نواكشوط – صحرا ميديا – قال الخديم ولد السمان المتهم بقيادة جناح القاعدة في المغرب الاسلامي بموريتانيا “ان الحوار مع العلماء يسير في طريقه للفشل”.
وأوضح ولد السمان ان العلماء لم يناقشوا مع السلفيين قضايا مثل الحاكمية التي تتمحور حول ما اذا كان الرئيس الذي يستبدل القوانين الوضعية بالشرع ويوالي الكفار الغربيين هو رئيس مسلم؟ واذا كان الاحتمال الأخير هو المرجح فهل يلزم الخروج عليه ام لا؟، وكذالك قضايا الجهاد/ وقتال “اعداء الله” الذين عاثوا فسادا في اراضي المسلمين” حسب قوله.
وأضاف : “هؤلاء العلماء لا يعرف كثير منهم اصول الدين ولا اساليب الحوار وليسو متبحرين في قضايا التوحيد والإيمان.. و”مشكلتهم هي انهم يحفظون بعض المتون الجامدة ويحاولون اسقاطها على قضايا لا علاقة لها بها، ويرفضون في كثير من الأحيان العودة الى الكتاب والسنة ويتحاشون مواجهة الحقيقة”.
وقال ولد السمان الذي ترأس مجموعة سلفيين يتمسكون برأي الجهاد والخروج على السلطة وتتهمهم السلطات بالإرهابيين المتشددين، ان السلطات الموريتانية تعمدت تغييب الاعلام عن “مسرحية الحوار التي تجريها في السجن ولم تتجرأ على بث المناظرات الحقيقية التي جرت بين السلفيين والعلماء” مضيفا “استغرب حقا ان نكون نحن المتهمون بالتشدد ننادي بحضور الصحافة ونقل الحوار، في حين ترفض الدولة وهي التي يجدر بها ان تكون في موقف قوي، حضور وسائل الاعلام وتكتفي بحضور التلفزيون ولعب دور مقص الرقيب وبث تصريحات السلفيين المواليين لها فقط وحجب المقاطع التي لا تعجبها”.
وعلق الخديم في هذا الحوار الخاص على قضية الانقسام الذي تحدث عنه الاعلام بشكل واسع في صفوف السلفيين قائلا: (السلفيون الذين وقعوا على الحوار ضمن مجموعة الـ 47 هم اشخاص يحق لهم ذلك او اغلبهم على الاقل وغالبيتهم لم تحمل السلاح في حياتها وانما زج بها في السجن، اما فيما يخصني شخصيا فالأمر يتعلق بعقيدة واقتناع).
ونقلت مصادر قريبة من الخديم ولد السمان انه قال للاستاذ احمد مزيد ولد عبد الحق عضو وفد العلماء في جلسات الحوار: (انت من بين الاساتذة والعلماء الذين افتوا لنا بالجهاد ضد الغربيين وكنت من ضمن الحملة الاسلامية الاولى التي حملت السلاح وقررت مواجهة اللسطات الموالية للكفار وقتال الغربيين.. ورفقاؤك في اول خلية حملت السلاح في البلاد استشهد بعضهم في افغانستان وانت اليوم تعود عن رأيك وتصبح مواليا للنظام.. فلماذا تفتون باشياء انتم غير مقتنعين بها؟ ام تظنون انكم حين تولون الادبار سيضيع الدين بهذه الطريقة؟).
وكان ولد السمان اتهم وفد العلماء المشارك في الحوار مع السلفيين بالقيام بمهمة استخبارية لصالح الامن المركزي، مؤكدا ان الحوار مجرد “مسرحية” غير جادة وان تغييب الاعلام عن ورشات الحوار وجعلها في قالب روتيني لا يخدم الحقيقة هو امر متعمد ومرسوم بدقة من طرف النظام.
وقال ولد السمان الذي رفع شعار القاعدة والسلاح في رسومات على قميصه منذ بداية الحوار: “هذا الحوار هو تلاعب بالراي العام الموريتاني ولا يعبر عن نية صادقة للمناظرة والجدل البناء، ولا نعرف بالتحديد ماذا يريد به النظام الموريتاني لكنه في كل الظروف ليس حوارا بناء ولا يخدم القضية الموريتانية”.
واطلقت الحكومة من في الثامن عشر من الشهر الجاري، حوارا خاصا مع سجناء السلفية المتهمين بحمل السلاح والانتماء والتعاون مع تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي لمحاربة الغلو والتطرف قد تصل عقوبات بعضهم الى الاعدام وفق القانون الموريتاني.
الربيع ولد ادوم
أصل البرقية : http://www.saharamedias.net/smedia/index.php/2008-12-22-00-06-17/6320-2010-01-26-14-58-42.html