سيادة الرئيس تحملت عناء السفر الي كيفة، وقبل زيارتكم لها بثلاثة أيام، لأصف لكم المشهد فيها كما هو، قبل أن يحوله ساسة متميزون، في فن النحت وعمليات التجميل، الي جنات عدن وأنهار بابل .
فكيفه المسكينة يا سيادة الرئيس تعاني ساكنتها من عطش شديد، حيث لا يصل الماء إلا الي ثلث سكان الذين حظوا بمركز المدينة، أما أطرافها فالماء لا يصل اليهم وان وصل نادرا، فبدرجة لا تكفي لحاجاتهم اليومية.
أما الصحة فلم تكن بأحسن من الماء، هناك مستشفي قديم متهالك الاجهز والمعدات ¬ انجاز التعاون الصيني الموريتاني في حقبة السبعينات – زائره يعاني ضعف ما يعاني من المرض، لصعوبة معاينة الطبيب فيه، وان هو حظي بتلك المعاينة فلا شيء يرجى منها، فغالبية أجهزة الكشف والفحوص متعطلة، والعامل منها عاجز عن القراءة والتوضيح، فطرازها ضارب في القدم والتأخر، فهي إذا لم تواكب التطور المستمر في أنشطة البكتريا والجراثيم.
سيادة الرئيس الموقرة، التعليم داخل المدينة – كباقي مدن البلاد – يعاني ويلات التهميش والإهمال، فصول وحجرات متهالكة، جدرانها متشققة وسقوفها قاب قوسين أو أدني من السقوط، حيث تتحمل فوق طاقتها، فمن الداخل الاكتظاظ والتزاحم ومن الخارج ويلات التعرية وعاتيات الزمن.
سيادة الريئس كما هو مألوف، تعاني الساكنة في كيفة صعوبة شديدة في الحياة، فالأسعار مرتفعة الى درجة الذهول، وبوادر الجفاف تلوح في الأفق، نضب الماء وقلت المراعي، فابتعدت المواشي وانتشرت في الصحراء، الشيء الذي جعل نقل الأعلاف – لم تحرك الدولة حثي الآن ساكنا لتوفيرها – عبأ جديدا ينضاف الي أعباء المواطن المسكين .
وفي الأخير يا سيادة الرئيس أهل كيفه يريدونها زيارة تغير وتحول لا زيارة تغيب وتهميش .
السالك ولد عيسي كاتب وصحفي بصدي الأخبار
—
Sidi Mohamed Eleyat
Journaliste et Secretaire
Syndicat de Journalistes Mauritaniens
Tel: +222 316 3744