“الرجل” … هَجَالْ القَبيلَة

عرفته شبه رجل غامض الشخصية منزويا وخجولا مع بعض الوقاحة في الفعل والتصرف. فقد قرر منذ ثلاث سنوات أن يظلم تلك الفتاة التي لم تتجاوز بعد السادسة عشر من عمرها. فتاة تعيش مع امها وأخوها الأصغر ووالدها الذي قهرته الحياة وأقنعه المجتمع أن الفقر فضيلة فقرر أن يرضى بالمقسوم ويقبل وظيفة كحارس للثانوية الوحيدة في الركن اليماني من مقاطعة دار النعيم…

رأى هجالنا تلك الفتاة خلال امسية من صولاته وجولاته التسكعية بين خيام الأهل وأشباه ديار الأقارب. فقرر أن تكون ضحيته الحادية عشر. فهو “متزوج” قبلها أحدى عشر مرة دون مبالغة وعند كل اسرة من ضحاياه خلف إبنا أو ابنة لايعرف من ملامحه/ها سوى أنه قضى وطرا في لحظة طيش مع فتاة حولها ألى مجرد ركام أحلام…

جاء الرجل في اليوم الموالي الى “أَمْبَارْ” الأسرة المغلوبة على أمرها وطلب ماءا ليتوضأ وعرفَ بنفسه واستطاع أن يحظى بترحيب منقطع النظير لسذاجة الأم ولمكره ولميوعة المجتمع. توضأ وصلى وكان المسجد أقرب أليه من أن يتخلف عن الجماعة. بعد الصلاة عرضت عليه الأم “أتاي” وهي عادة سيئة جدا عند سكان الصحراء الذين تعودوا عزم كل غريب دون أي توجس أو إرتياب…

قبل هجالنا على الفور لأنه كان يبت نية التربص بضحية وهو أشبه بذئب يغازل شويهة تخلفت لبرهة عن القطيع. فاتح الرجل الأم بكل وقاحة وعرض عليها الزواج من ابنتها. ترددت الأم لكنها سرعان ماتذكرت انه إبن عم وأبناء العمومة ما “يُسَكْرَاوْ” ولو كانوا أحقر من الغرباء. بل خامرتها فرحة مشوبة بحيرة لأنها تتوقع أن تجد ابنتها حياة كريمة أفضل من ضنك العيش وضيق ذات اليد وعسر الحال…
جاء هجالنا في الليلة الموالية مع صديق له في سيارة لصديق ثالث واتفقوا مع الأم على أن يكون الزواج الأسبوع القادم، “فخير البر عاجله…” وافقت الأم بعد أن ناولها هجال القبيلة حزمة عشرين ألف أوقية لتحضير المراسيم على أن تكون بقية الدفعة ليلة العقد مع تأكيده على أنه “مْطَبَقْ” (عبارة تطلقها بعض القبائل على تحديد سقف للمهر لايتاجوزه في حين لايلتزم أهل العروس بشراء اي شيء لها من أثاث وملابس). كان الهجال قد دبر مبلغ 30.000 أوقية وهو مبلغ التطبيق من عند أحد اقاربه الميسورين يوم أمس…

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

تزوجت الفتاة! عفوا لقد إنتحرت فقد خانتني العبارة. نعم لقد انتحرت وذبحت طفولتها على نصب رجل سفاح يستغل فقر وعسر حال الأقارب ليقتل الأحلام في عقول العذارى ويمارس ذكورته أمام براءة براعم النساء اليافعة…
إنها سادية الرجل البيظاني عندما يقتنع ان الزواج حلال والطلاق حلال ويتساوى الإثنان عند المجتمع…

بعد أشهر بدأت علامات الحبل تظهر على فتاة في السادسة عشر من عمرها لما تكتمل ملامح جسدها بعد وبدأ هجال القبيلة يتهرب من مسؤولياته وبدأت الأم تدرك أنها باعت بنتها رخيصة لسفاح لايخاف الله ولا يملك اي ضمير. لكن الأدهى والأمر انها لو تكلمت لوصمها المجتمع بالعار لأنها تنتقد “أنسيبها” وتتهجم على صهرها وابن عمها…

بعد اسابيع من إمتعاض الفتاة التي بدأت تنقل بعض جوانب معاناة الأم الى الهجال وجدت نفسها مطلقة في شهرها السابع. وذهب الهجال الى اسرة أخرى بعد ثلاث اشهر عندما علم انها انجبت بنتا وتزوج من أخرى. ضحية أخرى وقتيلة أخرى وانوثة أخرى ستسحق بين رحى رجولة مزيفة وسندان مجتمع يمتهن الذل والرذيلة…

الغريب في الأمر أن هجال القبيلة لايرفض لسبب واحد وهو انه من نفس القبيلة لذلك له الحق أن يختار اي فتاة في الحي يعجبه جسدها ليشوهه وينتقل الى أخرى لأن شهرزاد لم تولد بعد في “أرض اليباب” وشهريار عازم على الإنتقام…
متى تنتهي مهزلة الزواج والطلاق العبثي في مجتمع يقتات العدمية النيشتشية في كل تفاصيل الحياة ويبتاع سلعة مجزاة من العادات والتقاليد السخيفة…..

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى