تصحيح أخطاء رد العصابة

لقد أطلعت مؤخرا علي بعض المساجلات التي نشرت في بعض المواقع الإلكترونية أمتازت بنبرة حادة وتشويه لبعض المجموعات الأجتماعية في البلد إن التفاخر و التنابز بين المجموعات القبلية أمر معيب لاتقره بل ترفضه و تدينه الأخلاق و القيم الإسلامية إلا أنني أريد أن أصحح بعض الأخطاء و الأغلاط التي وردت في إحدى هذه الكتابات (رد العصابة ).
-أولا أن الكاتب زعم أن الفرنسي كبلاني زود باللبن الطازج مدة سنتين من قبل أهل تجكجه بينما الحقيقة أن الفرنسي كبلاني وصل تجكجة يوم 02 أبريل 1905 وقتل ليلة 12 مايو من نفس السنة أي أن مدة إقامته بالمدينة لم تتعد أربعين يوما.
-ثانيا لقد أتهم سكان المدينة بالتواطؤ مع المستعمر و تزويده بالمعلومات عن ما سماه بالمقاومين الشرفاء أريد أن أنبه هنا إلي أن ظاهرة التعاون مع المستعمر هي ظاهرة عرفتها كل الأقطار المستعمرة كما عرفتها جميع الجهات الموريتانية وهي علي كل حال ظاهرة لا يجوز أن يعير أحد به الأخر.
مع أن المتتبع لمراسلات قادة المستعمر يلاحظ أنها تكاد تجمع علي أن سكان تجكجة كانوا من ألد أعدائهم منذ دخولهم البلد و سأسرد في هذا السياق كلام هؤلاء الفرنسيين ومادونوه من خواطر و انطباعات إلا أنني لن أسمي أحدا من المجموعات التي كانوا يثنون عليها ويصفونها بالصديقة.
يقول (Frère Jean ) في كتابه ذكريات التجوال و الحرب في بلد البيظان صفحة 233 “لقد القينا القبض علي شابين من أهل تجكجة كانا يراقبان تحركاتنا من مكان علوي و عند التحقيق معهم حاولا بإستماتة إقناعنا أن إدوعيش غادروا تكانت بعيدا ولا يمكن اللحاق بهم وقد أستنتجت أنطلاقا من معرفتي لحيل البيظان أنني أمام عملاء لأعدائنا يحاولون أن يضيعوا علينا الوقت إلا أن بعض المعلومات المستقاة من بعض حلفائنا يقول فرير جان مكنتنا من اللحاق بادوعيش”.
ويواصل المؤلف في الصفحة 295 من نفس الكتاب وهو علي أطلاع بما يجري إذ أنه خلف كبلاني علي رئاسة الحملة الاستعمارية بتكانت “إن المرأة ويسميها الخادمة التي أرسلها أسيادها لتخبرنا بمجيء الجماعة (جماعة سيد ولد ملاي الزين) وصلت للأسف متأخرة إذ أن إدوعلي قرروا عدم إبلاغنا”. تقول القصة المتداولة عند معظم سكان المدينة أن المرأة التي أشار إليها فرير جان مرت في طريقها إلي تجكجة بجماعة من أهل لكصر في غرب الواحة وهي تجري بسرعة فائقة فسألوها عن سبب أستعجالها فردت بكل سذاجة “لقد أرسلني سيدي لأخبر الفرنسيين أن جماعة من المقاومين ستغير عليهم”.
فحبسوها وشدوا وثاقها حتي أنتهت عملية المقاومة التي أدت إلي مقتل كبلاني.
ويضيف المؤلف في نفس الصفحة ” يجب أن لا ننسي أنه وبالتزامن مع عملية الهجوم تم إلهاء الحارس عن المراقبة من طرف شخصين من أهل تجكجة” ومن المعلوم أنهما عوقبا علي ذلك أشد العقاب و أتهما بالتواطؤ مع المهاجمين.
كما أن ولد اعمير الذي شارك في الهجوم وأصيب إصابات بالغة تم إخفاؤه من قبل بعض ساكنة المدينة قبل أن يتوجه إلي الرشيد حيث تم إرجاعه وهو مقيد علي ظهر بعير ليتسلمه أفرير جان وتتم تصفيته رغم كونه جريح حرب.
يقول بول مارتي Paul Marty في دراسة نشرت في مجلة العالم الإسلامى و التي تصدرها البعثة العلمية بالمغرب سنة 1915 تحت عنوان (الشيخ سيديا وطريقته؛ الفاضلية؛ إدوعلي شرفاء تيجانيو موريتانيا) الصفحة 237 “لقد أظهرت هذه العشيرة من إدوعلي (وهو يعني بذلك أهل تجكجة ) معارضة شديدة ضد إحتلال تكانت وقد فشلت مرات عديدة الديبلوماسية المعتمدة من قبل كبلاني أمام المراوغة العنيدة لهذه المجموعة وبعد موت كبلاني دخلوا في صراع محتدم ضدنا تحت قيادة سيدات ولد الشيخ محمد الأمين من فصيلة أهل محم وألتحقوا بالمجاهدين في آدرار وأعلنوا الولاء لابن عم سلطان المغرب ملاي أدريس”.
والمعروف أن الكثير من هؤلاء المقاومين واصل الجهاد ضد المستعمر حتي أنقطعت أخبارهم كسيدات ولد الشيخ محمد الأمين سيدأم.
كما أن محمد الأمين ولد محمد أحيد جرح في معركة النيملان وهو يقاوم الفرنسيين.
كما أن لمام ولد الزين الذي كان مع الشيخ ماء العينين هو من وزع رسائل هذا الأخير علي أعيان تكانت تحثهم علي جهاد و مقاومة الكفار وعدم موالاتهم مما حدا بكثير منهم للالتحاق بالمقاومة ومن بين هؤلاء المجاهد محمد المخطار ولد حامد.
يتضح من خلال هذه العجالة أن أهل تجكجة أحتضنوا المقاومة وغذوها وشاركوا فيها مشاركة مباشرة وفعالة.

المصدر : موقع تقدمى

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى