كذبة أم بيعة اسمها… الوطن

الوَطَنُ (القاموس المحيط)
الوَطَنُ، مُحرَّكةً ويُسَكَّنُ: مَنْزِلُ الإِقامَةِ، ومَرْبَطُ البَقَرِ والغَنَمِ ج: أوطانٌ.
وَوَطَنَ به يَطِنُ وأوْطَنَ: أقامَ. وأوْطَنَهُ وَوَطَّنَهُ واسْتَوْطَنَهُ: اتَّخَذَهُ وَطَناً.
وقيل: وَطـّـنَ نفسه على الشيء وله فتَوَطَّنَت: حملها عليه؛ وذَلَّتْ له،

قال كُثَيِّرٌ :

فقُلْتُ لها: يا عَزَّ، كلُّ مُصيبةٍ ** إذا وُطِّنتْ يوماً لها النَّفْسُ، ذَلَّتِ .

منذ الصغر وفي نفسي هاجس من هذا المدعو: “الوطن”

وبالأخص الوطن… الذي سمي موريتانيا … فهو إن صحت تسميته لغة بهذا الاسم.. “وطن”…

فلا شيء من سماته ” اصطلاحاً ” يمكن ان يطلق عليه هذا المصطلح….

“وطن” تم تخطيط أغلب حدوده بصدفة المسطرة …. وتكفلت عشوائية الطبيعة بخط باقي الحدود (بحراً ونهرا)….

“وطن” اختير اسمه بعشوائية تاريخية رغم التبجح الفرنسي بالأصل الروماني … وعنجهية بعض مثقفينا بالأصل البربري-الزنجي للكلمة…. (( تامرتنّا : أرضنا))…… لنضيع بين أصالة الاسم وكولونيالية اختياره….

و من قبيل المزاح فقط فالاشتقاق في لغة أسبانية فصحى أصله ربما ” مورو، تاني”.. فكلمة مورو تعني اسمر.. وعربي.. وأيضاً معناها: متخلف… أما تاني فمعناها على الأقل .. ليكون المعنى: متخلف على الأقل…

“وطن” تتعدد ولاءات أهله بتعدد أعراقه ولغاته وثقافاته وصوفياته وتمذهباته، وتوجه حكوماته وانقلاباته ودول جواره ، وأماكن عمل أو دراسة أبنائه و زواجاتهم، وآخر قراءات من يقرأ من متثاقفيه.. أو آخر ما سمعوه في إذاعة أو مناظرة تلفزيونية.

“وطن ” لا يحفظ طفل واحد نشيده الوطني….أحرى بالغيه. (( بالمناسبة النشيد الوطني لا يمت للوطن بصلة ولا للأرض بعلاقة… ولا يصلح نشيداً لـ”وطن”))

“وطن” لم تشتهر لأي من شعرائه قصيدة واحدة تتغنى به وبمجد أهله… وهو سابقاً “وطن” المليون شاعر وحالياً “وطن” ملايين ثلاثة… الغريب أنه غالباً ما يقال “بلد المليون شاعر أو ثلاثة ملايين”….. بلد وليس وطن!!!ه

“وطن” لا يعرف أي من أبنائه… بل حتى أساتذة تاريخه أين بالضبط تقع قبور مقاومي مستعمره… ومن دافعوا عن هذا الشعب وهذه الأرض من أجل الشعب وأرضه…. فأين قبور المقاومين وهل أنجز أحد إحصاءً لمن ماتوا في سبيل الوطن ولماذا لم يقم صرح للشهيد المقاوم يعرف من خلاله أطفالنا بهم…بمن هم فخر لكل أبيٍّ…..

قبل الاستقلال : دخلنا في صراع وجود “الوطن”، فانقسم الناس “كتلة كوركول الديمقراطية كانت داعمة بقوة لانضمام البلاد لمشروع الفدرالية المالية وفي الجانب الأخر بعض النخبة الوطنية أيدت الأطماع المغربية في موريتانيا , في حين أصرَّ بعضها الآخر على بقاء البلاد تحت قبضة الاستعمار الفرنسي” وايديولوجياً بين الشيوعية الماوية و والتروتسكية والاشتراكية والبقية… وبين القومية العربية والقومية الزنوجية السنغورية.. عداك عن الجهوية “منحدري الضفة و الاشتراكي الإسلامي في آدرار” . واستمر الأمر بعد الاستقلال ليتجلى في أحداث رد الفعل على التعريب والولاءات القومية لمصر عبد الناصر وماوية الصين وبقية التوجهات الوافدة المستوردة كما أغلب الأشياء العصرية…

وجاءت حرب الصحراء وانقسمت الولاءات بين بوليساريو والمغرب وغاب “الوطن” … فبعض القبائل “صحراوي” والبقية مع المغرب… وتتالت بعدها الانقلابات والكوماندوزات والانقلابات المضادة.. وتعددت الولاءات بتعدد التوجهات “النيرة ” للسلطان.. وأعدائه… إلى المغاربة حيناً أو السينغاليين أو حتى عبر البحار والمحيطات والفيافي أحياناً..

أحزاب البيعة

البيعة: (لسان العرب)
والبَيْعةُ: الصَّفْقةُ على إِيجاب البيْع وعلى المُبايعةِ والطاعةِ.
والبَيْعةُ: المُبايعةُ والطاعةُ.

في قصته القصيرة «تضامن»، يقدّم لنا الإيطالي «إيتالو كالفينو» حكاية شخص متّسم بالغرابة والطرافة معاً، ذكرتني بسياسيينا وأحزابنا المسرحية فيروي لنا بمنتهى الجديّة، أحداث مغامرة له لا يمكن لأحد أن يقابلها إلا بالضحك.

في ليلة ما، يخرج هذا الشخص الذي لا نعرف اسمه ولا ملامحه ولا عمره، ليتسكّع في أحد شوارع المدينة، واضعاً يديه في جيبَي بنطلونه، ومنطلقاً في حال سبيله بلا دافع أو غاية.

يرى في أثناء تسكّعه رجالاً يحاولون كسر باب محلّ تجاري بعتلة حديدية، فيتوقف ويراقبهم بعض الوقت، وحين يتأكّد من أنهم لم يفلحوا في كسر الباب يمضي، بكل أريحية، لمساعدتهم في ذلك… ثمّ لا يتردد- بعد أن يتمّ كسر الباب- عن إمساك الكيس لهم كي يضعوا فيه المسروقات.

وعندما يخيّل إليهم أنّهم سمعوا وقع أقدام في الخارج، يكلّفونه بالذهاب إلى آخر الشارع للتأكد ممّا إذا كان رجال الشرطة قد أقبلوا.

وبانضباط جندي ينفّذ التكليف، وهناك يلمح أفراد عدة من الشرطة مختبئين في ظِلّ أحد الأبواب، فينضمّ إليهم، ويعلم أنهم يراقبون أولئك اللصوص في المحلّ الذي جاء منه، فلا يلبث أن ينطلق معهم لمحاصرة المحلّ، ويدخل مع بعضهم للمساعدة في القبض على اللصوص!

لكنّ اللصوص ينجحون في الهرب، فيهرب معهم، وحين يتمكن أحد رجال الشرطة الذين يطاردون اللصوص من محاذاته، فإنّ صاحبنا يواصل الركض إلى جوار الشرطي، مستكملاً وإيّاه، هذه المرّة، مطاردة اللصوص!

وبعد مدّة من الجري الحثيث، يكون رجال الشرطة قد تفرقوا في جميع الاتجاهات، راكضين في أثر اللصوص الذين ذهب كل واحد منهم في ناحية، ثم لا يلبث صاحبنا أن يجد نفسه يجري لوحده.

عندئذ يتوقف وهو يتصبّب عرقاً، ثم يضع يديه في جيبَي بنطلونه، ويواصل تسكعه منفرداً، بلا دافع أو خطة أو هدف!

هذه القصة ذكرتني بالأفراد و الأحزاب التي ذهبت تترى في التصفيق كل مذهب … فصفّقت لكل انقلاب وهللت لكل توجه للسلطة…. فهم ” يميلون حيث الريح تميل ” ولو كانت تلك الريح “فساءً” …

في الأخير أعلن البعض عن الوفاء والولاء للقائد الجماهيري صاحب النظرية “الثالثة وهو ” الذي عكف عشرين عاما على “الكتاب الأخضر” ليقدم للعالم أعظم اكتشاف عبر تاريخ البشرية: “المرأة تحيض و الرجل لا يحيض”؟ كما ذكر أحد الكتاب قبلاً… ولا ننسى عاهرات ثورته (( العهر المقدس)) أو راهباتها….

أي غباء مستطير يا شعب هذا “الوطن”… الخيانة الصُّراحُ ولا شيء .. لا احتجاج ولا كلام ولا محاكمة ولا… ولا .. ولا حياة لمن تنادي…

خرجوا بهذه الخيانة “الجماهيرية ” العظمى… التي لم يسبقهم لها أحد دون أن يقدم للمحاكمة بتهمتها… إن لم يعدم عبر محاكمة ميدانية ((ولعلم القارئ فالمحاكمة الميدانية: هي التي يقدم فيها المتهم ويتم التأكد من هويته: اسمه واسم أبيه وعمره الخ… ثم يعدم)) …

لم يفعلها أي سياسي أو حزب عربي أو إفريقي من بلدان أخرى… فنحن فقط من نفعل هذه الفعلة الفاضحة… وتقلبْ يا “”أبا رغال “” في قبرك فقط سبقوك في بلاد “السائبة”…..
ديغول و فيتنام أنموذجاً :

أثناء الحرب العالمية الثانية اتفق ديغول مع تشرشل على أن تدفع بريطانيا ميزانية حكومة ديغول في المنفى وأعمال مقاومتها في فرنسا واشترط ديغول أن تكون تلك المبالغ على سبيل الدين لا على سبيل الهبة كيلا يدفع ثمنا سياسيا مقابلها.

وبينما تعامل الحلفاء مع فرنسا الديغولية أنها ليست أكثر من دولة مهزومة، كان ديغول مسكونا بتاريخ بلاده وأمجادها الغابرة، وسببت هذه المعاملة مشاكل شخصية بين ديغول وحليفيه الرئيسيين تشرشل والرئيس الأميركي روزفلت.

ويروي من أرخوا لعلاقات أقطاب تلك الحرب أن ديغول رد بغضب على تشكيك تشرشل بتمثيله لفرنسا قائلا “أنا أقاوم النازية إلى جانب انجلترا ولكن ليس لصالح انجلترا، وأتحدث باسم فرنسا ولست مسؤولا أمام أحد غيرها”.

ديغول القادم من فرنسا المعتدة بتاريخها وثقافتها وتمدنها رغم هزيمتها المذلة أمام الألمان، عامل الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت باعتباره أميركيا مغرورا يتحرك بـ “عنجهية اليانكي”، وقد طلب من تشرشل مرة “قل لروزفلت أني أفقر من أن أنحني ذليلا أمام الأميركان”.
ويقول مؤرخون أن روزفلت ربما كان يسعى للقضاء على قدرات فرنسا الصناعية وتحويلها إلى مجرد دولة تابعة للأنجلوساكسون، أما ديغول فكان يصر على أن بلاده التي تحررت بفضل الحلفاء ليست دولة ثانوية.

تلك النزاعات الشخصية في جلها برزت أحداثا سياسية بين ديغول وحلفائه السابقين، فقد خرج من حلف الأطلسي وراح يتقارب مع الاتحاد السوفياتي واعترف بالصين الشيوعية فيما اعتبر حينها ضربات موجهة للسياسة الخارجية الأميركية بعد الحرب.

الأمريكيون حرروا فرنسا من النازية في الحرب العالمية الثانية .. ورغم حجم المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للفرنسيين لكن لا ديغول ولا أي فرنسي أخر أقر بالولاء لأمريكا أو لأي بلد آخر .. بل على العكس لم يلبث ديغول أن تمرد وخرج عن السياق الأمريكي….

ولم يشذ قادة الثورة الفييتنامية عن هذه القاعدة … لا القائد هوشي منه ولا الجنرال جاب ولا من جاء بعدهما…

لقد ساعدهم الصينيون والروس لكن لا أحد منهم أعلن الولاء لأي من الإمبراطوريتين المأدلجتين… بل أعلنوا الولاء لدولتهم وظلوا يحاربون لتوحيد أرضهم وشعبهم…..
وعبر التاريخ لم يشذ عن هذه القاعدة إلا شذاذ الآفاق والخونة …. ليحكم عليهم التاريخ والشعوب ويمطرهم باللعنات … فلتبن لهم قبور ” رغالية” لترجم ….
خطاب تاريخي

رأيت جرذاً

يخطب اليوم عن النظافة

وينذر الأوساخ بالعقاب

وحوله يصفق…. الذباب

احمد مطر

ذهب الجمع للبيعة … (( ولا أدري هل البيعة هنا أصلها : باع يبيع …أم بايع يبايع..؟))
ذهب الجمع قادةً لأحزاب وأفراداً زرافات.. ومثالاً لا حصراً: حزب الفضيلة ذو التوجه الإسلامي “الفَضْل والفَضِيلة معروف: ضدُّ النَّقْص والنَّقِيصة”، فلم ذهبتم تبحثون عن نقيض اسمكم.. وهل وجدتم إلا النقيصة و”الفظلة” القذافية (( وأصلها “الفَضْلة: البقيَّة من الشيء والثياب التي تبتذل للنوم.. لأَنها فَضلت عن ثياب التصرُّف” لسان العرب)) … وأي إسلام قذافي تتوجهونه؟؟..هل إن ترأستم ستصبح مرافقاتكم “راهبات –عاهرات” كما القائد.

أما حزب حاتم القومي: فبالفصحى وفي (القاموس المحيط) تَحَتَّمَ: جَعَلَ الشيءَ حَتْماً، والتَّحتُّم الهَشاشةُ.. والحُتامَةُ: ما يَبْقَى على المائِدَةِ من الطّعامِ، أو ما سَقَطَ منه ..
فهل “حَتَمَ” عليكم “التَّحَتُّم” البحث عن “حُتامة قذافية” لتتحتموها… ألم تصابوا بالغثيان من “قذاف” الفاتح؟؟؟…

أم أن هذا هو مقتضى المذهب “الشافعي ” البوركينابي… أم حتم على “الفارس المغيّر” أن يترجل “عن مبادئه” التى امتطاها ليصل لغاية ما…

وأما أنتم حزب الصواب البعثي: ((الصَّوابُ: ضدُّ الخطإِ.. و التَّصَوُّبُ: الانحدار… والتَّصْويبُ: خلاف التَّصْعِـيدِ.وصَوَّبَ رأْسَه: خَفَضَه. صَوَّبتُ الإِناءَ ورأْسَ الخشبة تَصْويباً إِذا خَفَضْتُه؛ لسان العرب))
متى كان القذافي غير “المراهق سفيه الأمة” حسب البعث بشقيه العفلقي والسوري… وعن أي صواب كنتم تبحثون في بلد (الجان في كل مكان) كما قرأها أحدهم مرة؟ أم هذا هو “الصواب”… ولم “صوّبتم رؤوسكم” لمن لا يستحق…

وعلى نفس “المنيار ” عذراً – نفس المنوال تأتي حركة الديمقراطية المباشرة بذرة الطابور الخامس العميل للقائد معمر محمد عبد السلام أبو “منيار” القذافي، قائد ثورة الفاتح والجماهيرية إلى آخر الأغنية… ومعهم في الولاء والخيانة بعض النشطاء القوميين من أحزاب أخرى من بينها الحزب الحاكم وبعض أحزاب المعارضة…

حقيقة لا يهم لمن عقد الولاء… كما لا تهم البيعة لمن… بل المهم تقديمهما لأي كان عدا “وطنك” وشعبك وأهلك… جرب عقد البيعة لقبيلة أخرى غير قبيلتك… وانظر ماذا سيتصرف أهلوك… لحمك ودمك.. جرب عقد الولاء لأسرة غير أسرتك…. ثم سترى النتيجة…..
في العالم الحديث ليس مهماً لمن بيعتك… من خارج انتمائك الوطني … خاصة حين تكون ” متسيّ ساً”

سُئل مرة خالد بكداش – زعيم شيوعي سوري – :

لماذا تضع مظلة فوق رأسك والجو رائق وصحو ولا ينذر بالمطر؟

فرد رده الشهير: “الأرصاد الجوية أكدت بأنها تمطر في موسكو”.

كان حرياً بهؤلاء أن يقفوا بشموخ وكبرياء استمدوها من أسلافهم وعظماء هذا المنكب البرزخي الذين سطروا تاريخ صحرائهم بعلمهم وشعرهم وبطولاتهم…. أن يعلنوا الولاء والمبايعة أو البيعة لمن رفعوا اسم بلاد شنقيط عالياً باعتراف المشارقة والمغاربة ….. أن يقولوا لكل أحد قائدا كان أو رئيساً أو حتى مواطناً بسيطاً : نحن أبناء من رابطوا الاندلس من الضياع اربع مئة سنة…. من نشروا الإسلام في إفريقيا حتى غرب السودان… نحن أحفاد محمد الأمين الشنقيطي وول التلاميد و المجيدري وبقية العظماء … نحمل رسالتهم وندافع عن مبادئهم ونؤمن لشعب قاوم عسكرياً ثم ثقافياً وصابر ولم يستسلم…

كان حرياً بهم أن يتسلحوا بفخر شعبهم من قبيل – لا الحصر : محنض باب بن اعبيد ومحمد قلّ و سيدي عبدالله ول الفاظل والشيخ محمد المامي والشيخ سيد المختار الكنتي والشيخ سيديا والحسن ول زين و محمذ فال ول متالي والطالب مصطف الغلاوي ولمرابط سيد محمود والإمام عبد القادر الفوتي… ولمرابط اباه ولد محمد الأمين اللمتوني.. وغيرهم كثر…

و الشعراء ممن تغنوا بهذه الأرض ومآثر شعبها من مثل: محمد بن محمدي العلوي، ولمجيدري بن حبيب الله وامحمد ابن الطلبه ، والأحول وابن حنبل ، والمختار بن بون الجكني، وبوفمين…

لا أن يعتمروا “مظلاتكم” لأنها “تمطر أو تُعصِر” في طرابلس أو الرباط أو دمشق أو طهران بأسلوب “بكداشي” فج و مكشوف…

أخيراً :

ألا نستطيع أن نبدأ مشروعاً وطنياً يبدأ من هذه الوطن بخصائصه الثقافية والاثنية والمحلية؟… دون أن نحاول أن “نعفسه” لإلباسه لباساً.. صمم لبلاد وشعوب أُخر متطابقاً مع خصائصها و”قوامها” … فيظهر فيه وطننا مهرجا أمام العالم…

هل يجب أن ننتمي لأحد ما كي نثبت وجودنا…؟ فإما أن نعرب كل شيء لكي نكون عرباً…. (( عربوا نواكشوط: ب” نوق الشط” فليجبني المتفذلكون: ما تعريبهم للأماكن (( انواذيبو – انوامغار-انواكور- انواجيو)) … وإما أن نأفرق كل شيء أو حتى “نفرنس” كل شيء…

إن كل ذلك استخفاف بساكنة هذه الأرجاء… وسطحية فاضحة من المدعين… تكشفهما الإجابة على السؤال: أليس بإمكان أهل هذه الأرض أن يسموا الأشياء بكلمات اخترعوها من وحي لغتهم الخاصة، كما كل شعوب العالم؟؟؟…..

سادتي فلتتأكدوا…… لقد سقطت نظريات العرق النقي والثقافة الخالصة واللغة الخالصة…
وليفهم الجمع ممن ضم ” منكبنا”… أننا نحن الوطن من بربر وزنوج أفارقة و عرب…نحن الوطن؛ أفراداً وقبائل وأعراق… عشنا ونعيش وسنعيش هنا “كما كان آباؤنا” … وليكن الانتماء لنا هو معيار الوطنية… انتماء العربي للزنجي والزنجي للعربي.. وانتماء البيظاني للحرطاني والحرطاني للبيظاني والولفي للسوننكي والهالبولاري للبيظاني وبالعكس… انتماء الفرد والكل للأرض … لأنه: “على هذه الأرض ما يستحق الحياه”

حكم القدر علينا العيش معاً …. والدنيا أكثر تعقيداً من أن تترك لك مجالاً لنبحث عن المشاكل….

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى