نظرة سجين سلفى إلى ندوة “الإسلام وجدلية الاعتدال والغلو”

اصدر السجين السلفي “شياخ ولد محمد” بيانا يوضح موقفه من الندوة الأخيرة “الإسلام وجدلية الاعتدال والغلو” هذا نصه


“تابعنا على أمواج الإذاعة فعاليات الندوة التي احتضنها قصر المؤتمرات في انواكشوط تحت عنوان الاسلام و جدلية الاعتدال والغلو في الفهم والسلوك فكان من دواعي الاهتمام بشؤون المسلمين ألا تمر تظاهرة بهذا الحجم دون وقفة مسايرة لهذا الحدث الكبير والذي زاد من حجمه هذا الحضور المتميز لكبار العلماء و الأئمة و المفكرين و ذلك لمعالجة قضية من أخطر القضايا التي تواجه الأمة اليوم فالكلام عن الاعتدال و الغلو شيق خصوصا مع وضوح النصوص الشرعية التي تبين أن هذا الدين يقوم على الوسطية والاعتدال في كل الأمور لأن الحق فضيلة بين رذيلتين و لا مزيد في بيان منهج الحق الذي هو الصراط المستقيم على ما قرره أكابر العلماء حفظهم الله الذين أنعشوا هذه الندوة و غيرهم
ولكن رغم ذلك لابد أن نميط اللثام عن ما ندين به الله عز و جل في هذا الموضوع فنقول بحول الله إننا

1. نقبل كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من البينات و الهدى و نتبع سبيل المؤمنين و أئمة المسلمين كأبي حنيفة و مالك و الشافعي و أحمد في ذلك كما قيل
هذا اعتقاد الشافعي و مالك و أبي حنيفة ثم أحمد ينقل
فإن اتبعت سبيلهم فموفق و إن إبتدعت فما عليك معول

2. و نحب المسلمين و نقربهم و لا نخفر ذممهم و نحرص على أمنهم و البعد عن جلب الفتنة لديارهم

3. و نبرأ إلى الله من تكفير المسلمين و إستباحة دمائهم و نرى ذلك من المروق من الدين و سبيل الخوارج المارقين و أعظم ذلك تكفير علماء المسلمين و نعتير التكفير و التبديع من الأحكام التي لا يجوز أن يقدم عليها إلا من كان من أهل الفتوى و كذا سائر أحكام الدين

4. و نقتدي بالعلماء الراسخين في بلدنا وغيرهم ممن جعلهم الله ورثة للأنبياء و نعلم أن الحق لا يخرج عنهم و هم الأدلاء عليه و أنهم حرز لهذا الدين ينفون عنه تحريف الغالين و إنتحال المبطلين و تأويل الجاهلين و نعتقد أنه لا يجوز الكلام في دين الله بغير علم

5. و نعتقد أن الغلو في الدين مهلكة كما قال صلى الله عليه و سلم : إنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين

6. و من الغلو تكفير المسلمين بكل ذنب ما لم يستحلوه أو تكفير من يقع في البدعة الشركية عن جهل أو تأويل أو تقليد كما قرره العلماء

7. و منه التعمق ومجاوزة الحد الشرعي في الأقوال و الأفعال و العقائد و العيادات مطلقا كإيجاب ما ليس بواجب أو تحريم ما ليس بحرام أو سن ما ليس بسنة أو تكليف النفس فوق وسعها و جلب العنت و العسر للمسلمين و عدم التدرج في الأمور و عدم وضع الأشياء في مقامها و انتقاص أهل العلم و الوقيعة فيهم

8. و نرى في المقابل أن من الغلو مجافات الشرع الحنيف الذي جاء بخيري الدنيا و الآخرة كعدم العمل بالشريعة أو وصفها أنها غير صالحة لهذا الزمان أو إحلال غيرها محلها و قد ذكر ذلك غير واحد من العلماء في الندوة و من ذلك وصف مظاهر التدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بأنه تشدد و غلو كإعفاء اللحية و ستر المرأة بدنها أو الدعوة إلى الشريعة و كذا الدعوة إلى تحرير الأوطان كالجهاد المشروع في اليلاد المسلوبة فهذا غلو ينطلق أهله من رؤية الغرب المحارب للإسلام و يسيرون تحت مظلة أمريكا في تحديد مفاهيم الغلو و العنف و الإرهاب

9. و منه كذلك إشاعة الفاحشة في المؤمنين بحيث تصير معروفا بين الناس من غير نكير بسبب الإفراط في مفهوم الحرية حتى في التنصير فهذا من أعظم الغلو و البعد عن الصراط المستقيم بحجة حرية الدين

10. و منه أيضا اللهث وراء الغرب الكافر كما يفعل المستغربون فقلدوهم في ثقافتهم و أعمالهم و أفكارهم المنافية للدين حتى حاربوا معهم المسلمين كما في فلسطين و العراق و حصار غزة مثال. وليس من ذلك الإستفادة من إنجازاتهم التي لا ينكر أحد صلاحيتها في الإعمار و البناء و الإنتاج و التخطيط و هذه النقاط الأخيرة هي غلو في الإنحلال و هي من أعظم أسباب الغلو المقابل و الحق بين السيئتين فأهل السنة يتبعون الحق و يرحمون الخلق و يسالمون من سالمهم و يحاربون من حاربهم فهم خير الناس للناس و لا يحملهم بغض الكافر على ألا يعدلوا في حقه و هذا هو وجه الإسلام المشرق .

و نعتقد الأخذ بما أمر به العلماء الراسخون من طاعة الله و رسوله و تحكيم كتابه هو الحل الوحيد لكل ما تعاني منه البلاد و العباد”.

محمد الشيخ ولد محمد (شياخ)

من السجن المدني

المصدر : (ونا)