الأديب المتميز المختار ولد هدار

من بيوتات الأدب بالفصحى والعامية بيت أهل هدار المنتمي إلى الشرف عن طريق أبراهيم حركات، هذا البيت ذاع صيته في هذه البلاد وأصبح جزءا من تاريخها وبرز فيه رجال عايشوا الأحداث.
ونالوا حظا كبيرا في المكانة لدى بيوتات السيف والقلم من الأمراء والعلماء والصلحاء والوجهاء، بين هؤلاء الرجال المختار.

ولد المختار ولد عابدين ولد هدار سنة 1910م بضواحي المذرذرة حيث ترعرع وتربى في أحضان أسرته المشهورة بالأدب والثقافة في فترة ازدهار، حيث كانت تغذيها عدة مدارس تتفاعل في ما بينها لتكون نمطا راقيا ومتميزا عرفت به أسرة أهل هدار.

لقد ظهرت عليه ملامح العبقرية مبكرا وهكذا كان دائما إلى جانب خيرة أبناء زمانه، فقد كان الصديق الملاطف والخل الوفي للأمير محمد فال ولد عمير وجماعته، وكانت له علاقات قوية مع أسرة أهل العاقل وكان من معاصريه حامد ولد ببها ومحمدن ولد محمد باب ولد أحمد يوره والمرابط ولد ببها.

وكانت له علاقة طيبة بأسرة أهل الشيخ سعدبوه وخصوصا أبناء بونن وبالأخص سيد بوي ولد بونن، كما كانت له علاقة طيبة بأسرة أهل محمذن فال بن متالي وخصوصا اكليكم، كما كانت له علاقة وطيدة بأسرة أهل الشيخ سيديا وبالأخص سليمان ولد الشيخ سيديا.

ولم يتوقف في علاقاته على الحدود المحلية بل تجاوزها حيث كون علاقات طيبة مع كبار الأدباء أمثال محمد ولد ابن ولد أحميده ومحمد ولد محمد اليدالي والعالم ولد البشير والشيخ ولد مكي، وقد جرت بينهم مساجلات طريفة ونادرة من نوعها، وقد عرفت جماعته التي يقودها الأمير محمد فال ولد عمير باسم (الشفاكه) كما عرفت جماعته الأخرى باسم (المهاجرين) بسبب وجودهم خارج الحدود في السينغال، وقد أنعشت هذه الجماعة مجالس الأدب والفن.

وهكذا ظل الأديب المختار ولد هدار ناقدا أدبيا يناقش ويعلق على كل ما هب ودب في عالم الأخلاق والقيم والجمال والفن، وقد تميز أسلوب المختار ولد عابدين ولد هدار بالرقة والأناقة والسمو ومن ميزاته الأساسية أنه لم يهج أحدا ولم يمدح من لايستحق المدح.

وقد رأى من واجبه أن يحفظ لأبناء وطنه ما أنجبته العبقرية الفذة من أسرته في عالم الأدب فقدم لهم ديوانه الشامل لعيون أدب أسرته وأسماه “الكتاب المختار من أدب آل هدار”.

وهذه نماذج من إنتاجه الحساني:

فله في مجال السياسة فيما يعرف بالتصويت بلا أو نعم للأستعمار الفرنسي، حيث كان يحث الناس على التصويت ب “لا” للأستعمار الفرنسي وينتقد المصوتين ب “نعم” فيقول:

يم ابلا مدار اختصار اخيار ذاك ابلا مدار
الذل اعزت ش ذ الدار والكشف هاذ فيه شين
والنار افذيك الدار النار هاذ سبته والدارين
حد اختر عنهم لستعمار زامك من لمرو والدين
يلعرب والطلب لحرار امنين اتمعليم اليقين
لمان ألسلام انتصار المسلم للمسلم وامنين
عقايدكم مزال انهار ماه كذب حام وامتين

وله مدائح نبوية كثيرة ومتنوعة لايتسع المقام هنا لاستعراضها جميعا، حيث أخذ على نفسه أن يمدح النبي صلى الله عليه وسلم بكل حرف من الحروف الهجائية، فيقول في آخرها أي في مجال حرف الياء:

يرسول آن بعد المسنون افشكرك من عندك مضمون
حد انظم شطر من الموزون من مدحك لاه يشفع فيه
عند أل علاك أعل الكون وان ذاك أل داير بيه
آل وهل ول نختير من لحباب أذاك مظفيه
أنت جاهك ظاف واخير حد اعود امعاه أهاليه

رثاه صديقه الشاعر أباه ولد أبات الديماني بقصيدة جاء فيها:

سأنشد بابتهاج واحترام لآل الشهم هدار نظامي
مضى شهم قويم مستقيم عظيم من جهابذة العظام
يخاف الله لايرضى سواه إلها في الجلوس وفي القيام
يحافظ في خشوع وامتثال على فرض الصلاة على الصيام
ومدح المصطفى يرضاه نهجا فمدح المصطفى خير الكلام
له في الناس حب لايبارى سيذكره الجميع على الدوام
سيسكنه الإله جنان عدن يطاف عليه فيها بالسلام
سنصبر إن صبرتم يابنيه فأجر الصبر خير للأنام
فعفوا إن شعري ليس شعرا يناسب للظروف وللمقام

إعداد الباحث المعروف: سيد أعمر ولد شيخنا
(من أعلام ومشاهير خمسينية الإستقلال)

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى