بعض معاني قصيدة (على من ساد)

كنت قد تعلقت بما في هذه القصيدة من جهاد وأدب وحماسة وقد كان والدي حمدي ابن عبد الرحمن سحت على ضريحه رحمة الرحمن ينشدني بعص أبيات هذه القصيدة ويقف عند قول الشيخ فيها(وكنا خاطبين بكل مهر*لأبكار العلا ومخببينا*ليالفها أغيلمة صغار*كما قومت في اللين الغصونا) ويستحسنه غاية ويحتاج المتتبع لهذه القصيدة بالشرح وقتا أطول ونظرا أعمق وأشمل وليس ذلك الغرض الآن لجملة من الاشغال،

وقلة من زاد الافهام والانقال، بل هو فقط تدوين لما كنت أقف عليه في مطالعاتي لما يمكن أن يعين على فهم بعض معاني أبيات هذه القصيدة وسياقها العام والنزر مما يظهر لي، والله سبحانه الموفق والولي

موضوع هذه القصيظة:
هذه القصيدة من معارضات الشيخ محمد المامي لأشعار غيره وخاصة معلقة عمرو بن كلثوم التغلبي:
ألا هبي بصحنك فأصبحينا ..ولا تبقي خمور الأندرينا …) إذ يقول شيخنا العلامة الدكتور أحمد كوري في دراسته وتقديمه لديوان الشعر الفصيح المطبوع نشر زاوية الشيخ محمد المامي عن قصيدة عمرو بن كلثوم إن الشيخ محمد المامي:
(عارضها … بقصيدته التي مطلعها:
على من ساد أمرد أو جنينا…وأجمل من كأس التاج الجبيلان
وأشار فيها إلى الاصل المعارض:
وما عمرو بن كلثوم بأوهى * عدا منكم وأكثر ناصرينا
وقال فيها ايضا:
من الحماء فالحماء الاخرى.* الى الاجواد مجراها اليمينا
تلميحا إلى قول عمرو بن كلثوم:
صبنت الكأس عنا ام عمرو … وكان الكأس مجراها اليمينا
و إذا كانت القصيدتان متقاربتين في عدد الابيات ومتفقتين في الغرض العام(الفخر) فشتان ما بين الفخرين فعمرو بن كلثوم يفتخر بعبية الجاهلية و عميتها والشيخ محمد المامي يفتخر بالعض بالنواجذ على السنة النبوية:
(ونخذل من اتى منا بأمر* له اهل الشريعة منكرونا)
واذا كانت معلقة عمرو بن كلثوم قد ألهت بني تغلب عن كل مكرمة فإن الشيخ قد اتخذ الفخر وسيلة للامر بالمعروف والنهي عن المنكر وشحذ الهمم ونقل قيم الاجيال الغابرة الى الاجيال الحاضرة و المستقبلية ثم تخلص الى الحض على الجهاد في سبيل الله وإقامة الدولة الاسلامية التي يعيش فيها المسلم عزيزا آمنا في سربه وقد افتتح الشيخ هذه القصيدة بصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في 10 ابيات قبل ان يشرع في النسيب.) راجع تقديم ودرلسة شيخنا العلامة الدكتور أحمد كوري ابن محمادي لديوان الشيخ محمد المامي المطبوع سنة 1435 هجريه 89 — 90 — 91.
قول الشيخ في طالع هذه القصيدة
على من ساد أمرد أو جنيننا*وأجمل من كسى التاج الجبينا*صلاة متيم حوراء تضحي*صلاة العابدين لها قطينا) يذهب الشيخ في قوله (على من ساد أمرد او جنينا…) أبعد من قول زياد الاعجم:(قاد الجيوش لسبع عشرة حجة*أقرب بذلك سؤددا من مولد)
والقطين التبع والخدم والمماليك قال جرير:(هذا ابن عمي في دمشق خليفة*لو شئت ساقهم إلي قطينا) راجع لسان العرب مادة قطن
قول الشيخ :(بلاد العامري لنا اصطفاها*فبارك ربه فيها وفينا)
شرح المؤرخ أحمد سالم ابن باكا رحمه الله هذا البيت بقوله عن عامر
(فعامر هو الجد الجامع لأكثر اليعقوبيين قال الشاعر الشهير امحمد للطلب اليعقوبي ثم الموسوي:(من آل أبي موسى بن يعلى بن عامر*إذا شهدوا زانوك في كل مجمع)والنسبة إلى عامر هذا عامري قال الشيخ محمد المامي في قصيدته التي يفتخر فيها:
(بلاد العامري لنا اصطفاها*فبارك ربه فيها وفينا) يعني بالعامري جده بارك الل أبا القبيلة المشهورة في مقاطعة اكجوجت وأشار إليه أي بارك الل بقوله (فبارك ربه)
وفي قول المؤرخ ابن باكا في مقاطعة اكجوجت اختصار فقبيلة أهل بارك الل موجودة في مقاطعة اكجوجت إينشري وداخلت انواذيبو وتيرس وتازيازت وتيجرت وآكنيتير وغيرها.
قول الشيخ؛(وكنا خمسة الحفاظ منا*مضاعفة وغير مضاعفينا* تيامن من تضاعف وانفردنا*بثغر لا يقال به منونا)
يقول العلامه سيد احمد بن اسمه في شرحه (وأماتشمش فهم خمسة رجال هم أجداد الخمس قبائل وهم:أولاد ديمان وإدوداج وقد امتزج هاتان القبيلتان وصارتا قبيلة واحدة وغلب عليها اسم أولاد ديمان وإدااجفاغ وادكبهن وقد امتزج هاتان القبيلتان أيضا وغلب عليها اسم إدا اجفاغ، ثم حصل بين هذه القبائل الأربع مجاورة ظهر بها أنهم من شعب واحد بل كادوا أن يكونوا قبيلة واحدة وانفرد عنهم اليعقوبيون انفرادا لايزيدهم إلا تحابا بينهم واشتياقا من كل منهما إلى آخر — هكذا في الاصل ولعل الاوضح إلى الآخر — قال الشيخ محمد المامي:
(تيامن من تضاعف وانفردنا*بثغر لا يقال به منونا.)
ذات ألواح ودسر اللوح التاسع
نقلا ديوان الشعر الحسااني(لغن) وشرحه للولي العالم الرباني الشيخ محمد المامي بن البخاري/ نشر زاوية الشيخ محمد المامي انواكشوط موريتانيا1434هجريه ص:337 — 338.

قول الشيخ:(وقال الله (تحسبهم جميعا)*من اوصاف اليهود الغادرينا)
قوله رحمه الله (وقال الله (تحسبهم جميعا) اقتبلس من قوله تعلى في سورة الحشر :(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى .) ولعل قول الشيخ (من اوصاف اليهود) فيه إشارة إلى أن هذه السوره تناولت كثيرا من اوصاف اليهود ولذلك كان ابن عباس يسميها سورة بني النضير راجع مقالي المنشور في موقع انتالفه قبل سنتين تقريبا تحت عنوان :(سورة بني النضير وصورتهم )
قول الشيخ
(وقلتم لاجهادبلاإمام * نبايعه فهلا تنصبونا
وقلتم لاإمام بلا جهاد * يعززه فهلا تضربونا) شرح هذا العالم محمدن موسى بن عبد الرحمن بقوله:
(وانظرهل الألف في قوله (فهلا تنصبونا)جزء من ضمير”نا”؟فيكون دعوة منه لنصبه هو إماما،وهذا المفهوم للبيت هوالشائع،أو الألف للإطلاق ويؤيده أن الفعل مرفوع إذلا ناصب له ولاجازم وعليه يكون المفعول به محذوفا أي فهلا تنصبون إماما أيا كان.
وعلى أي حال فإن الأبيات صريحة فى الدعوة إلى الجهاد ونصب الإمام..) نحقيق نظم المشاهير رسالة تخرج من النعهد العالي بموريتانيا سنة:1996 — 1997م.ص:6.
وقد كان الشيخ محمد المامي من أوائل من دعوا إلى نصب الامام في ريعان شبلبه وسبق بذلك من هم أكبر منه سنا كالعلامة محنض بابه بن اعبيد راجع مقالي ثغرات لحظها الشيخ محمد المامي هي من المشترك بين عصره مع هذا العصر المنشور قبل سنوات في موقع انتالفه ففيه بعض معاني هذه القصيدة في دعوة الشيخ إلى نصب الامام فيها وبسبقه في حديثه عن الشورى التي أصبحت اليوم مطلبا للحركات الاسلامية
وإلى هذا الحد تنتهي هذه العجاله والله الموفق لما فيه الخير والصواب وإليه المنقلب والمآب
الدكتور عبد الرحمن بن حمدي ابن ابن عمر

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى