“صحفي” تنشر خطاب رئيس الجمهورية في قمة رؤساء دول الساحل

نواكشوط ـ و م ا ـ أكد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على أهمية احداث نهضة تنموية بدول الساحل موضحا انها مسؤولية القادة الافارقة أمام شعوبهم وامام التاريخ.

واضاف خلال افتتاحه لأشغال قمة دول الساحل صباح اليوم الاحد بقصر المؤتمرات في نواكشوط،ان منطقة الساحل تمتلك العديد من المزايا التي تمكنها من ضمان مستقبل زاهر لأبنائها.

وفيما يلي نص خطاب رئيس الجمهورية

الخطاب الافتتاحي لفخامة رئيس الجمهورية في قمة دول الساحل في نواكشوط

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

أصحاب الفخامة رؤساء الدول وأخوتي الأعزاء

السيد الوزير الأول

السيد رئيس الجمعية الوطنية

السيد رئيس مجلس الشيوخ

السادة الوزراء ، السادة والسيدات أعضاء السلك الديبلوماسي

السادة والسيدات،

أود أن أتوجه الى أصحاب الفخامة السادة الرؤساء والأخوة الأعزاء ببالغ شكري على تشريفهم قمة نواكشوط بحضورهم.

كما يطيب لي بهذه المناسبة أن أعبر لكم، باسم الشعب الموريتاني وحكومته وباسمي الخاص ، عن ترحيبنا الحار بكم، متمنين لكم إقامة طيبة بيننا، في وطنكم الثاني، موريتانيا.

أصحاب الفخامة،

أيها السادة والسيدات،

يأتي انعقاد هذه القمة كما تعلمون، في وقت حساس بالنسبة لمنطقتنا، فالتهديدات الأمنية التي تعانيها منذ عشر سنين، لا تزال تذكرنا رغم تراجعها مؤخرا ان الحرب على الارهاب والجريمة المنظمة، تستدعي يقظة مستمرة وعملا مشتركا طويل النفس.

ان استمرار هذه الكارثة في منطقة الساحل يمثل تحديا كبيرا خاصة انه يفاقم تحديات التنمية ومحاربة الفقر.

فالعلاقة بين الأمن والتنمية وثيقة، فلا تنمية مستدامة بدون أمنم ولا أمن مستقرا دون تنمية حقيقية.

أصحاب الفخامة،

أيها السادة والسيدات،

لا ينبغي ان تحجب عنا التهديدات التي يجب ان نوحد جهودنا في مواجهتها، حجم التقدم المنجز، فينبغي أن نسجل بارتياح تحرير شمال مالي وعودة المؤسسات الدستورية في هذا البلد الشقيق بفضل دعم جميع شركائه، ان نكران الذات الذي تحلى به الماليون وتدخل القوات المشتركة المكونة من وحدات عسكرية من دول الساحل يستحق الإشادة.

سيحفظ التاريخ المعاني الرفيعة لتضحية الضباط والجنود التشاديين البواسل، الذين اخرجوا العصابات المسلحة التي ظلت تعيث فسادا في شمال مالي، من أوكارها.

لقد فرضنا في موريتانيا اغلاقا تاما لحدودنا في وجه العصابات المسلحة الباحثة عن ملجإ ، واستقبلنا عشرات المدنيين الماليين الذين أقاموا بيننا في سكينة، كما تعودوا اخوة اعزاء.

أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،

تسمح لنا تجاربنا المتراكمة بفهم أفضل للتحديات المعقدة لنقدم لها استجابات مناسبة، فنحسن أدواتنا وطرائق عملنا وتنسيق تدخلات بلداننا. لقد ضاعف المجتمع الدولي مبادراته لصالح منطقتنا، معززا بذلك القناعة بأهمية تجذير السلم والتنمية المستدامة في الساحل من اجل الاستقرار في أفريقيا والعالم. ان النجاحات في مجال السيطرة على المخاطر والتضامن الدولي مع منطقتنا يبشر بديناميكية جديدة تتوجب علينا رعايتها واحتضانها خدمة لاهدافنا في مجال السلم والرقي.

ان التحديات التي نواجهها تتطلب في المقام الأول، نظرا لبعدها العابر للحدود، تضامنا قويا، بين بلداننا، فينبغي لنا، على الفور تعزيز سياساتنا، وتنسيقنا الأمني.اضافة الى ذلك فان تجذير الديموقراطية وتعزيز دولة القانون وترقية الحكامة الرشيدة، تظل بلا شك أهم واق ضد غواية التطرف، وضمان شرعية لا غنى للعمل العام عنها وشرطا ضروريا لمحاربة فعالة للفقر.

أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،

ان الاستجابة لتطلعات الشباب المشروعة في مجال التكوين، والعمل والازدهار، ينبغي ان تكون على رأس أولوياتنا، بهذا الخصوص يجب ان يستجيب تكوين شبابنا للاحتياجات الحقيقية لسوق العمل.

سيمكننا انشاء اقطاب تخصص وامتياز ، مركزة في الاقاليم، في كل واحد من بلداننا عن طريق تبادل المنافع، من الوصول الى مستوى النجاعة المطلوبة. من جهة اخرى ينبغي ايلاء المزيد من الاهتمام للقطاعات الحاملة للاندماج والتنمية. فيجب ان يحظى مجال البنى التحتية، خاصة النقل والطاقة باستثمارات هامة لتحقيق نمو في النشاط الاقتصادي من خلال بروز حقيقي لسوق داخلية ذات بعد إقليمي .

ان القطاع الرعوي والزراعي ، غير المستغلين بشكل كامل يستحقان عناية، للنهوض بهما وجعلهما رافعة قوية لمحاربة الفقر، نظرا لما يمتلكانه من إمكانيات في مجال التشغيل والمداخيل.

لقد القت الندوة رفيعة المستوى التي عقدت مؤخرا في نواكشوط الضوء على الانعكاسات الإيجابية العديدة لنهضة هذا النشاط على منطقتنا، وصاغت في هذا الاتجاه توصيات مبتكرة من المهم تفعيلها سريعا.

أصحاب الفخامة، أيها السادة والسيدات،

تمتلك منطقتنا، منطقة الساحل، العديد من المزايا التي تمكنها من ضمان مستقبل زاهر لأبنائها فطاقة شبابنا، وإرادة المبادرة لديه تمثل ثروة حقيقية. ومواردنا الطبيعية المتنوعة والوافرة وتكامل أقاليمنا ونظمنا الإيكولوجية، وثقافة تسامح وروح انفتاح شعوبنا، كل ذلك يشجع نشوء فضاء إقليمي للنمو والازدهار.

فقد كانت منطقة الساحل، عبر التاريخ، أرضا مضيافة، حيث امتزجت الشعوب وظلت وفية لقيمها الاجتماعية وطورت مرونة تتحدى كل الصعاب.

قديما، حين كانت أجزاء كاملة من عالمنا ترزح تحت الجهل والظلامية، كانت مدن وممالك الساحل تقدم وجها مختلفا لإشعاع حضارة التقدم.

فقد شهدت عظمة ممالك وامبراطوريات مثل سونغاي وموسي ، والمرابطون وغانا ، وكأنم- بورنو، وباغرمي، ووادي،على العصر الذهبي لمنطقة الساحل، حيث وجدت الروحانية والعلوم، والفنون ، في مناطقنا فضاءا مثاليا للازدهار. لقد آن لنهضة الساحل ان ترى النور.. تلك هي مسؤوليتنا أمام شعوبنا وأمام التاريخ. أصحاب الفخامة أيها السادة والسيدات،

أجدد الترحيب بأخوتي رؤساء الدول ، وأتمنى لأعمال قمتنا موفور النجاح، أشكركم والسلام عليكم”.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى