ظهرت بقع زيتية في المحيط الأطلسي قبالة شاطئ نواكشوط خلفت أسماكا نافقة، ومخاوف لدى الصيادين والمستهلكين من مخاطر يمكن أن تحيق بهذا القطاع الحيوي بسبب التلوث، وتعدى الاهتمام بهذا الشأن إلى المتابعين مما استوجب تدخلا حكوميا عاجلا، تمثل في تكليف لجنة مختصة بالبيئة “لجنة بلمار” وخروج عدة وزراء للتصريح للرأي العام عن هذه القضية، وحملة تنظيف ميكانيكية، وغلقا لمداخل شاطئ نواكشوط منعا للأنشطة الترفيهية. وفي طليعة المهتمين كان الإعلام الالكتروني الذي نحاول أن نرصد تعاطيه مع هذا الخبر..
نقل موقع الوكالة الموريتانية للأنباء عن بيان وزارة الصيد والاقتصاد البحري اتخاذها الوزارة الإجراءات اللازمة للتعامل مع البقع الزيتية، في خبرها المنشور في الساعة 17 و59 دقيقة، كما أضافت نقلا عن البيان الذي أرسلته الوزارة إلى مختلف وسائل الإعلام عزم الوزارة على إجراء تقييم دقيق للتهديد المحتمل الذي قد تشكله البقع على الشواطئ والوسط البيئي البحري. رابط
الخبر:
http://www.ami.mr/index.php?page=De…
وقد أفصح وزير الصيد في مؤتمر صحفي عقده عشية الأحد 17 مايو إلى أن البقع الزيتية لا تشكل خطرا ـ حتى الآن ـ على المنتجات السمكية (وهو أمر مستغرب بعد الكشف عن كميات من الأسماك النافقة!!)، وقد حدد الوزير مسافة التلوث من المرفأ وحتى 20 كلم شمال نجاكو أي حوالي 200 كلم. رابط الخبر:
وصباح اليوم نشر موقع صحراء ميديا خبرا بعنوان إغلاق الشاطئ نواكشوط وظهور أسماك ميتة (صور) متحدثا عن غلق الدرك لكل المنافذ المؤدية للشاطئ ما عدى منفذ وحيد نحو سوق السمك.
رابط الخبر:http://www.saharamedias.net/%D8%A5%…
وقد نقل موقع طواري عن ما أسماها بمصادر جديرة بالثقة أن سبب التسرب هو ” حاملة نفط روسية قد جنحت قبل أقل من اسبوع في المياه الاقليمية الاسبانية لكن خفر السواحل الاسباني مدعوما بهيئة البيئة في اسبانيا قام بابعاد السفينة عن المياه الاسبانية و قد أدي هذا الإجراء إلي أن تتدفق البقع المتسربة من السفينة الضخمة إلي المياه الاقليمية الموريتانية” وقد ذكر الموقع في ثنايا الخبر بأنه أول موقع إخباري يتحدث عن التلوث..
رابط الخبر: http://tawary.com/spip.php?article24510
فيما اختلفت رواية تقدمي عن موقع الطواري واعتبرت وفق مصادر مطلعة لتقدمي أنها باخرة روسية كانت تحمل 1400 طن من النفط شب فيها حريق في 14 ابريل الماضي وقد أغرقتها القوات الاسبانية على بعد 42 كلم من لاس بالماس رابط خبر تقدمي: http://taqadoumy.com/?p=7024&wi…
أما موقع الوطن الاخباري فقد خلص إلى أن سبب البقع الزيتية هو تسربها من حطام سفينة روسية غرقت قبالة شواطئ جزر الكناري منتصف الشهر الماضي (توافق مع رواية تقدمي)
رواية موافقة أيضا لما ورد في تعليق على خبر نشرته وكالة الأخبار المستقلة للمعلق دحمودي أحمد شريف من جامعة لاس بلماس قال فيه : ” السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه البقع ربما يكون مصدرها، باخرة صيد روسية غرقت قبل أكثر من أسبوعين، قبالة الساحل الجنوبي لجزر الكناري، تحديدا جزيرة لاسبلماس، الباخرة المنكوبة كانت محملة بأكثر من ١٤٠٠ طن من المحروقات، أنظر الفيديو”
http://www.rtve.es/noticias/20150422/pesquero-ruso-se-hundio-canarias-sido-localizado-2700-metros-profundidad/1134206.shtm
ويحيل الفيديو إلى تقرير مفصل باللغة الإسبانية حول الحادثة جاء فيه أن السفينة الروسية أبعدت عن شواطئ لاس بالماس بعد الفشل في السيطرة على الحريق الذي أعلن عنه فيها يوم 11 إبريل قبل أن تغرق في عمق 2400 مترا وتظهر بقع زيتة في محيطها.
وتوقع التقرير أن تتوجه البقع الزيتية إلى جهة الغرب نحو جزر الكاريبي.
أشار موقع أقلام حرة في تحليل له إلى بيان وزارة الصيد الجمعة الماضي الذي نفى أن ” البقع الزيتية المتسربة من باخرة الصيد السطحي الروسية أولي دينوف التي غرقت في 11 ابريل قبالة جزر الكناري لم تصل حتى الآن الى المياه الإقليمية الموريتانية” متسائلا ـ بعد الاستنفار الحاصل الآن على الشاطئ الموريتاني ـ عن
“فهل كان البيان الأول لوزارة الصيد نوعا من تحضير الرأي العام الوطني لخطر يزحف ببطء نحو شاطئنا؟ أم أنه شابه بعض التسرع نتيجة الرغبة في إعلان عدم وجود خطر يتهددنا من غرق الباخرة الروسية باعتبار أن “حركة البقع الزيتية تتحرك إلى الجنوب الغربي من موقع الحادث”؟ وأية أهمية لمتابعة “الوضع عن كثب من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة إذا كان ثمة أي تهديد للشواطئ الوطنية”، ما دامت لا تفيد في اكتشاف الخطر في أعالي البحار وقبل أن يصبح ماثلا للعيان على اليابسة؟ وهل يتعلق الأمر فعلا بأخطار بحجم الكارثة حلت بشواطئنا؟
وأية علاقة يمكن أن تكون لهذه الكارثة مع تعثر اتفاق الصيد مع الاتحاد الأوربي والغضب الاسباني من سياسة حكومة موريتانيا في هذا المجال؟”
http://www.aqlame.com/article24135.html
والملاحظ أن نوعية السفينة وتاريخ الحادث مختلفان عن المعلومات التي تم نشرها من المواقع الأخرى، الأمر الذي يثير حيرة عند المتلقين الذين لا يستطيعون تحديد هل هي ناقلة نفط، أم سفينة صيد، وهل غرقت أم أغرقت، وهل كان تاريخ غرقها قبل أسبوع أم قبل شهر..؟ وفي انتظار معلومات دقيقة ومنسجمة من المواقع أو من الجهات الرسمية يبقى التساؤل مطروحا.
إعداد : سيد محمد الأمين