بعد صمت طويل، الحزب الحاكم يرد على المعارضة

رد حزب الاتحاد من أجل الجمهوية على انتقادات المعارضة لأداء الحكومة ردا حادا، تضمن انتقادات لاذعة لما وصفه بـ”ممارسة للعبة طفيلية مكشوفة” متهما إياها بمحاولة تضخيم حجمها في البلاد.


جاء ذلك في بيان صادر عن قيادة الحزب أمس الأربعاء جاء فيه :

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم على نبيه الكريم

الاتحاد من أجل الجمهورية

بيـان

تمثل المعارضة في النظام الديمقراطي – فيما تمثل- ركيزة أساسية لبناء الحياة السياسية بشفافية، وصلابة لمالها من دور تقييمي ونقدي، ورقابي إيجابي مكفول، يرفع سقف التوقعات والآمال الإيجابية في ظل عدم تحملها لمسؤولية تسيير الواقع، وبعدها عن إكراهاته المتنوعة؛ كما يشكل حافزا قويا للأغلبية للرفع من مستوى الأداء على كافة الصعد وعدم الاستسلام لإكراهات الواقع بصورة تكاملية للأدوار تخدم الأمة، وتقدم مشروع البناء الوطني إلى ألأمام، وتعلي من شأن الوطن خدمة للصالح العام.

ولكن المعارضة الموريتانية لم تقدم نفسها لشعبها، وللأسف الشديد في أي مرحلة من مراحل تاريخ هذا البلد إلا بالوجه السلبي الذي يلعن كل شيء، ويرسم للبلاد خارطة كارثية، ويغوص في وحل التناقضات إلى الأذقان؛ فهي تطالب بالحوار وترفضه، وتدعو إلى حرية الإعلام وتقاطعه، وتندد بالتحالف مع الأجنبي وتمارسه، وتنشد التوحد بإخلاص وتناقضه، في ممارسة للعبة طفيلية مكشوفة، ينقصها الإتقان والإحكام، وبالتالي فهي لا تنطلي على أحد، ولا تقنعه، لأنها ببساطة لا تقنع أصحابها وإن كانوا يتلهون بها.

ونحن في الاتحاد من أجل الجمهورية إيمانا منا بالدور التكاملي بين الأغلبية والمعارضة نتطلع إلى كل ما يصدر عن المعارضة ونرصده من موقفنا، لعلنا نرى فيه ما هو إيجابي لحاضر ومستقبل بلادنا، وفي بيانها الأخير الصادر بتاريخ: 05/02/2010 لم نرصد في بند التشخيص إلا نقصا في الوعي والدقة لمشكلات ذات طابع دولي، ومحاولة لتضخيم حجم وجودها في بلادنا، من مثل :

– الجريمة المنظمة،
– الإرهاب،
– المخدرات،
– الهجرة،

وعلى الرغم من عدم فهمنا لإختزال الهم الوطني في هذه المحاذير، وعدم ادعائنا أن بلادنا خالية بالمطلق من مظهر من مظاهر مشكلات دولية تؤرق العالم كله، وتهز أمنه، وتهدد استقراره، إلا أن المعارضة لم تبين أي مؤشر جديد لتمدد واستحكام أي من المشكلات المذكورة في واقعنا الوطني، أما الاستراتيجيات الوطنية المتخذة أخيرا لمواجهة واحتواء ما كان موجودا من ظواهر هذه المشكلات فلا ننتظر من المعارضة الحديث عنها، ولا عن نجاعتها لأن قاموسها ليس فيه أصلا الحديث عن الإيجابيات.

وأما توقعاتها لمستقبل البلاد، والتي نرجو ألا تكون تمنيات، فهي في غير محلها، وعلى كل حال فالمعارضة مطالبة أمام الرأي العام الوطني، والدولي بتقديم إسهاماتها من موقعها كمعارضة في بناء القيم الوطنية الصالحة، وحراستها بما يصون للبلاد أمنها ووحدتها، ويضمن لها تقدمها ورفعتها، وهو ما لم نسمع من المعارضة مشروعها فيه، إن لم تكن ترى أن دورها مقصور على النقد السلبي.

وفيما يخص الأداء الحكومي وما تم إنجازه من برامج طموحة، وأعمال مجسدة عملاقة فلتترك للواقع الحديث عنه، وهو حديث مستمر ومتجدد بتجدد الانجازات التي حولت البلاد إلى ورشات عمل على كافة المستويات وخاصة فيما يعني الطرق، والقضاء على الأحياء الهشة، وتأسيس المنشآت الصحية الواعدة، وإيقاف سيل النهب الذي كان مسلطا على المال العام، واللائحة طويلة، والتحديات أطول، ولكن تصميمنا وإخلاصنا لوطننا، وصدقنا في خدمته أقوى من الجميع، وفوق كل الشبهات.

وأخير فإننا في الاتحاد من أجل الجمهورية نؤكد ما يلي:

– دعمنا المطلق للسياسات المتبعة من قبل الحكومة، باعتبارها تجسيدا لبرنامج الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي زكته أغلبية الشعب الموريتاني؛

– استعدادنا المستمر للحوار ضمن الأطر والضوابط السياسية المألوفة وهذا ما كرسناه في الأيام التشاورية الأخيرة حول الحكامة، والتي كانت فرصة ثمينة فوتتها منسقية المعارضة؛

– مطالبتنا منسقية المعارضة بمراجعة خطابها السياسي والتخلي عن سياسة التحريض والعبث المتمثلة في رفض كل عمل يهدف إلى تجاوز الماضي والتطلع المشترك للمستقبل الذي نطمح إليه لبلدنا؛

– نعلن للرأي العام الوطني عن قرب انطلاق حملة التحسيس والانتساب للحزب.

نواكشوط بتاريخ
10/02/2010

النسخة الفرنسية على الرابط : http://www.souhoufi.com/spip.php?article1296

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى