حين تتجسد صفات القائد

حين تضيق بي زنزانة الجسد أمارس الكتابة وعندما تثور أعماق الوجدان إعترافا بالجميل أمارس الكتابة أيضا متنفسي الوحيد واليوم سأكتب عن مرحلة مهمة من تاريخ هذه الارض”غرة الاوطان ”

مرحلة تطبعها التنمية والبناء والمواقف المشرفة وتتجسد من خلالها صفات القائد الحقيقي وآمال الشعب وتطلعاته بغد أفضل

القيادة هي القدرة علي تحويل الرؤية إلي واقع ملموس في ظرف زمني صعب القيادة سلوك وأفعال وإرادة صلبة تقهر المستحيل وتصنع تاريخ الامم في أبهي تجلياته

القيادة هي فعل ثائر لايقبل التأخير يجتث الشعوب من براثين التخلف والجهل إلي مكانة مميزة في قائمة الامم المتقدمة

القيادة هي القدرة علي مواجهة التحديات والحالات الطارئة بشجاعة وإقدام وحنكة

ويعجز الوصف هنا عن تعريف القادة الحقيقيين الذين مروا علي تاريخ الامم وتركوا بصمات تخلدها الاجيال كلما ذكرت أمة رموز تاريخها المكلل بالانتصارات والاحداث التي لا تفارق مخيلة الشعوب الطامحة إلي غد أفضل

لم يكن لاب المؤسس المرحوم المختار ولد داداه وهو يخوض معركة الاعتراف بالجمهورية الاسلامية الموريتانية في مراكز القرارات العالمية إلا قائدا شهما يواجه تأليبا قويا ممن دفعتهم أطماع الامتداد الجغرافي علي أرض الجمهورية إلي مواجهة رجل من الصحراء الكبرى تسكنه مميزات وصفات القائد الفذ ويملك إرادة صلبة في مسعاه إلي تحقيق مشروع الدولة القوية والمتماسكة ودخل المرحوم المختار ولد داداه تاريخ الامة الموريتانية من أوسع أبوابه وكان له الفضل في ربط المدن لتي تمثل الامتداد الجغرافي للاراضي السيادية الموريتانية بطريق الامل الذي شكل مشروعا قوميا بكل المقاييس

قليلون أولائك الرؤساء الذين ساروا علي خطي المرحوم المختار ولد داده إلا أن التاريخ يعيد نفسه مع قادة شكلوا نقلة نوعية في تاريخ الدولة الموريتانية وأمتدادا لحلم مؤسس الدولة الهادف إلي بناء أمة قوية تملأ أصقاع الدنيا بمواقفها المشرفة وتتربع علي مؤسسات دولية يرجع إليها في كل قرار مرتبط بمستقبل القارة الافريقية

شكلت موريتانيا الجديدة تجسيدا واقعيا لحلم الاباء المؤسسين حيث تحولت موريتانيا إلي ورشة عمل في مواجهة مدرسة من الفساد كان للانظمة السابقة دورا بارزا في ترسيخ قواعدها المدمرة في جيل كامل من مواليد عقدين من الزمن

وبدءت معركة محاربة الفساد المنتشر كالنار في الهشيم وأنتهي زمن فتات “المساعدات الدولية” ونهب المال العام والزبونية والمحسوبية وتقييد الحريات وتحولت موريتانيا من دولة تقع في ذيل حرية الصحافة علي المستوي العربي إلي جمهورية في صدارة حرية الرأي والتعبير بشهادة منظمات دولية عاملة في المجال ومن دولة لايتجاوز تأثيرها حدودها الجغرافية إلي واحدة من أكثر دول المنطقة تأثيرا وإدارة علي المستوي الدبلوماسي العالمي

ومن كيان ينخره التخلف ويعيث فيه الارهاب إلي قوة حقيقية تضرب معاقل الغلو والتشدد في عقر داره وتطارده لتذود عن حياضها وحق الجار

وحين تخلي العرب عن حق الجسد الواحد تألمت موريتانيا لما يحدث من فتنة وإهراق للدم العربي تحت يافطة ربيع واهم تجرعت دوله مر العذاب وكانت لها مواقف تاريخية مما يحدث وأنتحر ربيع الدم علي حدود الصحراء وفي الانفس الامارة بالسوء

هذه هي موريتانيا الجديدة بأسمي معاني الانجازات والتضحية وتلك هي صفات القائد التي إنطبقت علي صانع التنمية ومفجر الانجازات المرشح محمد ولد عبد العزيز وفقه الله لما يحب ويرضي

صلاح الدين نافع صحفي وكاتب

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى