- ——————————————
- ..عبد الله ولد بنحميده … ذاك العرندس الذي تهابه الصعاب ولا يهابه، ليس مثله أحد في شجاعته وصدقه، وليس مثله أحد في نظافة يده ومهنيته…
- وإني و الله- …
- لأعلم الناس بكوني مهما حاولت استجداء اللغة، و أجهدت نفسي في تطويع الكلمات لن أعثر على وصف يناسب حجم الفراغ، الذي سيتركه تقاعده عن الوظيفة العمومية فقد سخر ذاته، و مشواره الوظيفي للمثل والقيم العظيمة، التي تساوي البشر في موازين الحق والعدل، وكان بحق صوت الضعفاء والأكباد الصادية لدى -أهل الحل والعقد، الحد الفاصل بينهم والقهر الذي يفري ويعمي ويزرع في النفس المرارة، والقدرة على القسوة، وظلم الآخرين .
- لقد فهم مجتمعنا باكرا فتبين معضلة القوي، الذي يظلم الضعيف بسبب البطر والطغيان، واتسعت حكمته، وبعد نظره لأزمة الضعيف، الذي يحقر غيره من الضعاف تحقيقا لذاته المهانة…
- ضمد بيده الرحيمة وجع المواطن البسيط، الذي يحاول أن ينفذ لمصالحه لدى المرافق العامة دون أن تنكأه وساطات أهل النفوذ، أوتحول بينه، و حقوقه الوجوه الصفراوية الممعودة بالقرحة والرغبة في أذى العباد .
- فقام في حكمة وبساطة الكبار يرمم أعطاب تعاملاتنا اليومية و ما أكثرها..
- فكان دوما ينأى بنفسه و موظفيه عن العصبية والعنصرية والإيديولوجيات، والمصالح الضيقة، التي تحيل الرجال إلى كائنات صغيرة فارية الأفعال سخيفة المخبر.
- ويشهد الله والناس كلهم أنه بالفعل قد نجح في منح كل منصب تولاه تاريخا من النفع العام، تكفي استعادته لإخراج مفهوم الإدارة الرشيدة من ورطة التنظير، والمعوقات العملية إلى عظمة التطبيق، والخدمة العامة الموجهة أحسن توجيه.
- فمن ينسى إذ ينسى من الموريتانيين في مناكب الوطن أو في الغربة ب” مصر وسوريا والإمارات وألمانيا وليبيا” أفضاله وأياديه البيضاء؟
- كم من مريض حمله إلى بلده؟
- وكم من عابر سبيل زوده ..؟
- كم من أسير منسي في السجون الأجنبية فك أسره، وأعاد إليه اعتباره وإيمانه بهويته، “اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” بالقمر حتى يصبح قائلة..
- عن المكفوفين والعجزة الذين أجرى لهم العمليات ومنحهم الرواتب على نفقته الخاصة عن معاملاته وإنجازاته في وزارة التعليم والثقافة والخارجية و مؤسسة الرئاسة؟
- عن ولائمه للشحاذين في داره؟
- عن تعاطيه مع الطلبة؟ وتبنيه همومهم وقضاياهم في عملية وتواضع منقطع النظير..
- اسألوا الجالية الموريتانية في ليبيا الم يكن تعيينه هناك – التطور والتحول في تاريخ السفارة؟
- ألم يغدو الرمز هنالك.. للبدر في الليالي الظلماء ؟
- أليس قويا أمينا كتوما جميلا طيبا خيرا..؟
- ألم يكن القاسم المشترك بيننا جميعا؟
- أو دخل في أي يوم وتحت أي حصار أو ضغط بيت أبي سفيان تاركا بقيتنا تواجه سوء فعالها؟
- أليس من الأنقياء الذين يمشون إلى موتهم في سبيل أوطانهم ؟,
- أليس مهابا كبحر تتلاطم أمواجه لتنقل للشطآن.. المرجان واللؤلؤ والآمال العراض..؟
- ألا يشبه ألق الصبح…وأنسام الطيب والريحان..؟.
- من مثله؟
- في جمال دقيق الياقوت..
- و ندرة الكبريت الأحمر المسموع به..
- ألا يعتبر مجرد الحديث عن حجم الفراغ من بعده حديثا سخيفا حول قضية محسومة قبل طرحها- لأنه لا يمكن أن يشكك في اعتبارات سخافتها سوانا، نحن” القطط” التي تسطو على ممتلكات الآخرين ؟ وتلعق نفسها وأحذية لصوص المال العام ..
- ألا ننعى على الرجل نزاهته وكونه كان دائما فوق الشبهات…
- كونه لم يشاركنا رشوة ولا فضيحة ..
- كونه لم يساعدنا في وضع الصامت والشاة التي لها ثغاء فوق أعناقنا..
- كونه الضمير الحي في كل ركن ومنعطف …
- رجل لا يجل من الحق ولا يخشى لومة اللائم فيه..
- نعم نعترف نحن الحسدة أعداء النجاح بأننا نغير ونحقد على الرجل..
- ننفس عليه ماضيه الناصع وحاضره المزهر..
- أروقة المكاتب التي تصم مراجعيها بأنينها وحنينها في غيابه أن..
- مساء البرد…
- مساء الضباب الأغبر المقيم بيننا..
- مساء الأيدي ترتعش عصافير تحت ريش بليل..
- مساء أحزان من يريدها؟
- لقد تقاعدت سيدي الفاضل عن الوظائف العامة..للأسف..
- غير أن المعروف والسماحة والندى..لا يتقاعدون..
- الخبرة العملية و الثقافة والحصافة والقيمة المضافة لكل حرف تكتبه أو نقاش تثريه لا يتقاعدون…
- والألطاف الخفية في جوهر الشدائد..هي عزاء من سيفتقد وجودك في مناصبك العامة..
- فمن يدري ربما يحمد أولئك تقاعدك حين يجدونك تتفانى في خدمتهم من مواقع أخرى.. فلا شك انك فاعل..
- أو حتى يسعد هم الحظ فيتوفر لك الوقت لتكتب مذكراتك بأمانتك المعهودة ليكون أمامهم و الأجيال القادمة مرجع موثوق لما شهدت صناعته من تاريخ هذا البلد.
- فالكل يريد أن يعلم ما يجري وراء كواليس السلطة التنفيذية ،
- هل هناك تفاوت كما تشيع المعارضة بين الحقائق المعلنة والوقائع التي جرت فعلا وشكلت فسيفساء المشهد السياسي الحالي؟.
- كيف حدث ويحدث كل شئ.؟.
- دمت بخير وعافية يا خير الناس.
- .ولتذكر ختاما أن أعمالك باقية مصداقا لقوله تعالى”أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.صدق الله العظيم.
- بقلم :مي بنت بنحميده
سيد احمد ولد مولود