إنها 48 وليست 67

لماذا يذهب ابو خليل الدكنجي كل يوم إلى دار صبحة الأرملة في المصدار ويجلس ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل ويشرب شاي وقهوة ولا يخرج إلا بعد أن يشعر أن “ثقالة دمه” وصلت إلى حدود يصعب تحملها؟

البعض قالوا أن “ابو خليل” يريد ان يتزوج “صبحة”، وأنه يحبها منذ زمن بعيد، منذ توفي زوجها تاركا لها أربعة بنات أصغرهن تبلغ من العمر 14 عاما!

رائد “الشركسي” كان غاضبا، قال أنه سيذهب ويكسر راس “أبو خليل” لأنه يعتقد أنه يريد الزواج من ابنة “صبحة” الكبرى “منال”، المطلقة والتي عادت لأمها واخواتها تجر أذيال الخيبة من زوج مخادع تبين أنه تزوجها فقط ليناكف زوجته الأولى، رائد أقسم أنه سيحطم رأس “أبو خليل” في الأسبوع القادم.

إمام الجامع شهد أن “أبو خليل” يعطف على العائلة وأن كل همه من الذهاب هناك ينم عن إحساسه العميق بالعطف والشفقة على هذه العائلة “المستورة” ، وانه يساعدهم بكل ما أوتي من قوة، وأضاف الإمام: “مع أن زيارته اليومية باتت كثيرة، وأنه لا يجوز أن يدخل على عائلة كلها من “النسوان” فالشيطان شاطر.

سنضطر أن نكتب لكم بالرمزية، أو قد يكون زمن الرمزية قد عاد، أو سيعود قريبا، فأبو خليل الدكنجي، بصراحة لا يذهب إلى دار صبحة لأي من التكهنات التي تترنح في الحارة، مع أن أهل الحارة كلهم يعرفون أن أبي خليل لا يقدر على الزواج وليس لديه نوايا طيبة او توجهات إنسانية، فمنذ ثلاثين عاما وأهل الحارة جميعا يدركون أن “أبو خليل” هو مخلوق لا يفكر إلا بالمال فقط وهو حريص عليه أكثر من حرصه على إبنه خليل الذي حرمه من كل شيء : الدراسة والزواج والأصدقاء، وأنه “ناقعه” في الدكان لمدة 18 ساعة يوميا، وان سبب كل الزيارات هذه هو المطالبة بمبلغ 48 دينار التي تدين له صبحة بها منذ أكثر من عام.

كلكم أبو خليل، مع إعتذاري لكم، لأنكم جميعا تبذلون الغالي والرخيص وتقيمون الدنيا ولا تقعدوها للمطالبة بعشرة دنانير من صديق العمر وتحاربونه وتخاصمونه وتتقولون عليه وتنسجون له لوبيات تحطمه وتقتله، ولكنكم في نفس الوقت لا تأبهون للمطالبة بشبر واحد من الأقصى المبارك، وكأنه ليس لكم، وكأن إحتلاله وإغتصابه لا يعنيكم، وكأن الذل والعار الشديد الذي لحق بكم بسبب “تطنيشكم” وإهمالكم الديني والقومي والإنساني للأقصى الحبيب لا يجرح مشاعركم الحساسة، كما لا تجرح كل الأقاويل أبو خليل.

ما حكايتكم، ومتى ستبدأون المطالبة بفلسطين؟ بعد أن يهدم الأقصى؟ ويظهر هيكل سليمان ؟ أم بعد أن يسحق الأقصى وتبنى مكانه كنيس؟ أم بعد أن يستشهد آخر فلسطيني على ترابه؟

يقول “أبو خليل” الدكنجي: من ناحيتي سأبدأ المطالبة بالأقصى فورا بعد ان تدفع لي صبحة مبلغ الـ 67 دينارا..!!
عفوا ….

هذا ما يهمكم ، أنها 48 وليست 67 ، آسفين، (شكلكوا انحريتوا على الفرق، ليش هو شو الفرق؟).

* كاتب صحفي
Jalal.khawaldh@yahoo.com

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى