لمرابط محمد سالم ولد ألمّا

على ربوع المنار فى عمق إيگيدي، إلى تندگسمّي على تخوم لبيرات، مروا بالسبيخات، والعارف، وأم اطبل، وأم ارويصين، واتويدْ املّينْ، وتنْ يلفَ، وانتوفكتْ، وانتوطفينْ، وبلشانَ، وجانِي جايْ، و اِمْبَبَّه، وباجليلاي ..

قامت أحياء إيدوداي .. ولاحت الدّمن مثل اليواقيت، فأودى اصطبار الواقف المستوقف محض الجهل والمين.

هم قوم سعيدون لايشقى جليسهم

مقالة رواها الثقاة عن الإمام المجاهد الولي ناصر الدين.

عُرفوا “بفتحهم” ويمنهم .. يتفاءل الناس بالمرور بهم .. مسعى للسعادة .. ويَجتلبُ فأْلُهُم السراءَ للناس.

جدّهم “يداج اكد برغ” .. والنسبة إليهم يدالي، ويعرفون “بأهلْ آشكْتبْ”.

و”يداج” هو خامس الخمسة المؤسّسين لحلف “تشمشة .. إدوداي – أولاد ديمان – إداتفاغَ – إدگبهنِّ – بني يعقوب”، المتحالفين عند بئر “أگننت”، “بئر تنضب”، الواقعة 40 كم جنوب طريق الأمل، على بعد 20 كم جنوب تندگسمي.

فقد تحالفوا على جرعاء تنضب، نهاية القرن السابع الهجري، على التمسّك بسنّة رسول الله صلي الله عليه وسلم، حتى تكون لهم طبعا وديدنا، وعدم مخالطة الظلمة، وعدم طرق أبوابهم، والاعتزال عنهم قلبا وقالبا، والصبر والحلم والأناة، والامتناع عن دفع المغرم، مهما كلّف الأمر، والمداراة اضطرارا، طبقا للقواعد الشرعية، والعزوف عن الدنيا، وحسم مادة الخصومة فيما بينهم، ومع غيرهم، وقلة الطمع فيما بأيدي الناس، وأن يكونوا يدا واحدة على الظالم.

عَرف اليداليون مع علمهم ومحاظرهم، وفرة فى العدد والمال، وكانو يتحمّلون ثلث ديّات “تاشمشه”.

وعند بئر “النّمجاط” .. وكانت حينها لليداليين، قبل اهدائها للولي الشيخ سعد بوه ..

رزق العلامة المخبت، المختار بن ألُـمَّا بن بباه بن ألفغ المختار بابو بن محمد بن المختار بن عمر بن علي بن يحيى بن يداج، بولد من زوجه الناسكة، أم المؤمنين بنت المختار بن سعيد بن بباه اليدالي.

فكان الولد استجابة لدعاء أبيه .. حين استبطأ الذريّة .. فنادى ربه نداء خفيا ..

يا رافعا ريعة الفنغيل في صعد = ورافعا حوله آواد من بعد
وجاعلا غور تندكسمّي بينهما = مثل الحواجب في خبت على جدد
يسّر لنا حاجة في القلب قد بعدت = عن الحوادث يالَ الواحد الأحد

كان مولد المرابط سنة 1302 هـ 1884 م، أوتي الحكم صبيا، وظهرت عليه مخايل النجابة والصلاح.

درس على عمّه محمذن بن ألمّا، ثم قرأ على المختار بن جنگِ، نظم الغزوات والآجرومية وألفية ابن مالك، ثم اتصل بالقارئ زين ولد اجّمد اليدالي، فأعاد عليه قراءة القرآن الكريم، وحفّظه، واتصل بمحمد فال الملقب “ببها ” ابن محمذن بن أحمد بن العاقل، فقرأ عليه بعض متون العلوم الشرعية، قبل أن يستقر لدى محمد بن المحبوبي “ميميه”، فتزوّد عنده من المعارف الشرعية واللغوية، من خلال المتون المتداولة.

مارس لمرابط محمد سالم القضاء والتدريس، و كان شيخ محظرة، قصدها كثير من طلاب العلم، من العلوم الشرعية واللغوية، وظل طوال حياته واحدًا من أعلام الثقافة والعلم فى المنتبذ القصي.

كان عالما صوفيا ورعا .. عمله تلاوة القرءان، والصلاة به آناء الليل وأطراف النهار، وتارة يشتغل بالذكر والصلاة، معمّرا لأوقاته بذلك، وإقراء طلبة العلم.

وله خشوع فى الصلاة، يعلم من تكبيره وتلاوته، وله فراسة، قلّما تخطئ.

وكان معبّرا للمرائي، مقبلا على الحديث النبوي، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كوسيلة الشيخ محمد اليدالي، ودلائل الخيرات للجزولي.

كان يحب العلماء والصالحين، شديد الحنان على الضعفاء واليتامى، صلبا فى ذات الله، أديبا حييا، لايثبت بصره على أحد، ولايواجه أحدا بما يكره.

صاحب خلوات، يتعبّد فيها ..

مجلسه مجلس وعظ ودرس وذكر وأمر بمعروف ونهي عن منكر.

حسن الظن بالمسلمين، وله فى ذلك كلام أملاه على تلميذه ابوبا بن ماهي بن البيتوره .. ونصّه ..

“الأصل حمل المسلمين على السلامة فيما بينهم مع ربهم، وترك التجسّس عليهم فيه، فإن تحقّق موهم ابتداع، وكان يحتمل السلامة، حمل عليها، لذلك الأصل، فإن لم يكن له وجه إليها، رفع لأهل شوكة الإسلام، إن تعلّق بالعامة، ونهي عنه بشروط النهي، إن اختص بالخاصة، والسلام”.

ومن ورعه .. أنه لايقبل جوائز الأمراء، مع وجاهته عندهم، ولايأتيهم إلا لضرورة أحوجته إليهم، كان وسطيا فى علاقته بهم، لايقف بأبوابهم، ولايفر منهم، بل يقضي حوائج الضعفاء منهم، لاغير، وهو موقف طبّقه بعده تلميذه، بدّاه ولد البوصيري.

وحبّس عليه بعض مستغرقي الذمة شيئا، فتوقّف فيه وتروّى، وسأل العلماء، وفتّش الكتب، حتى ظفر بكلام فى كتاب الفوائد، للعلامة الورع، المصطفى بن احمدّان العلوي الشهير بففا رحمه الله.

فقد قال .. عازيا لنوازل سيد أحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي، ..

“إن مال مستغرق الذمة، حكمه كحكم بيت المال، يعطى لقضاة الحق والمدرّسين، إن لم تكن لهم أوقاف، وللأيتام، وإن كان الإمام عدلا، تولّى تفرقته عليهم، وإلا فمن تحقّق كونه من أهل المصرف، وقدر على أخذ شيئ مما ذكر، صاغ له بتبرّع ومعاوضة، أو خفية إن أمن فتنة ورذيلة”.

لم يكن لمرابط من أهل المال، لكنه كان يأنف عن صدقة الزكاة، ويقول إنه غني بالله تعالى، ومن كان غنيا بالله تعالى لايفتقر إلا له، لأن فقر العلماء فقر اختيار، وفقر الجهلاء فقر اضطرار.

الأمير محمد فال ولد عمير
سنة 1935

أصيب الأمير محمد فال ولد عمير، بأرق شديد .. ردّ البعض سببه للعين.

وذلك أن أحدهم مرّ عليه، وكان وسيما .. فرآه سبق زملاءه فى السباق، وفاقهم فى الرماية، وكان أجملهم هيئة وهنداما.

فسأل عنه الأمير أحمد ولد الديد، متعجّبا .. من هذا الفتى ؟!

عرف الأمير أحمد أن الرجل يقصد ابنه محمد فال ..

فردّ عليه بما اعتبره أولاد ديمان “إدّيمينا” من الأمير، الذى لايريد التباهي بابنه .. فقال ..

“آنَا تركتْ أولاد أحمد من دمان اسغارْ مانِ اخباري فيهم”.

بعد ذلك استمر أرق ولد عمير .. فمكث الليالي ذات العدد لاينام.

فاقترح أحد الوجهاء على والده أحمد ولد الديد أن يذهب به إلى محمد سالم ولد ألما.

فقصدوه .. وكان ماكان .. وشفي الأمير.

رفض ولد ألمّا التعامل مع المستعمر المحتل، ودعى لمقاطعته ثقافيا وسياسيا، ورفض انتساب الأطفال لمدارس المستعمر.

وإبان استفتاء 26 سبتمبر 1958 حول مشروع الجنرال ديغول .. “نعم” للابقاء علي موريتانيا فرنسية أم “لا” لإبقائها والمطالبة باستقلالها عن فرنسا، وهو الإستفتاء المعروف بوي ونو .. “Oui ou Non”.

دعى ولد ألمّا للتصويت “بلا” ..

وأفتى بجواز الفطر فى رمضان، من أجل السفر للتصويت “للا” ..

مما جعل الفرنسيين يهدّدون بسجنه.

كان مع علمه الغزير .. صوفيا مربيا .. يُنهض بالحال، ويدل على الله بالمقال.

فقد رزق من الذوق الغريب في التصوف، ما يشهد له بالتقدّم التام.

وله بعض الرشحات والدقائق، التى تحار فى دركها الأفهام.

يقول عنه تلميذه، العلامة الإمام الأكبر، بدّاه ولد البوصيري ..

“لمرابط محمد سالم، يعطيه الرحمة، عالم عابد زاهد صوفي حگ .. ايگولِي .. أغرب إللِّ افهاذَ .. ألاّ أقرب إليك من حبل الوريد .. واحْليلكْ اتشوفن هاذِي هيَّ العَتْنَ ..”

كان رحمه الله شاعرا .. لكنه لم يشتغل بالشعر، لإنشغاله بالعلوم، وقد تخرّج من محظرته الكثير من العلماء.

فمن قبيلة إدوداي ..

الحسن بن زين العابدين، والمختار ولد المحبوبي، ومحمدن ولد المحبوبي، وزين ولد المحبوبي، ومحمدن ولد حاميْ، ومحمد ولد اجدود، ومحمذن ولد سيدي ولد نختارو، وأحمد بمب ولد ماهي، وأخوه ابّوبا ولد ماهي، والحسن ولد السيد، وأحمدو ولد التاه ولد حمين، والشفيع ولد المحبوبي .. وغيرهم ..

ومنهم من بني ديمان ..

محمد ولد أشفغَ الأبهمي، وأخوه أحمد سالم ولد أشفغ “ححام”، ومحمدو بن البرا الفاضلي، ومحنض باب ولد امين الديماني، وأخوه عبد الله ولد امين ..

ومن اداتفاغَ ..

محمد يحظيه ولد الشيخ عبد الله ولد أوفى، وعبد الله ولد عبد الفتاح ولد امبيريك.

ومن إد گبهنِّ ..

أحمد بن محمودا، وأحمد بن احبيب، ومحمد بن البشير ولد امبار يگي.

ومن اليعقوبيين ..

باركلل ولد العتيق الباركلي، ومحمد الحسن ولد أحمدو الخديم اليعقوبي، وأخوه أحمد فال ولد أحمد الخديم.

ومنهم إبّين ولد ببانه القلقمي، ومحمد سالم ولد الكار الأبيري، ومن ادكوجي .. اليدالي ولد أحمد يحيى، ومحمد ولد محمذن ولد ابراهيم فال، وأخوه الوالد ولد محمذن ولد ابراهيم فال، ومحمد سالم ولد بيين البوفلاني.

الامام بدّاه ولد البوصيري

ومن تندغه بدّاه ولد البوصيري، واگليگم ولد متّالي، ونافع ولد حبيب ولد الزايد، وأخوه أحمدو ولد حبيب ولد الزايد، و إنّ ولد الصَّفّي، وباب ولد عينينَ ولد متالي، والمختار ولد بوبَ، وامين ولد محمد لوليد ولد حبيب الله، والسيد ولد مالوكيف، وأخوه أحمد ولد مالوكيف، وعبد الرحمن ولد المصطفى ولد أبويعدل، وعطاء الله ولد المختار فال، وحمود ولد عبد الحميد، ومحمدن ولد امون، ومحمد محمود ولد أحمد ولد الواثق، وأخوه محمد عبد الله ولد أحمد ولد الواثق، والمختار السالم الغطمطم، وبداه ولد محمد ولد أبو، وأحمدو ولد حبيب ولد لمرابط ولد متالي .. وغيرهم ..

فالآخذون عنه لا حصونا = ومن كرام الناس معدودونا

إكس ولد إكس إكرك

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى