خطاب مسعود ولد بلخير أمام رئساء أحزاب المعارضة

a-9.jpg“اود في البداية ان اشكر باسم زملائي قادة الاحزاب الديمقراطية الموجودين

وباسمي شخصيا، كافة مناضلي ومناضلات “منسقية القوي الديمقراطية” وأشكركم علي حضور هذه المناسبة السعيدة بالنسبة لنا جميعا والتي ستكون بداية انطلاقة التئام واتحاد وتنسيق متين، إنشاء الله، بين القوى السياسية التي برهنت كلها علي وطنيتها وصمودها وتصديها للتجاوزات الديمقراطية ودفاعها عن مصالح الشعب الموريتاني العليا ورفض المساومة عليها أو تجاهلها او نسيانها مهما كلفها ذلك من تضحيات ورفض للمغريات.

ومن الجلي للعيان أننا اليوم فى حاجة ملحة إلى هذه الروح والي تكاتف الجهود، لكون بلدنا في الحقيقة مهدد بشكل حقيقي في صميمه ووحدته وحتي ثقته في نفسه ومهدد بالتشريد وبالتشتيت بين قبائله وجهاته وفئاته وقومياته ومهدد كذلك بالغياب السافر للديمقراطية وبالديماغوجية السائدة مع الأسف، حيث يوصف أصحاب الإصلاح الحقيقيين بأنهم من يسعون للفساد.

انا لست بحاجة الى تبرير موقفي الشخصي أو موقف حزبي أو تبرير موقف أي من زعماء الأحزاب الجالسين أمامي، ممثلين لأنفسهم ولأحزابهم من تعلقنا بموريتانيا ودفاعنا عن مصالحها، مهما وصفنا النظام اليوم من خلال وسائل الإعلام الرسمية –التلفزيون- باننا رعاة للفساد ومدافعين عنه.

وهنا بودي أن أسال الشعب الموريتاني عن من هو الذي أثار مواضيع الفساد سوانا نحن المتواجدين هنا؟ تكلمنا عنالفساد كمعارضين وتكلمنا عنه كموالين لم يتكلم سوانا ابدا عن الفساد ولم يندد به ومهما قام الانتهازيون، كما نشاهد جماعة منهم اليوم، باستغلال هذا الشعار والتلويح به فلن ينخدع بهم احد وما يخدعون إلا أنفسهم لان الموريتانيين يميزون بين المصلح من المفسد وبين الصدق والكذب وبين التضحية واللامبالاة.

ايها السادة والسيدات،

نحن هنا اليوم لنبرهن للموريتانيين ـ إذا كنا بحاجة إلي ذلك ـ أننا جبهة واحدة متحدة ماضية إنشاء الله في ردع الدكتاتورية والانحراف عن الأساليب الحميدة التي يجب أن تجمعنا جميعا كمواطنين، نحن نبحث عن الديمقراطية والمساواة والعدالة واحترام كرامة الإنسان ونحب أن يكون أفراد المجتمع إخوة يثق بعضهم بالبعض ويحب كل منهم للآخر ما يحب لنفسه هذا هو حلمنا وهو هدفنا.

لقد شهدت بلادنا في الأيام الماضية، أحداثا خطيرة، أبدأ بأولها لأنه تجرى محاولات للتغطية عليه وهو الأمن الموريتاني، الذي تم اتخاذه كشعار وهزت له العضلات وألبست له البزات وقيل بانه كان منفلتا إلى أن أتوا “هم الأبطال”، أصبحت الأوضاع على ما يرام والأمن تحت السيطرة.

غير أن الظاهر للجميع، هو أن حال الأمن يكفي عن سؤاله ولا أدل علي ذلك من اختطاف أجانب بالقرب من العاصمة بجانب المحيط و بسرعة خارقة في يومين تأتي الأنباء بوجودهم في حدود مالي الشرقية، مما يعني مرورهم بأغلب الأراضي الموريتانية دون مشاهدتهم وهذا أمر يستوجب منا أن نبتهل إلى الله عز وجل أن لا يكلنا على غيره في حفظ أمننا وأمن البلد وهو القادر وحده على ذلك.

هذه الوضعية تدعوا إلى التفكر و الاتعاظ خاصة لمن كان يعتقد أن بإمكانه السيطرة على موريتانيا لوحده، فقد برهنت له الأيام أن هذا ضرب من المستحيل وأنه بالكاد إذا تضافرت جهود الجميع بلا استثناء، قد نستطيع رد المخاطر، فما بالك بالجهد الذي يستطيع رجل واحد، مهما اعتقد أنه الفارس الذي لا يشق له غبار، فعله.

الحدث الثاني والمهم أيضا والذي أرى شخصيا أنه تمت إثارته للتغطية على التسيب الأمني هو ما بات يعرف بقضية رجال الأعمال الذين تم حبسهم تعسفا حسب وجهة نظرنا وظلما وعدوانا وهذا الموضوع يمس من وحدة موريتانيا ومصالحها وحتى من مصالح من سببه، لدور هؤلاء الأشخاص في النسيج الاقتصادي للبلد لكون مؤسساتهم تكاد تكون ركيزته الاساسية والسعي إلى مصادرة ممتلكاتهم أو تفليسهم فهو إضرار بالمعيشة اليومية للمواطن الموريتاني لا قدر الله.

لقد وجهت نصيحة صادقة لمحمد ولد عبد العزيز ـ الرئيس محمد ولد عبد العزيز لا اضني عليه بها ـ قلت له أن هذا الأمر ليس من مصلحة موريتانيا ولا من مصلحته هو وبأن يبحث عن حلول حكيمة لهذه القضية، لأن تسيير الدولة ليس فقط بالعنف ووضع السيف علي رقاب المعرضين وبينت له أنه قد بلغ الحد الأقصى المسموح به علي رأس هرم الدولية ومن مصلحته للبقاء في السلطة فترة من الزمن ـ إن كان لا يسعى لتنصيب نفسه إمبراطورا أو ملكا ـ أن يراعي مصالح الموريتانيين كافة وأن يكون رحيما، مع أن التشدد المبرر مطلوب أحيانا لتسيير الدول.

ونصحته بعدم التغاضي عن الظروف المحيطة به وأن يقنع الشعب جميعا بالخط الذي ينتهجه وبقراراته وان لا يترك اي فئة او مجموعة تشعر بأنها مستهدفة او مهمشة وان تكون جميع قراراته، سياسية كانت ام ادراية ذات مصداقية ومبررة للجميع”.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى