خطاب الرئيس في وجه المشككين

كانت أنظار الموريتانيين تتجه صوب مدينة النعمة، أقصى الشرق الموريتاني.. حيث ينتظر الكل خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، وما يسسفر عنه الخطاب من تحقيق أحلام وبدء مشاريع في خدمة موريتانيا.

فجاء الخطاب كالعادة تاريخيا، مفصليا، حمل الكثير لساكنة ولاية الشرقي المناطق القريبة، كما طرح جملة من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كانت في مجملها تصب في مصلحة البلاد.

غير أن الجدل احتدم هذه الأيام في الساحة السياسية الوطنية، حول مضمون خطاب رئيس الجمهورية يوم الثلاثاء الماضي 03.05.2016 بين مشكك بأهمية مضامين الخطاب وما يحمله، من آمال لساكنة المنطقة، فتم استغلال مضمون الخطاب من طرف المعارضة ليسيئوا لمكونة من مكونات البيظان يكن لها الشعب الموريتاني كل الاحترام والتقدير.

ان المتتبع لخطاب رئيس الجمهورية يكتشف أن موريتانيا تدخل في مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر وتلبس ثوب التغيير البناء في شتى المجالات .
ان من قرأ خطاب رئيس الجمهورية قراءة متأنية يجد أنه يحمل لساكنة النعمة الأمل بعد ان كانوا يرزحون ردحا من الزمن تحت وطأة التهميش والحرمان، طيلة العقود الماضية منذ استقلال الدولة .

فما أعلنه رئيس الجمهورية قبل أيام في ولاية الحوض الشرقي من مشاريع انجزت وأخري قيد الأنجاز لدليل قاطع على العناية والاهتمام اللتين يوليهما الرئيس لهذه المنطقة وللشعب الموريتاني، كافة.

فلم يكن الإعلان عن انطلاق مصنع للألبان، في النعمة، وهي عاصمة إحدى أكبر وأهم ولايات الوطن، إلا تجسيداً لحلم ظل إلى وقت قريب بعيد المنال، فهذه الولاية الرعوية، التي تمتاز بثروة حيوانية هائلة، ستصبح في السنوات القادمة، أهم مصدر للألبان المصنعة، ومشتقاتها، في البلاد، وخارجها.

وسيتعزز المشروع بمصنعين آخرين، مصنع للأعلاف ، وآخر لتقشير الأرز، لتحقق بذلك الولاية  والولايات المجاورة نهضة اقتصادية على كافة المستويات.

انتعاش الأسواق، والتبادلات التجارية بين الولاية وجوارها، إضافة خلق فرص عمل لآلاف الشباب من أبناء الولايات، كفيل بتحويل الولاية من ولاية في طي النسيان، إلى ولاية صناعية اقتصادية منتجة.
 
أما على المستوي السياسي فدعوة الرئيس للحوار مع كافة أطياف المعارضة ومحاولاته المتكررة طيلة السنوات الماضية، لدليل وبرهان على سعيه الدؤوب، وحرصه على خلق جو من التوافق والوئام بين كافة الأطراف السياسية، وذلك إيمانا منه بضرورة توحيد الصفوف ونبذ الخلافات، من أجل النهوض بالبلاد، والرقي بها إلى مصاف الدول المتحضرة. 

كما أن إعلانه إنشاء مجالس جهوية ليتسني لأبناء الولايات المشاركة في التصور والتنفيذ للمشاريع التي يرونها ستطور مناطقهم، يعد قرارا ذكيا، ينبئ بفطنة وحنكة سياسية، تقرب الحاكم من المحكوم والراعي من الرعية، فيتشارك الجميع وتتوحد الجهود في البناء والتنمية.. فيقوم كل بجده وما يراه مناسبا في تنمية منطقته – وهم أدرى من غيرهم وأقرب – فيخلق جو من التنافس الإيجابي بين الولايات في سبيل التنمية والبناء.

وعرج الرئيس في خطابه، على ما يروج له البعض، من تغيير الدستور  والمساس بالديمقراطية،، فأعلنها الرئيس صراحة  بأنه لن يكون أبداً عقبة في سبيل الديمقراطية ، مذكرا  بأنه هو من حماها ودافع عنها في جميع الظروف، ولم يكن يرغب في أي منصب ولا تزكية، بل كل ذلك من أجل موريتانيا .
 
أما على المستوي الاجتماعي، فالرئيس هو من احتضن شريحة الحراطين من خلال إنشاء الوكالة الوطنية للتضامن ووجه لها استثمارات هائلة حتي تمكنت من انشاء الطرق والمدارس والمحاظر ومستشفيات وأعطي عناية خاصة لمثلث الفقر بدت واضحة على ساكنيه.

كما أنشأ محكمة جنائية من أجل مكافحة الاسترقاق واعتماد يوم وطني لمكافحته مع انشاء  خارطة  طريق للقضاء عليه بشكل نهائي.

وعندما خاطب الرئيس الشعب الموريتاني في النعمة مشددا على ضرورة الحد من النسل (وهو مطلب دولي لجميع المنظمات الحقوقية) مشيرا إلى أن البعض يستهتر بأولاده تاركهم دون رعاية، سارعت أطياف من المعارضة والغاوغائيين، إلى صرف الخطاب عن مقصده الحقيقي الواضح والجلي، والذي لا يستهدف شريحة دون أخرى، إنما هو موجه إلى الموريتاني كافة. 

فمن المعروف أن الآباء اذا تخلوا عن تربية أبنائهم ، سيعرضهم ذلك الى الانحراف ، والسقوط في شباك الجريمة والمخدرات.

فمتى كان دور المعارضة زرع الفتنة والشقاق بين مكونات المجتمع الواحد؟!! فمن المستفيد – لا قدر الله  – من إشعال فتنة ، ما تزال دول تصارع ويلاتها حتى الآن؟!!

غير أن ما حققه النظام اليوم من إنجازات بادية للعيان وسعيه إلى المزيد، في سبيل أمن وأمان البلاد، دحض كل تلك المحاولات، والادعاءات الجوفاء من الغوغائيين وأعداء البلد.
 
فمن يحاول اليوم أن يصرف خطاب رئيس الجمهورية، عن مغزاه الحقيقي، إنما يستغبي الشعب الموريتاني، ويستخف به.. لكن هيهات هيهات.. فلا رئيس الجمهورية بالذي يُتهم في شعبه.. ولا الشعب الموريتاني يسمع كلاما فيمن يسهر على خدمته.. ولا الخطاب أصلا قابل للتحوير والتزييف.

لكننا نؤمل في أبنائنا الرجوع إلى الحق ومشاركتنا الطريق الذي رسمه رئيس الجمهورية لبناء البلد وتحقيق الطموحات.

هكذا نبني وطننا، ونسعى إلى أمنه وأمانه.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى