أسلوب الحوار وأهدافه

بسم الله الرحمن الرحيم

مفهوم الحوار من أهم مقومات الديمقراطية الحديثة ، ويعتبر الأسلوب الأمثل لترسيخها في النسيج السياسي والاجتماعي من خلال اعتماد الحوار كمنهج لحل المشاكل وتجاوز الصعوبات والأزمات، وهو الطريق الأمثل لتحقيق التوافق وتنمية الوعي السياسي والمدني داخل المجتمع والدولة ..لكن الحوار لايمكن أن يكون بين طرفين لايؤمن أحدهما بحق الآخر في مشاركته في سلطة سيطر عليها بالقوة . ولايثق الثاني في الأول لشعوره بالضعف والوهن الذي يعتري أحزابه .فهل تكون دعوة الحكومة المعارضة للحوار مجرد محاولة غير جادة ؟ أم هي طريقة قديمة تسعي الحكومة من خلالها إلي تصفية حسابها مع حركات متطرفة (إيرا مثلا)؟ تماما كما فعلت مع تلك الحركة حين رفضت المعارضة مشاركتها في الانتخابات الرآسية….؟

من الجيد أن تدعوا حكومة مستقرة تحقق نمو اقتصاديا وتنمويا (حسب زعم صناديق النقد الغربية) معارضيها “المهزومين” في معارك سياسية سابقة ..إلي الحوار مع أغلبيتها المريحة والداعمة لها دعما مطلقا.

ومن غير المستبعد كذلك أن تكون تلك الحكومة واعية بما يقع خارج حدود بلادنا من صراعات وأزمات أدت وتؤدي إلي حروب وفتن ومآسي بسبب التعنت والاستبداد وممارسة الأساليب العنيفة مع المناوئين والمُخالفين..

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

ومن المقبول جدا أن تستجيب تلك المعارضة – والحالة هذه- لبصيص الأمل الصادر من خصمها اللدود ، وسيكون المجتمع كله والمثقف خاصة (معارضا أو مؤيدا) أكثر ارتياحا لهذا المسار لأسباب كثيرة لعل أبرزها:

– الحرص المشترك علي بناء دولة حديثة

– قيام مؤسسات جمهورية قوية

– التأسيس الواعي لممارسة ديمقراطية قائمة علي الحوار

– محاصرة قوي الرجعية والقبلية والجهوية والتعصب العرقي

– تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمحاربة الجادة للأمية والفقر والفساد

– تعزيز اللحمة الوطنية والتعايش السلمي

– بناء جيش مهني غير مسيَس يحمي الحدود وقوي أمن تحارب الجريمة.

لكن التعبيرات الحالية عن الحوار لم تصل بعد المستوي الذي يؤهلها لتلك المرتبة من النضج ولا تلبي الخطوات المُتبعة – إلي الآن- الطموح المنشود لدي المثقف الموريتاني و المتابع للشأن الوطني..

إن الأسلوب الديمقراطي للحوار البنَاء يجب أن يسلك الطريق الواسع للديمقراطية الحديثة وأن يفتح الباب أمام المواطن الموريتاني أيا كان انتماؤه أو رأيه وفي كافة مواقعه التي يرتضيها لنفسه في الأحزاب والمنظمات وكافة ألوان الطيف بمن فيهم المسجونين (بدعاوي سياسية ) ، وأن لا تضع الحكومة سقفا للطموحات ، وأن تتجرد من عبارات الموالاة والمعارضة …

إن علي رأس النظام وقادة الجيش أن يضعوا لهذا الحوار أهدافا كبري تتعلق بإعادة تأسيس نظام الحكم علي دعائم مدنية جديدة ومراجعة الدستور والقوانين وأنظمة الغبن الاجتماعي التي خلفت تراكمات من الظلم الطبقي في الوظيفة العمومية والنظام المصرفي وفي قطاعات الإنتاج والتعليم والصحة وغيرها من أركان الدولة العميقة ….

الحاج ولد المصطفي : hajmoustapha@gmail.com

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى