الملك ديوب

ولد ملكا، وتوّج صبيا، وأبعد مكرها، ليعيش في “المذرذرة” ردحا، وأعيد ملكا، قبل أن يبعد مرة أخرى منفيا إلى الغابون، ليموت هناك غريبا بعيدا عن “المذرذرة” والمحصر، وعن مملكة والو.
ولد الملك سيديا ديوب، سنة 1846م في مملكة والو الواقعة على الضفة اليمنى لنهر السينغال، في بيت عز وملك، وسمّي الملك الوليد على الشيخ سيديا تيمّنا، وتبركا .. مما يوضّح ما كانت عليه شعوب المنطقة بيضا وسودا، من علاقات اجتماعية ودينية وسياسية حميمة.
تم تعيين سيديا ديوب الطفل، وليا لعهد مملكة والو وهو في العاشرة من عمره.
لكن الحاكم الفرنسي القوي “افيديرب” Louis Léon César Faidherbe الذي كان يراقب الممالك والإمارات على ضفتي النهر ويسعى للسيطرة عليها، لم يمهل الطفل الملك، حيث أزاحه عن الملك، وعيّن مكانه حليف الفرنسيين “فارا باندا”.
إنتقل الملك ديوب إلى المحصر، أي منطقة المذرذرة حاليا، حيث المحصر وحيث ابن خالته الأمير اعلي ولد محمد لحبيب، ووالده الأمير محمد لحبيب.
وكانت للملك ديوب شعبية وأتباع في منطقة “والو”، ساعدته وبدعم من الأمير محمد لحبيب، في شن هجمات مؤلمة على الفرنسيين، ساعده عليها بشكل مباشر ابن خالته الأمير اعلي ولد محمد لحبيب.
تفاوض الملك ديوب مع الفرنسيين، وتم الإتفاق على استعادته لملكه في مملكة والو، حيث سافر لدراسة اللغة الفرنسية في الجزائر، ليعود إلى موطنه ومقر ملكه مملكة والو.
حكم الملك سيديا ديوب مملكة والو عشرين سنة، قبل أن يطيح به انقلاب بدعم فرنسي، سنة 1873م، نفّذه أحد أقاربه وقادته العسكريين، المعروف بيمّر Yamar Ndadier Mbodj
فلجأ الملك ديوب الى “المذرذرة” حيث المحصر .. عند ابن خالته الأمير اعلي ولد محمد لحبيب.
ليعيد الكرّة مرة أخرى ..لكن الفرنسيين هذه المرة تمكّنوا من اعتقاله، وابعاده منفيا الى الغابون، حيث عاش تحت الإقامة الجبرية، حتى توفي هناك بعيدا عن والو وعن المحصر.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى