانيين مازال يصر على أن المرجعية الدينية و هي في هذه الحالة إسلامية تناقض المفهوم الديمقراطي و لا تلتقي معه…”

إذن أصبحت مقاربات جميل واضحة الأبعاد، فهي ضمن جوقة “الربيع الموتور” ومخططات السفارات الأمريكية لبناء الشرق الأوسط الكبير متماسكة ومحبوكة، وهي كذلك في ما يخص الشأن المحلي استباق لتأويل الإخوان وتحذير للنظام خلسة من مغبة مباغتة الإخوان في شعارهم الذي يكتسبون به ما ينسجون وما يفعلون وما هم عنه مسئولون، أي “الإسلام”، وهو بكل تأكيد عودة إلى المربع الأول بعد فشل الربيع وحنين هائج إلى بلجيكا..

والآن سأقرأ مقال الرئيس، من منظوري الخاص، على قصر النظر، وهو أن جميل بتحليل حزبه الأول ومقاله الثاني، يريد تبرئة الإخوان مما يزعج الشركاء الغربيين أولا، ثانيا؛ يريد ذر الرماد في عيون العواطف الدينية التي وضعتهم في حرج كبير فالقضية اليوم ضد الغرب العلماني الملحد، وهو النبع والنبض والاحتياطي الكبير للتنظيم العالمي للإخوان، وثالثا؛ يريد الإخوان أن يتقاسموا الأدوار بعد أن أظهروا خلفياتهم ضمن مسار الانحدار إلى الهاوية خلال “الربيع” الموتور، وما طفحت به من “فتاوى” معلبة، وتجنيد للشباب لصالح قضية بات العالم، كل العالم، يفهم أبعادها، ومقاصدها! وذلك عبر فرز نوع من التباين بين جهات منهم أو شخصيات.

ورابعا؛ هي محاولة للفت الأنظار عن موضوع المقال المسيء والاستعاضة عنه بفتح نقاش جانبي قد لا تفهم “العوام” وتلاميذة ولد سيدي يحي والسلفيين غير الحزبيين الهدف منه.

ولا حول ولا قوة إلا بالله…

سيدي ولد محمد فال

— 
سيدي ولد محمد فال – موريتانيا

هاتف: 0022248605460 – 22222649034

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى