نواكشوط – تعاملت قيادة الأركان الموريتانية، حسب معلومات أدلى بها أمس الجمعة مصدر عسكري موريتاني طلب إخفاء اسمه، بحكمة كبيرة مع حادثة عبور وحدة من الدرك الملكي المغربي قوامها أربعة عشر فرداً كان خفر السواحل الموريتانية قد اعتقلوهم، حيث أمرت بإطلاق سراحهم ظهر الخميس حتى لا يتعقد الموقف.
ولم يصدر أي بيان رسمي من الجهتين المغربية والموريتانية، رغم التداول الإعلامي لهذه الحادثة التي وقعت في بلدة «لقويرة» بالغة الحساسية.
وكان أفراد الوحدة قد عبروا نحو بلدة «لقويرة» الصحراوية البالغة الحساسية التي يحكمها الجيش الموريتاني والتي تتنازع المغرب وجبهة البوليساريو السيادة عليها.
وأوضح المصدر «أن زورق الدركيين المغاربة عبر في أول عملية من نوعها نحو بلدة «لقويرة» أثناء مطاردتهم لعناصر يشتبه بمزاولتها لتهريب السلع والبضائع بطريقة غير قانونية».
وأكد المصدر «أن الدركيين المغاربة حاولوا الهرب لكن الجيش الموريتاني لاحقهم وألقى القبض عليهم قبل أن يقوم بإطلاق سراحهم في عرض المياه الدولية، لكنه احتفظ بالمهربين وعددهم أربعة أشخاص ثلاثة مغاربة وموريتاني واحد».
وحسب معطيات نشرها موقع «زهرة شنقيط» الإخباري فإن الحادثة بدأت بتحرك قارب يقوده أحد المهربين باتجاه الأراضي الموريتانية وعلى متنه أربعة أشخاص، وسط مطاردة من البحرية الملكية. وتبع قارب التهريب، وفقاً لما نقله موقع «زهرة شنقيط»، زورقان على متنهما 32 فرداً من قوات البحرية الملكية المغربية، وعند الاقتراب من شواطئ «لقويره» وضعت قوات الحدود الموريتانية في حالة تأهب، في انتظار ما ستؤول إليه الوضعية، حيث قفز المهربون الأربعة من قاربهم باتجاه اليابسة (منطقة تخضع لسيطرة الجيش الموريتاني)، وبعد دقائق قفز أفراد الجيش المغربي في اتجاه المهربين، وهو ما استدعى تدخل حرس الحدود الموريتاني الذي اعتقل المجموعة كلها».
وأضافت زهرة شنقيط «وحدث ارتباك كبير عند المنطقة الحدودية، حيث سارع بعض الجنود المغاربة للمياه المحاذية لمنطقة «لقويره» لتفادى الاعتقال، بينما تم توقيف آخرين من قبل البحرية الموريتانية، ثم أمر قائد الجيوش العامة الفريق الركن محمد ولد الغزواني قواته بمعاملة الجنود المغاربة بشكل جيد، حيث تشاور مع الرئيس وتقرر الجيش بعد ذلك، نقل الجنود المغاربة إلى المياه الدولية والإفراج عنهم بشكل جماعي».
وهذه أول مرة يقع فيها احتكاك مباشر بين قوات البحرية الملكية المغربية وقوات حرس الحدود الموريتانية على مستوى شاطئ «لقويرة» ذي الحساسية البالغة.
ويسيطر الجيش الموريتاني على بلدة «لقويره» التابعة لإقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه بين المغرب وجبهة بوليساريو بموجب تفاهم ضمني بين موريتانيا والمغرب نظراً للموقع الجغرافي الحيوي والحساس للبلدة المركونة في خاصرة مدينة نواذيبو العاصمة الاقتصادية الموريتانية.
وشهدت الساعات الأولى من صباح الخميس لحظة توتر غير مسبوقة على مستوى بلدة «لقويره» بسبب هذه الحادثة.