على بعد شهر واحد من انطلاق الحملة الانتخابية لرئاسيات 2019، لا يزال يحلو لبعض المحللين التشكيك في العلاقة العضوية الوطيدة بين الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز ورفيق دربه ومرشح أغلبيته محمد ولد الغزواني.
ومما لا مراء فيه أن استقطاب ولد الغزواني لفئات واسعة من قوى المعارضة، مع المحافظة على دعم اثني عشر حزبا من الأغلبية، يتصدرها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، قد أربك الكثير من المراقبين، لدرجة أن استمرار النهج الذي دأب عليه نظام ولد عبد العزيز خلال العشرية الأخيرة لم يعد واردا من زاوية الاستنساخ المحض. فلولد الغزواني بصماته الشخصية وطريقته الخاصة في التحضير لحملته الانتخابية. ويبدو ذلك جليا منذ خطاب إعلان الترشح وما طبعه من الاستقلالية تجاه حزب الاتحاد وباقي أحزاب الأغلبية.
فقد حاول ولد الغزواني جاهدا، منذ اللحظات الأولى، الابتعاد عن الصورة النمطية لمرشح النظام “المحاصر” من طرف رموز النظام والدولة العميقة.
وبالرغم من إشاعات يطلقها البعض من حين لآخر حول التحاق بعض المسؤولين الكبار بالمرشح ولد بوبكر، فلم نر حتى الآن تخلفا علنيا لأي جهة وازنة في الحزب الحاكم أو أحزاب الأغلبية أو أي مسؤول كبير في الدولة عن دعم المرشح ولد الغزواني.
لقد نجح إذن ولد الغزواني إلى حد كبير في الحفاظ على تماسك الأغلبية من حوله، مع استدراج واسع لرموز وقواعد المعارضة. ولا شك أن كل ذلك تم بالتنسيق مع رفيق دربه، الذي يقول لسان حاله فيما يشبه حديث الرعاة مع بداية فصل الصيف : “اجلب لنا ما استطعت من الضالة وأنا سأرعى لك القطيع”…
عبد الله ولد إسماعيل