ليلة ونهار في مسلخة نواكشوط (تحقيق مصور)

4-31.jpg

تساءلت وكالة صحفي للأنباء عن مصدر هذه اللحوم الحمراء التي تباع في المجازر والاسواق في مدينة نواكشوط، وتتبعت طريقها ابتداء من سوق الحيوانات في تنويش، إلى خروجها من المجزرة قبل المغادرة إلى طاولة الجزار في أسواق العاصمة.

4-31.jpg

ترددت الوكالة طويلا قبل اتخاذ قرار بنشر التحقيق، لأن المعلومات التي حصلت عليها لا تمكن من التوصل إلى نتائج قطعية، حول القضايا المتعلقة بسلامة هذه اللحوم من الأمراض.

34-5.jpg

الإدارة والقائمون على المسلخة، فتحوا لنا جميع الأبواب، وتعاونوا معنا بشكل كامل، لكن النقص كان منا نحن فريق التحقيق.

لم نتمكن – بصراحة – من الإحاطة بجوانب أساسية من الموضوع، فالوجه الغالب هو النظافة، لكن بعض الصور التي التقطناها على سبيل المثال، تظهر مشاهد مقززة إذا رآها المستهلك العادي، وتذكرها وقت تناول تلك اللحوم ،فقد يفقد شهيته تماما. وقد يتصور أن جميع اللحوم مصابة، والأمر ليس كذلك، فهنلك مجهودات جبارة مبذولة في الصحة والنظافة، غير أنها ليست كافية.

الخميس 21 أغسطس 2014، السابعة مساء، وصلنا إلى سوق الإبل (المربط) في بلدة تنويش الواقعة على بعد أربعة عشر كلم شرق مدينة نواكشوط، هبت علينا رياح أبي عقيل، رياح لولا ما يفسدها من روائح منبعثة من سوق المواشي والمجزرة غربها، لذكرتنا بقول الوليد :

ترى الجزار يشحذ شفرتيه == إذا هبت رياح أبي عقيل

هنا يعرض المنمون مواشيهم لبيعها، ويأتي الجزارون لاقتناء حاجتهم منها.

هذه شاحنة قادمة للتو من مدينة كيفة، أفرغت حمولتها من الإبل القادمة من المدينة الواقعة على بعد 600 كم شرق العاصمة.

سألنا صاحب الشاحنة عن سعر النقل فقال :

ـ بالمجان

ـ بالمجان كيف؟ هذه المسافة الطويلة والمحروقات كلها بالمجان؟.

– نعم هي بالمجان، لأنها ب: ستين ألف أوقية فقط.

ـ هل تفرض الحكومة عليكم سعرا محددا؟

ـ لا، الحكومة لا تفرض سعرا لكن هذا هو الموجود.

هذا جزار جاء ليشتري فصيلا من الإبل.

جل الجزارين لديهم زبناء محددون من ملاك الإبل، يقترضون منهم أحيانا، منهم من أصبح رهينة لدى الملاك بسبب تراكم الديون، منهم من دخل السجن، ومنهم من ينتظر.

هذه شاحنة قادمة للتو من مدينة النعمة 1200 كم شرق العاصمة، أفرغت حمولتها من الإبل.

سألنا مالك الإبل عن تكاليف الرحلة فقال:

تصل خمس مائة ألف أوقية، لأن أجرة السيارة وحدها تبلغ مائتين وخمسين ألف أوقية، إضافة إلى تكاليف أخرى كثيرة مثل: (الراعي، الماء، العلف، العمال الذين يقومون بوضع الحيوان من السيارة، إضافة طبعا إلى الزاد والحبال).

هنالك أكواخ وأعرشة في محيط سوق الحيوانات يعيش أهلها على النشاطات المرتبطة بالسوق وبالمسلخة، والمظهر الغالب هو الفقر.

33-14.jpg

سيارات متهالكة متوقفة في انتظار زبناء سوق الإبل، لعل من بينهم من يريد حملها إلى إحدى المقاطعات.

هذه المسلخة هي الوحيدة في مدينة نواكشوط، تستقبل ثلاث مئة رأس في اليوم بين الإبل والبقر ،وقد أعدت طاقتها الاستيعابية في الأصل لتسعين رأسا فقط.

13-18.jpg


  • محمد عبد الله ولد أجاش: الدراسة الأصلية فيها أن المسلخة أعدت أصلا لاستقبال تسعين رأسا فحسب بين الإبل والبقر، لكن الضغط الناتج عن حاجة السوق، جعلتنا نستقبل ضعف هذا العدد.

  • من السوق توجهنا إلى المسلخة

عند وصولنا وجدنا حارسا عند البوابة الشمالية، منعنا من الدخول بحجة إلزامية ترخيص من الإدارة ، لكن الحارس أشعر بنا رئيس مصلحة المسالخ الموجود حينها في عين المكان والذي طلب هو الآخر أن نشعر الإدارة أو ننتظر حتى يوم الأحد، واليلة الجمعة.

رفضنا تأجيل المهمة، وأصبنا بخيبة أمل شديدة لأننا كانا قد أعددنا عدتنا للمبيت والسهر حتى الصباح، من أجل الوقوف – بشكل دقيق – على جميع المراحل التي تمر بها اللحوم قبل وصولها إلى أسواق العاصمة. كنا نريد الوقوف على عملية الذبح والنحر، هل صحيح ما سمعناه عن الذبح الآلي ؟ أم هل يذبحها جزار يعرف أحكام الذكاة ؟ أم ماذا ؟

15-14.jpg

انتظرنا رفقة موظفين في المجزرة أمام البوابة، وتجاذبنا معهم أطراف الحديث حول تعيين حكومة ولد حدمين الجديدة الذي كانت تأتي أخبارها أولا بأول ذلك المساء. كنا نحن الصحافة نتصدر المشهد، فهم يظنون أننا نعرف كل شيء عن الحكومة، وأننا جزء من النظام الحاكم، لكننا خيبنا آمال بعض المستمعين، فلم تكن لدينا معلومات عن الموضوع، ظنوا أننا نتظاهر بالجهل، لكنها الحقيقة. سقطنا قليلا من أعين الذين صدقوا أننا لا نعرف شيئا عن السير الذاتية للوزراء الجدد ولا أسباب تعيينهم، وأننا نفضل التحقيق الميداني فيما يجري وراء هذا الباب الكبير المغلق في وجوهنا.

وفي تلك الأثناء اتصل المسؤول عن المسلخة بإدارتها العامة وأبلغها بطبيعة المهمة، وحصلت الوكالة على الترخيص بدخول جميع أقسام المسلخة، دون أي قيد أو شرط. صرح بذلك مدير المسلخة السيد: بابه ولد أطوير الجنه مباشرة عبر اتصال هاتفي مع مدير شبكة مراسلي الوكالة الذي كان ضمن فريق التحقيق حيث قال إنهم في أتم الاستعداد لتقديم جميع المعلومات وفتح جميع الأبواب، وأعطى تعليمات بذلك الخصوص لرئيس المصلحة محمد عبد الله ولد أجاش، ذلك الشاب المهذب الذي كان ذاهبا وقت وصولنا فكان قد أنهى عمله للتو، لكنه فضل البقاء لمرافقتنا تلك الليلة، رافقنا – ونعم الرفيق – حتى الصباح، في جميع مراحل التحقيق.


  • مقابلة مع المدير العام

أما المدير العام، فقد أكد لنا ذلك الاستعداد في اللقاء الذي خصنا به لاحقا في مكتبه مضيفا ” لقد استبشرنا خيرا بقدوم الصحافة، عل وعسى أن يبصر الناس صعوبة العمل الذي نقوم به. نحن نعمل جاهدين من أجل تغطية حاجات السوق اليومية دون مشاكل، وهذا ما تمكنا منه بالفعل، دون تجاهل الجوانب الأخرى.”

9-11.jpg “فرغم النمو المطرد للسكان، والزيادة اليومية في الطلب، ناهيك عن ما تتطلبه العملية من دقة في محاورها الرئيسية : (النظافة ـ المتابعة الصحية ـ توفير المادة في الوقت المناسب،) وتلك لعمري نقطة يجب الوقوف عندها، فالمسلخة الموجودة حاليا لا تزيد سعتها على 90 رأسا والاستهلاك اليومي لمدينة نواكشوط يصل إلى: مابين مائتين ومائتين وعشرين رأسا من الإبل والبقر “.

وفي حديثه عن مؤسسة مسالخ نواكشوط، قال المدير العام للمؤسسة “إنها تأسست سنة 1997 م ولديها 116 عاملا عقدويا تم تكوينهم على المستوى الوطني، ما عدا واحدا يدعى المولود تلقى تكوينا في تونس”.

وفي مجال التكوين دائما قال المدير: “بفضل التعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، أصبحت الأخيرة ترسل بعض الفقهاء لإلقاء محاضرات كان لها الأثر البالغ في إنارة الدرب أمام الكثير من المستهدفين، الذين هم بأمس الحاجة إلى ذلك”.

وبالنسبة لتوسعة المسلخة قال المدير “إنه تم الانتهاء من المناقصة وسيتم تحديد وقت انطلاق الأشغال قريبا”.

  • الطاقم الطبي

يبلغ الطاقم الطبي للمؤسسة أربعة عشر طبيبا، يشرفون على الصحة، وتوجد فرقة للمداومة اليومية من أربعة أطباء، فيما يوجد طبيب خاص بالنحر الخصوصي، وهم يتمتعون بحرية تامة في عملهم.

  • الكشف الحي

عند وصول المواشي إلى المسلخة يقوم الفريق الطبي بعمليات الكشف المرضي الأولي وتسمى ب:”الكشف الحي”.

يبدأ الكشف بالنظر إلى الحيوان وهو حي، هناك عدة أعراض تظهر على الدابة المصابة بمرض ما، فتغير لون الدابة الأصلي، وكثرة الالتفات، وعضها للدواب القريبة منها، كلها أعراض تظهر على الدابة المصابة بمرض “السعار” الذي لحمه يسبب الديدان الكبدية القاتلة للإنسان.

وفي حالة العثور على دابة مصابة به تتم مصادرتها كليا بأمر من الطبيب، وهو ما تقوم به المؤسسة فعلا كما أخبرنا بذلك الفريق الطبي المداوم، ويتم حرق الجثة لأن مرض السعار لا تكفي مصادرة الدابة المصابة به فقط، بل يجب حرقها فورا.

وفي حالة ظهور عرض أو خشية الطبيب من إصابة الدابة بمرض يتم عزلها عن بقية المواشي، وتجرى عليها الفحوص الطبية (الفحص عن طريق مقياس درجة الحرارة، وفحص الدم الذي يتم في المخبر الوطني للبحوث البيطرية في لكصر).

  • الكشف الميت

1-160.jpg

أما المرحلة الثانية والتي تعرف ب:”الكشف الميت” فتبدأ بعد ذبح الدابة، وتتطلب أن ينظر الطبيب إلى الجثة بعد سلخها ويتأمل شكلها بدقة قبل عملية اللمس التي يبحث من خلالها عن تحجر داخل العضلات أو تقيح داخل الخراجات التي يقوم بفتحها والنظر إليها بدقة. وفي حالة وجود تقيح في إحداها أو بعضها أو كلها، فهناك خراجات داخلية يجب شقها أيضا للبحث عن العلة بشكل أدق. إذا كان التقيح في إحدى الخراجات، يصادر الجزء الذي فيه الخراج، وتسمى مصادرة جزئية. وإذا كان التقيح في جميع الخراجات، تصادر الدابة كليا، وتسمى مصادرة كلية.

أما القنوات الكبدية (الكبد ـ القلب ـ الرئة) فيقوم الطبيب بشقها فور الانتهاء من عملية السلخ بحثا عن الديدان، وهذه المرحلة أي مرحلة “الكشف الميت” هي الأهم، لأن بعض الأمراض لا يمكن الاطلاع عليها إلا في هذه المرحلة مثل : مرض ذات الجنب، الذي أكل لحمه يفقد المناعة ضد مرض السل لدى الإنسان.

7-16.jpg

استمعنا إلى الكثير من الشروح النظرية عن موضوع الكشف الصحي، تركت لدينا انطباعا طيبا لكفاءة القائمين على العمل، لكننا لم نقتنع تماما بجدوائيتها، لما شاهدناه من نقص حاد في الكادر البشرى، مقارنة مع الحجم الهائل للعمل.

فوحدها، عملية ترقيم الدواب قبل دخولها إلى حظيرة المسلخة تتطلب جهدا كبيرا ووقتا طويلا لإكمالها، بدأ بمطاردة الدابة وإمساكها، وتحضير الحبر، والاحتراز من الخطأ في كتابة الأرقام.

ترقيم هذا العدد الكبير من المواشي أمر سهل من الناحية النظرية، لكنه يتضمن صعوبات كبيرة على أرض الواقع.

2-78.jpgحضرنا ترقيم فصيل واحد من الإبل، لم يكن العمال متأكدين تماما من صحة الرقم الذي وضعوه عليه، ربما نسوا رقم الجزار صاحب الفصيل أو لا ندري. (شاهد الفيديو)



أما الكشف الحي فيمكن أن يتلخض في إلقاء نظرة سريعة في الحظيرة بحثا عن أعراض ظاهرة.

والكشف الميت يتطلب فحصا مطولا ودقيقا للأجزاء الداخلية، كالرئة والغدد والخراجات إلى سائر الأعضاء، وقد تتطلب بعض الحالات فحصا مخبريا.

لا يمكن إجراء هذا الكم الهائل من العمل، على هذا العدد الكبير من الدواب، في هذا المكان الضيق المكتظ بالدماء والجثث والسكاكين والجزارة، دون تعطيل العملية برمتها.

كنا نرغب في تعميق التحقيق حول مسألة المصادرة، المصادرة الكلية والحرق التي قالوا إنها تطبق فورا بالنسبة للدواب المصابة، فسألنا عن آخر عملية حرق، فجاء الجواب عاما وفضفاضا، فهمنا أن المصادرة والحرق تقع أحيانا، لكن بشكل غير موثق، ولم نجد تقارير إدارية حول الموضوع.

هنلك مسألة جوهرية وحساسة أخرى غابت من الشروح النظرية التي تلقيناها من قبل القائمين على الرقابة الصحية، كما غابت أيضا عن أذهاننا وقت التحقيق، وهي مسألة الأدوية التي ينتشر استعمالها لحماية المواشي من الأوبئة، خاصة تلك التي تتطلب فترة زمنية محددة قبل أن تكون لحومها قابلة للاستهلاك البشري.

هل يمكن الكشف عنها قبل النحر ؟ أم الأمر متروك لضمير البائع الذي لا يعلم – في الغالب – الكثير عن تلك الحيوانات، إلا ما تعلق بالسعر في السوق ؟


تفتح المجزرة بعد منتصف الليل، أولا للبقر الذي يتطلب لحمه أن يبقى معلقا مدة ساعات قبل أن يكون صالحا للاسعمال، وبعد ذلك، في حدود الرابعة صباحا يبدأ نحر الإبل، وعندها يبدأ الاكتظاظ، يكثر اللغط، وأصوات السكاكين، وتسيل الدماء في جميع الاتجاهات،

3-54.jpgلا مكان للفضوليين ولا للمتفرجين ولا لنا نحن الصحافة.

المشهد مروع، كأنك تصور فلما من أفلام الرعب، فكيف لنا أن نصدق من يقول إنه بالإمكان في مثل هذه الظروف، القيام بكشف صحي من أي نوع، حي كان أم ميت.

هنلك جزارة معتمدون لديهم أرقاما، يتم وضعها على مواشيهم، وهنلك جزارة مساعدون غير مسجلين في القائمة الرسمية لدى الإدارة، لكن يسمح لهم بالنحر عندما يدفعون الرسوم، 2200 أوقية بالنسبة للبقر و 2100 أوقية بالنسبة للإبل، ولا ندري لماذا تكون الرسوم أعلى بالنسبة للبقر، ربما لأن الرافعات الآلية التي تعمل بالكهرباء خاصة بالبقر.

44-10.jpgولد أعمر (جزار غير دائم) : “نحن نعاني أساسا من عدم النظافة، الذباب، والعناكيب السامة في كل مكان، ناهيك عن النقص في الرقابة الصحية، هنا تنحر الإبل المصابة بالجرب، وتنحر المُخَّض، إلا من لديه الدين وذلك قليل..”

“إذا نظرتم إلى ثيابي هذه المتسخة، فهي لا تناسب من يحمل اللحم.”

عند الصباح الباكر، يبسط الجزاون أكياسا من البلاستيك خارج المبنى الرئيسي، يضعون عليها اللحوم الجاهزة للبيع، وهنا يتم ختمها من قبل الطاقم الصحي بالصمغ العضوي، تفتح الأبواب أمام سيارات النقل لحملها.

رأينا أصحاب السيارات التي جلها من نوع مرسدس 190 و رينو 21 يضعون أكياسا مماثلة من لبلاستيك “زازو” في الصندوق الخلفي كحاويات ثم يحكمون إغلاقها قدر الإمكان على اللحم قبل المغادرة.

لقد اختفت تلك الصورة التي كنا نراها في عهد بعيد، صورة الجزارة الذين يركبون على اللحم في مؤخرة سيارة من نوع بيجو 404 مكشوفة ومتهالكة. رأينا ذلك النوع من السيارات في سوق المواشي، فقد صار مخصصا لحمل الإبل والبقر قبل الذبح.

تساءلنا عن مصدر هذا الكم الكبير من الأكياس البلاستيكية، وجدناها تباع من قبل نساء تبدو عليهن مظاهر الفقر، سألنا إحداهن سؤالا على شكل مزحة “أنتن تبعن زازو وهو محرم” أجابتنا إحداهن جوابا سياسيا “ولد عبد العزيز لم يوفر لنا معاشا، فألجأتنا الضرورة لبع هذا”.

في النهار، يبدأ ما يسمى بالنحر الخصوصي. خصوصيون يشترون الإبل والبقر من السوق، يأتون ومعهم جزارة أحرار يتعاقدون معهم لنحرها في المجزرة، فالنحر خارج المجزرة ممنوع قانونيا، ويسمى هنا بالنحر السري “كلاندستيه،” يقولونها باللغة الفرنسية clandestin، لا يخضع للرقابة الصحية.

النحر الخصوصي أيضا لا يخضع للرقابة الصحية إلا نادرا، حسب قول الجزارين الذين لا يثقون بجدوائيته، ويدعون أنهم أدرى من البيطريين بأمراض الحيوان.

  • بعد ثمانية أشهر

عدنا إلى المجزرة مساء الخميس 23 إبريل 2015 أي بعد ثمان أشهر لاطلاع على المستجدات، بعد التغييرات التي حصلت في الإدارة، فقد أقيل المدير السابق وعين مكانه أخر لم يسمح لنا بالدخول طالبا من العودة في الأسبوع القادم.

قال لنا أحد الحزارة إن التوسعة أصبحت جاهزة، وأنها سوف تفتح في رمضان القادم.

رأينا البناية الرئيسية قد تم طلاؤها من الخارج، لكننا لم نتمكن من الدخول لمشاهدة التغييرات على الوضع في الداخل خلال هذه الفترة.

من الواضح أن المجهودات المبذولة في النظافة والرقابة الصحية في مجزرة العاصمة الموريتانية نواكشوط، الوحيدة، مجهودات جبارة ودائمة لكنها قاصرة تماما عن ضمان أدنى مستويات الأمن الصحي للمواطن.

واضح أيضا أن الوضع واعد بالتحسن، خاصة بعد بناء التوسعة الجديدة التي يعول عليها في حل مشكلة الاكتظاظ أوقات الذروة، لكن النقص في الكادر البشري ما يزال كبيرا.

ربما يكون الحل في تطبيق اللامزكزية، وإنشاء مسلختين أخريين في ولايات نواكشوط الأخرى، وفقا للتقطيع الإداري الجديد، والعمل على تطبيق معايير للسلامة أكثر صرامة، مع مراعاة الجوانب الاجتماعية لآلاف الأسر من الطبقات الهشة التي يتوقف معاشها على النشاطات المرتبطة بشركة مسالخ نواكشوط SAM في تنويش.

تنويش، 25 إبريل 2015

إعداد : سيد احمد ولد مولود مدير وكالة صحفي للأنباء

أحمد ولد أحمد مدير موقع “صحفي”

ابوه ولد خيري، رئيس شبكة المراسلين.

وكالة صحفي للأنباء