إطلاق تسمية “أم التونسي” على مطار نواكشوط الجديد إساءة واستفزاز

كتب العقيد عمار ولد بيبكر ” وقع الوزير الأول مؤخرا مرسوما بتسمية مطار انواكشوط الدولي الجديد ب” مطار أم التونسي” و و صف العقيد هذا الأمربأنه إهانة و استفزازا للموريتانيين، في إشارة إلى أن تخليد معركة أم التونسي غير وارد لأنها معركة قتل فيها عشرات المواطنين الموريتانيين من مجموعات البدو المتنقلة من سكان اترارزه في كمين نصبه ” غزي” قوامه 120 من الأجانب اللصوص خلال فترة التهدئة” على حد وصف الكاتب.

و تساءل ولد بيبكر : كيف يمكننا أن نكرم مجموعة من الأجانب تخصصت في السلب و النهب و القتل الممنهج لمواطنينا؟

و أضاف العقيد ” هذا القرار المفاجئ و إن لم يكن اعتباطيا إلا أنه غير مناسب، و يجب الغاؤه دون تأخير.
نص المقال :

وقع الوزير الأول، مؤخرا، وثيقة رسمية تمنح مطار نواكشوط الجديد تسمية “أم التونسي”، لتخليد معركة أبيد فيها العشرات من المواطنين الموريتانيين ضمن تجمع الجمالة بالترارزة (GNT) في كمين نصبته عصابة مسلحة (غزي) من 120 من لصوص النهب الأجانب؛ خلال مرحلة إرساء التهدئة.

كيف يمكن تكريم أجانب اتسموا، أساسا، بالنهب والإبادة المباشرة لأبناء وطننا؟
إن هذا القرار المفاجئ، الأكثر من تعسفي، وغير الموفق يجب إلغاؤه دون أي تأخير.

تذكير تاريخي

لقد كانت مهمة تجمع الجمالة بالترارزه الذي يوجد مقر قيادته في بوتيليميت، والمكون من مائة (120) رجل بينهم 10 فرنسيين منهم 3 ضباط، و7 ضباط صف وكذا ثلاثين من القناصة الزنوج الأفارقة بينهم العديد من الموريتانيين، وخمسين (50) حرسيا ينحدرون من القبائل المحاربة في الترارزة؛ والمدعوم بمركزي نواكشوط وأكجوجت (أعيد تأسيسهما سنة 1929)؛ وفريق إرشاد (مجبور) خاضع لسلطة بابا ولد الشيخ سيديا؛ تتمثل في القيام بدوريات على محور نواكشوط ـ أكجوجت لمنع تقدم عصابات قطاع الطرق (الغزيان) المتجهة نحو السنغال.

وحين أبلغت، مطلع شهر أغسطس 1932 بتحرك عصابة نهب كبيرة (غزي) باتجاه نواكشوط، كلفت السلطات الاستعمارية التجمع بمهمة ملاقاتها في هذا المحور؛ على مستوى أم التونسي حيث توجد نقطة ماء محورية في قلب إمارة الترارزه. وفي يوم الخميس 18 أغسطس، خذلهم إهمال أدلائهم الاستطلاعيين الذين تجمعوا لتناول الشاي قرب البئر في انتظار قدوم الكتيبة ، بدلا من استطلاع المنطقة المحيطة وإقامة مستطلعين على المرتفعات.

لقد رصد الغزاةالكتيبة؛ وكانوا مسلحين بـ 120 بندقية، بينهم مائة ينحدرون من قبيلة أولاد دليم وعشرين من حلفائهم أولاد الّلب وأولاد بسباع وقبائل أخرى من آدرار يحركهم، أساسا، دافع الانتقام من محاربي الترارزه؛حيث كمنوا لها في محيط النقطة المائية. وقد نجح الغزاة، مستفيدين من وقع المفاجأة، في تدمير أكثر من 50% من التجمع الذي خسر 39 رجلا بمقتل 6 فرنسيين بينهم ضابط (1) و5 ضباط صف، و21 من الحرس البيظان، و10 قناصة، وعامل 1، ومترجم 1. وتمكن قائد التجمع من العودة إلى مقر قيادته مع ستين عنصرا بينهم 9 جرحى من الحرس البيظان، واختفاء قناص 1.

بيد أن الغزي لم يخرج من المعركة دون أضرار، حيث خسر27 رجلا بينهم قائده؛ فيما تمكن الباقون من الانسحاب إلى موطنهم الأصلي بوادي الذهب، يحملون 22 جريحا.

قبل واقعة أم التونسي بعدة أشهر تم تدمير غزي من أولاد دليم في تشله على يد غزي من قبيلة لعلب ذات الشوكة في الترارزة كان مكلفا بضمان الأمن والدفاع عن الطرف الشمالي من الإمارة، ضمن واحدة من أكثر المعارك دموية بين بني حسان. وقد تراجع الناجون من أولاد دليم نحو السمارة حيث قرروا تنظيم الرد الذي أفضى، فيما بعد، إلى كمين أم التونسي.

الدليل على أن الأمر انتقام بالفعل، هو أن الغزي الذي غادر معقله في السمارة بوادي الذهب الخاضع للاحتلال الإسباني في يوليو 1932، لم يترك وراءه منطقة محررة؛ فالمنطق يفرض أن يبدأ المرء فعل الخير بنفسه. كما تجنب تعمد، في هجومه، مدن بور إيتيان (نواذيبو الحالية)، وفور غورو (افديرك حاليا)، وفور ترينكي (بير أم اكرين حاليا)، وأطار، وأكجوجت حيث كانت تتواجد وحدات استعمارية فرنسية معروفة تماما؛ وبالتالي أهداف عسكرية هامة وفي متناوله. لكن هدفه لم يكن المستعمرين الفرنسيين وإنما كان هدفه الفعلي الانتقام من أبناء العمومة التروزيين.

ثم إن استذكار هذه المعركة التي دارت بين الأشقاء المسلمين من بني حسان لا يمكن أن يشكل مصدر فخر لموريتانيا المستقلة، ولا يمكن أن يكون فيه تمجيد لطرفيها. كما أن من الأجدى التعتيم قدر الإمكان على تلك المعارك غير المجدية، من أجل عدم إيقاظ النعرات الانتقامية التي ما تزال كامنة لدى بعض قبائل بني حسان المجروحة. ولا شك أن هذا السبب هو ما جعل أب الأمة المؤسس ورفاقه يفضلون إخفاء هذا الجانب، غير المشرف، من تاريخنا؛ ليتفرغوا لبناء الجمهورية.

يجب أن لا ننسى أن مجندي الترارزه المشكلين لبنية فيلق تجمع بوتيليميت انخرطوا على أساس فتوى من شيخهم الروحي بعد أن أقنعه كوبولاني بهدف إرساء السلم في موريتانيا.

وجميع المجندين والقناصة المسلمون الذين قتلوا خلال حملة إرساء السلم هم شهداء حقيقيون.

ولم يكن الفرنسيون يشكلون سوى نحو 10% من الوحدات المقاتلة. وقد كانت حملة إرساء السلم؛ بالأساس؛ من عمل جنودنا البواسل. فبفضل تضحيتهم النبيلة انتشر السلم تدريجيا واستطاعت موريتانيا أن تبنى. وعلينا أن نكون، على الدوام، معترفين لهم بالجميل، بدلا من السعي؛ بأي ثمن؛ إلى التشكيك في تضحيتهم وتجاهل تاريخهم.

بناء على ما تقدم فإن مطار نواكشوط الجديد لا يمكن أن يحمل تسمية “أم التونسي”. فهذا القرارمن الوزير الأول يشكل إساءة لذاكرة حرس دوائرنا ومجندينا الأشاوس صناع السلم، واستفزازا للقبائل المحاربة في إمارة الترارزة رائدة الحملة السلمية، وتحديا غير مقبول بالنسبة لموريتانيا المستقلة وليدة حملة إرساء السلم.

بيد أنه، إذا ما أردنا إعطاء تسمية عظيمة لهذا المطار، يمكننا اختيار إسم أب الأمة: المختار ولد داداه، فعمله الملموس، دون شك، أكثر جسامة من عمل عصابات النهب في السمارة. ويوجد العديد من المطارات الدولية تحمل أسماء رفاقه من أمثال: الحبيب بورقيبه، محمد الخامس، الحسن الثاني، هواري بومدين، فيليكس هوفواتبونيي، ليوبولد سيدار سينغور، إلخ.

كما يمكن اختيار إسم الرئيس سيد المختار انجاي، ذو الانتماء العرقي المندمج؛ صاحب الخصال الاستثنائية، رابع نائب يمثل موريتانيا في الجمعية الوطنية الفرنسية،والوحيد الذي حصل على مأموريتين متتاليتين. كما كان أول رئيس لأول جمعية ترابية موريتانية. هذا المنتخب البارز الذي لا يتم الحديث عنه أبدا، والذي منح صفة الإسلامية لجمهوريتنا الموريتانية؛ حين اقترح النواب البيظان خلال النقاشات العاصفة في الجمعية التأسيسية التي ترأسها في نوفمبر 1958 بألاك، تسميتها بجمهورية موريتانيا العربية؛ واقترح النواب الزنوج تسميتها جمهورية موريتانيا الإفريقية. ولقد كان عمله، بلا ريب، أكثر أهمية من عمل أولئك المتسللين الصحراويين.

العقيد (متقاعد) عمر الشيخ ابيبكر

اصل المقال باللغة الفرنسية

Le premier ministre aurait signé récemment un acte officiel qui donne au nouvel aéroport de Nouakchott le nom d’Oum Tounsi, pour immortaliser une bataille dans laquelle plusieurs dizaines de ressortissants mauritaniens du Groupement Nomade du Trarza ont été massacrés dans une embuscade tendu par un ghazzi de 120 pillards étrangers, pendant la pacification. Comment peut-on honorer des étrangers qui se sont particulièrement distingués par le pillage et le massacre systématique de nos concitoyens ? Cette décision surprenante on ne peut plus arbitraire et inopportune doit être annulée sans délais.

Rappel historique.

Le Groupement Nomade du Trarza, dont le PC se trouvait à Boutilimit, est composé d’une centaine d’hommes, dont une petite dizaine de français comprenant 3 officiers, ainsi que d’une trentaine de tirailleurs négro-africains dont plusieurs mauritaniens et d’une cinquantaine de goumiers originaires des tribus guerrières du Trarza. Il était appuyé par les postes de Nouakchott et d’Akjoujt, reconstitués en 1929, et par un mejbour relevant de l’autorité de Baba O. CHEIKH SIDIYE, avait pour mission de patrouiller sur l’axe Nouakchott-Akjoujt pour barrer la route du sud aux rezzous en marche vers le Sénégal.

Informées au début du mois d’août 1932 du mouvement d’un important rezzou, en direction de Nouakchott, les autorités coloniales avaient donné au GN la mission de l’intercepter sur cet axe, au niveau d’Oum Tounsi, point d’eau incontournable, au cœur de l’Emirat du Trarza. Le jeudi 18 août, trahi par la négligence de leur mejbour d’éclairage qui, au lieu de reconnaître les abords du site et d’installer des guetteurs sur les hauteurs, s’était regroupé autour d’un thé, à proximité du puits, en attendant l’arrivée du gros du GN, ils se sont fait surprendre.

Le rezzou de 120 fusils, dont une centaine originaire de la tribu des Oulad Dleim et une vingtaine parmi leurs alliés Oulad Lab, Oulad Besbaa et d’autres tribus de l’Adrar, motivé essentiellement par une vendetta contre les guerriers du Trarza, avait repéré le GN et s’était embusqué aux alentours du point d’eau. Bénéficiant de l’effet de surprise il a réussi à détruire plus de 50 % du GN, qui a perdu 39 hommes avec la mort de 6 français dont 1 officier et 5 sous-officiers, 21 gardes maures, 10 tirailleurs, 1 partisan et 1 interprète. Le commandant du GN a pu regagner son PC avec une soixantaine d’éléments dont 20 blessés, 1 tirailleur porté disparu et 9 gardes maures blessés.

Cependant ce rezzou n’est pas sorti indemne de cette bataille, il a perdu 27 hommes dont son chef et a pu se retirer dans son Rio de Oro natal avec 22 blessés.

Plusieurs mois avant Oum Tounsi, un Ghazzi des Oulad Dleim avait été détruit à Techle par un ghazzi des Lealeb redoutable tribu guerrière du Trarza chargée d’assurer la sécurité et la défense du flanc nord de l’Emirat, dans l’une des plus sanglantes batailles entre Béni Hassan. Les rescapés Oulad Dleim se sont repliés vers Smara ou ils vont organiser la riposte qui va aboutir à l’embuscade d’Oum Tounsi.

La preuve qu’il s’agit bien de vendetta est que ce ghazzi ? qui a quitté son Rio de Oro occupé par l’Espagne en juillet 1932, n’avait pas laissé derrière lui une région libérée. Charité bien ordonnée commence par soi-même. Aussi dans son offensive, il a évité volontairement les villes de Port Etienne actuelle Nouadhibou, de Fort Gouraud actuelle Fdérik, de Fort Trinquet actuelle Bir Mogrein, d’Atar et d’Akjoujt où il y avaient des unités coloniales françaises bien connues, donc des objectifs militaires importants et à sa portée. Mais leur objectif n’était pas les colons français, leur objectif était bien de se venger contre leurs cousins terrouzi.

Par ailleurs le souvenir de cette bataille, fratricide entre guerriers musulmans Béni-Hassan ne doit pas constituer une fierté pour la Mauritanie indépendante, et ne doit pas glorifier les belligérants. D’ailleurs il serait plus judicieux de dissimuler autant que faire se peut ces batailles inutiles pour ne pas éveiller les démons de vendetta, toujours perceptibles chez certaines tribus Béni Hassan frustrées. C’est sans doute pour cette raison que le père fondateur et ses compagnons ont préféré occulter cette partie peu glorieuse de notre histoire, pour se consacrer à la construction de la République.

Il ne faut pas oublier que les goumiers du Trarza qui forment l’ossature du contingent du groupe nomade de Boutilimit se sont engagés les premiers, dans les troupes françaises sur la base de la fatwa de leur chef spirituel convaincu par Coppolani, dans le but de pacifier la Mauritanie. Tous les goumiers ou tirailleurs musulmans qui sont morts pendant la pacification sont de vrais martyrs. Les français ne constituaient que près de 10 % des effectifs des unités combattantes. La pacification est surtout l’œuvre de nos vaillants soldats. C’est donc grâce à leur noble sacrifice que la paix s’est installée progressivement et que la République islamique a pu se construire. Nous devons leur être éternellement reconnaissants, au lieu de chercher coûte que coûte à discréditer leur sacrifice et ignorer leur histoire.

Compte tenu de ce qui précède, le nouvel aéroport de Nouakchott ne peut pas porter le nom d’Oum Tounsi. Cette décision du premier ministre est une insulte à la mémoire de nos vaillants gardes cercles et goumiers pacificateurs, une provocation pour les tribus guerrières de l’Emirat du Trarza instigateur de la pacification et un défi inacceptable à la Mauritanie indépendante, née de la Pacification.

Cependant si on veut donner un grand nom pour cet aéroport, on peut choisir celui du père de la nation : Moktar ould DADDAH son œuvre est sans doute plus exaltante que celle des pillards de Smara. Plusieurs aéroports internationaux portent les noms de ses compagnons, à savoir : BOURGUIBA , MOHAMED V , HASSAN II, BOUMEDIENNE, DE GAULLE, BOIGNY, SENGHOR, , etc.

On peut aussi choisir le nom du Président Sidel Moktar NDIAYE, métis aux qualités exceptionnelles, quatrième député représentant la Mauritanie à l’assemblée française, l’unique à avoir obtenu deux mandats successifs. Il est aussi le premier président de la première assemblée territoriale Mauritanienne. Cet éminent élu dont on ne parle jamais, et qui a donné le qualificatif Islamique à notre République, lorsque pendant les débats houleux de l’assemblée constituante en novembre 1958 à Aleg, les députés beidanes proposaient le nom de République Arabe de Mauritanie, et les députés négro-mauritaniens, celui de République Africaine de Mauritanie. Son œuvre est incontestablement plus importante que celle de la bande de pillards sahraouis

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى