لم يمت الشهيد محمد عبد العزيز كما لم يمت من قبل الشهيد الولي مصطفى السيد، رجال خلدوا أسماءهم على صفحات التاريخ لم يتضعضعوا، لم يهادنوا، لم يستسلموا للمغريات ولا الضغوط، جسدوا على أرض الواقع بطولات أسطورية، كلها شمم وأنفة ومروءة وإباء وصدق وعز وكرامة، أولئك آبائي فجئني بمثلهم إن استطعت ولن تستطيعا، رجال صدقوا، لم يبدلوا ولم يغيروا. شرف ما بعده شرف.
التقيت الشهيد محمد عبد العزيز أول مرة في منزل سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية السيد مولود سعيد بواشنطن، بقينا معا لساعات وتناولنا أطراف الحديث، سلبني منطقه وسلاسة ألفاظه وسلاقة حسانيته وحسن أخلاقه ودقة معلوماته وغزارتها عموما، وخصوصا معلوماته عن الشعب الموريتاني وشرائحه وقومياته وقبائله وتاريخه، كان رحمه الله بسيطا ومتواضعا لدرجة انك لا تميزه عن اصحابه يألف ويؤلف وتلك لعمري خير مزايا الرجال، تحس معه وكأنكما صديقين مقربين من زمن بعيد، يجيد الاستماع والحديث، تحس معه بالطمأنينة والدفء.
حظي رحمه الله بكل صفات القائد الفذ والزعيم المستنير، والعاقل المجرب، والحكيم الخبير، والمقاتل الشرس، والمفاوض المحنك، والدبلوماسي الداهية، والخطيب المفوه، وفوق ذلك فقد جمع عديد الخصال والمناقب فهو المهيب، وهو لقضية شعبه موسى الكليم “قوي أمين”، وكان لها يوسف العزيز، “حفيظ عليم”.
رحم الله السلف وبارك في الخلف في الوطن والقضية والأهل والولد، إنه ولي ذلك والقادر عليه آمبن.
إضافة سيد احمد ولد مولود