منطقة الغرس ..!

منْ عنـدْ النَّـايـه يالقهَـارْ ~ يگْـرابْ ألِّ كامَـل ينْـدَارْ.. الْگَسْـمْ أظْحَيْـوّه للْخطَـارْ ~ و الْگَسْـمْ أمْنْ # الْغَرْسْ أگْرَيِّـبْ.. و #الْغَرْسْ أگْرَيِّبْ منْ عمَـارْ ~ اُ عمَـارْ أَفّمُ لَعْزَيّبْ.

قطعة من الأدب الحساني للعلامة والأديب امحمد ول احمد يورَ قالها ذات يوم ربما لمسافر أنذاك يخشى عليه من أن يضل الطريق عن ”لعزيب” الموعود.. وقد ذكر فيها إسمُ منطقة #الْغَرْسْ التي هي بالنسبة لي:

بلاد بها نيطت عليَّ تمائمي ~ وأول أرض مسَّ جلدى ترابها

كما ذكر أيضا في أبياته الشهيرة اسم الحيز الجغرافي الذي تنتمي إليه هذه المنطقة وهي منطقة (بلدية حديثا): #الْخَطْ، إذ يقول:

قِفْ بالدّيار التي #بالْخَطِ أدراسا ~ لا عار في وقفة فيها ولا باسا

تُهدي إلى ذي الهوى من نشر ساكنها ~ بعد التقادم أنفاسا فانفاسا

كانت سرورا وأمست وهي محزنة ~ والدهر من صرفه ما سرّ إلا سا

إلى أن يقول:

من لم يرّ #الْخَطَ ممطورا وساكنه ~ فإنه ما رأى الدنيا ولا الناسا

وكذالك:

سقى صحاري عمار وغيضته ~ و#الغرس ذا النخل صوب المدلج الساري..

ولمن لا يعرف هذه الرقعة من الأرض فهي تقع جنوب شرق مقاطعة المذرذرة على بعد 20كلم تقريبا.. تلك المقاطعة التي أمسى اسمها مرادفا للإشعاع العلمي وللعطاء الأدبي من زمن بعيد، فهي باختصار مدينة من ذاك المربع الإيگيدي الذائع شاء الله لها أن تكون منطلق العبقرية في شتى المجالات قديما وحديثا..

وغير بعيد من ذلك الجو الراقي دون شك، تأسست قرية #الْغَرْسِ وكانت أول قرية أسست بتلك الأرض على يدي المرحوم الشيخ محمدفال بن الخُ بن حبيب بن أعدَيْجَ (البزيدي) نسبة لقبيلة أولاد بَزيد.

وهو من أول المتتلمذين على الشيخ سيديا الكبير في الگبله ومن الخريجين على يديه.. ويذكر اسمه جليا في عدد من رسائل الشيخ سيديا والتي أخرج بعضها حفيده أي الشيخ سيديا هارون ولد باب في كتابه الأخبار.

ولا تزال وثائق #الْغَرْسْ موجودة وبعضها من عهد القاضي محنض باب ولد اعبيد الديماني وصدر بعضها في موسوعة الدكتور يحيى البراء.

وعُرفت المنطقة: ”بانْخَلْ ول الْخُ” حيث أن الرجل قد قام بتشييد آبار وغرس النخيل… وربما يعود أصل تسميتها بِ #الْغَرْسْ هو غرس ذلك النخيل!

وتقول الروايات المتواترة لدى أسرته وغيرها أنه جلبه من آدرار على ظهور الدواب مع بعض المعاونين له، فأنتج ذالك الغرس واحة عظيمة يسعى إليها الناس من كل مكان وظلت إلى ثمانينات القرن الماضي وقد عدت من أكبر واحات الترارزة..

وقد تغنى امحمد ”بانْخَلْ ول الْخُ” في نص له يقول:

هذرايت بالدمعه لرماگْ ~ فاتت غٓلّاتْ اعلٓ لخلاگْ

مسيلْ چچيم امنين اظياگْ ~ من گبلٓ وانْكٓفحُ شلخُ

والخِرٓيْرات ؤبمزراگْ ~ بالبركٓ فَ أدليلِ رسخُ

لبْچوكْ ؤُلَمْلَيـگَ والصَّاگْ ~ والرّكنه وأنخل ول الخُ

مفروظ اعليهم يالخلاگ ~ أفمرگت هذاينتلخُ

كان ول الخُ من عائلة كريمة شهِد لها بذلك كل من أوى إليها ولو لم يكن قد عاش يوما حياة تشردٍ وفاقة….

وبذلك جلب إليه بعض الأسر من مختلف القبائل هذا فضلا عن مجموعته هو فقد أتتْ من كل حدب وصوب…

وهنا يحضرني گاف للصديق العزيز اللأديب أحمدو ول القاضي ول انگذي:

ذوْك #الْغَرْسْ ألِّ يزهالِ ~ وَخظْني تَـلُّ ملان

اذيك الفرنانه يلال ~ مَوحشْني للْفرْنانَـه

ولأخي الأديب الذي لم تلده أمي ولا أبي محمد ول باباه نص عن منطقة #الْغَرْسْ يقول:

الغرس آنَ وجيه ~ كَون انّ كنت امجيه

نبغيه امتمنيه ~ انعط فيه الشهره

وخلقُ مقهور اعليه ~ زاد اشّـد القهره

وانجيه اعل مرات ~ كنت اُعنْدي فخره

يغير إبان اطرات ~ لُ عزه گاع اخره

وإلى عهد قريب كانت المنطقة تكتظ من السكان وتعيش أياما مزدهرة على جميع الأصعدة .. إلى أن أصبح مُعظم سكانها -بحكم تطور وسائل الإعلام في العصر الحديث وتبادل المعلومات والخبرات وأيضا مواكبة تطور العلم- ينتقلون إلى المدينة لوجود ضالتهم التي أصبح من الضروري الحصول عليها..

وبذلك يصبح #الْغَرْسُ ”مات كيفت كان يواجعه”…!

خليلي العزيز الأديب المختار ول يوسف زارها ذات فترة بعد ما هاجر عنها بعض سكانها وبدا له منها عكسُ ما كان يعتقد!.. فقال:

حَدْ بَعدْ اُورَ دهرَكْ ذاكْ ~ #يـالْغَرْسْ إفذي النوبه جاكْ

مايگول أنّك كنت امعاكْ ~ ذاك فرْ إمن الطربه سِيگْ

#يـالْغَرْسْ التعرف عفاكْ ~ وحد خاظْ أمشرگ لفريگْ

شافْ بَلْ أجماعتْ بوكَرْشْ ~ شاف صدرو فيه أتژرگيگْ

مايكبر فالدهر الكرشْ ~ ولايْعود أماسيه اصديگْ

أما أنا ف كنتُ فيها الأسبوع قبل الماضي وتذكرتُ سابق عهدها ورأيت ما آلت إليه من ذهاب بعض الأحبة وغير ذالك من تقلبات الأيام، وكتبت:

يَعگْـلِّ شوفْ #الْغَرْسْ الْكَـانْ ~ أمْلانْ ألِّ مالُ عِمـانْ

أمْنْ الخَلْقْ، أُفِيهْ الزوَانْ ~ دَايِّـمْ، واعْلِيهْ أحْيَطْ أمْيَـطْ

كَلْ أوَانْ أنْوَاعْ الْفتْيَـانْ ~ وأرْوَايَّ منْ حَسْيَـان #الْخَطْ

ذَهُّو مَا يُورَ فِيهْ إِبَـانْ ~ ذَاكْ الْكَـانْ، ؤُلَهْـوُّ وَسَـطْ

اُ عَتْ أتْبَانْ أَلَا يَعگْـلِّ ~ لَيْنْ أدْجِيهْ أتْبَـاتْ أتْخَطَـطْ

وأتْنَگًَـطْ، وأتْظَـلْ أمَـلِّ ~ يَلْعَگْــلْ أتْخَطَــطْ وأتْنَگَــطْ

ومع هذا كله تبقى منطقة #الْغَرْس في أذهاننا نكرر مع ذكر اسمها بيت أبي تمام الطائي :

كم منزل في الأرض يألفه الفتى ~ وحنينه أبدا لأول منزل

باب الدّينْ (الدَّلاهْ) ولد النّ بوي

المصدر : المذرذرة اليوم

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى