الأسماء المركبة في موريتانيا

نتتبع في هذه الدراسة عدد الكلمات التي تتكون منها اسماء الأعلام البشرية في المجتمع العربي المعروف بمجتمع البيظان، فوجدنا أن أغلب الأسماء تتألف من كلمة واحدة كمحمد وموسى وفاطمة أو الغالية، وهنالك أسماء من كلمتين مثل محمد لمين وعيش فال، ووجنا أسماء من ثلاث كلمات مثل : الشيخ محمد المامي ومحمد عبد الله، ووجدنا اسما واحدا من اربع كلمات هو الشيخ سيد احمد البكاي.
أما تركيب هذه الأسماء فيسير وفق قاعدة طبيعية تم استخلاصها من الاستقراء الاحصائي لعدد كبير من أسماء الأعلام البشرية مستخرجة من قائمة طلاب جامعة نواكشوط وسجلات الحالة المدنية.
تقول القاعدة إن الاسم المركب لا بد أن يتضمن على التوالي واحدا أو اثنان أو ثلاثة من قائمة محددة تزيد على العشرة ولا تبلغ العشرين مكونة من أسماء التركيب.
وأسماء التركيب هي : أسماء العبودية، وأسماء الحمد، وأسماء السيادة، وأسماء الفأل، وأسماء السلامة، وأسماء الأبوة والأخوة، والأمومة، وكذلك أسماء الشيخ.
• أسماء العبودية هي التي تتركب مع اسماء الجلالة حصريا، وذلك في الأسماء الثنائية : عبد الله، عبد الصمد، عبد القهار …
• أسماء الحمد هي التي تتضمن أحد الاسمين محمد وأحمد وتفريعاتهما كأحمدو أو محمدن أو محمذن ومحمود.
ومثاله في الاسم الثلاثي محمد عبد الله، والثنائي محمذن باب.
• وأسماء السيادة هي التي تتضمن كلمة سيد بالنسبة للرجال ولاله بالنسبة للنساء مثل سيد عبد الله وسيد محمود وسيد احمد ولاله عيشة.
• أسماء الفأل هي التي تتضمن الكلمة فال مثل محمد فال وعيش فال وسالم فال وهي التي تتركب متأخرة.
• أسماء السلامة هي التي تتضمن الكلمة سالم أو سلم أو السالمة مثل أحمد سالم وسلم بوها ومريم السالمة.
• أما الأسماء المتعلقة بالنسب فمنها الأبوة التي تأتي أحيانا بمعنى النسبة مثل بو اخريص، والأخوة مثل اخت البنين والأمومة مثل أم كلثوم.
• وأسماء الشيخ مثل : الشيخ أحمد، والشيخ إبراهيم، ومعها ألفغ أو أتفغ والطالب في مثل ألفغ الخطاط والطالب أجود.

أسماء التركيب هذه هي التي لا بد لواحد منها على الأقل أن يدخل في تركيب الاسم الثنائي، وإذا كان الاسم ثلاثيا فلا بد أن يتضمن على التوالي اثنان على الأقل من أسماء التركيب هذه، وإذا كان الاسم رباعيا فلا بد له على التوالي أيضا من ثلاثة من هذه الأسماء، والمثال الوحيد الذي عثرنا عليه هو الاسم : الشيخ سيد احمد البكاي المتكون من اسم الشيخ ثم اسم السيادة ثم اسم الحمد أي ثلاثة من أسماء التركيب.
وخلاصة الأمر ان كل اسم مركب من العدد (س) من الكلمات فلا بد أن يكون العدد (س-1) من هذه الكلمات على الأقل من أسماء التركيب آنفة الذكر.
ولنا أن نتساءل عن التطبيقات العملية لهذه القاعدة.
تطرح الأسماء المركبة العديدة من الإشكالات لدى كتابتها في سجلات الحالة المدنية وقواعد البيانات المعلوماتية، أولها أنها سببا رئيسيا في طول الأسماء، وثانيها انها تتطلب استخدام كلمة الفصل (ولد) أو (بنت) للحد بين اسم الشخص واسم أبيه أو اسمه العائلي. وصارت المسألة أكثر تعقيدا مع الإصلاح الأخير للحالة المدنية الذي تم بموجبه حذف العبارة ولد وبنت من أسماء الموريتانيين، وصار الكثير من الاسماء عبارة عن سلسلة من الكلمات التي لا يعرف أولها من آخرها.
فإننا إذا حذفنا العبارة (ولد) من الاسمين (سيد محمد ولد المختار) و(سيد ولد محمد المختار) فسنجد الاسم (سيد محمد المختار) حيث لا ندري أين ينتهي اسم الشخص وأين يبدأ اسم أبيه بسبب الأسماء المركبة.
وقد تجد قاعدة تركيب الأسماء تطبيقات عملية في الاصلاحات المستقبلية للحالة المدنية في موريتانيا، خاصة لدى ضبط الأسماء وعلاجها من خلال النظم المعلوماتية.

سيد احمد ولد مولود
نواكشوط، 08 إبريل 2019