الوحدة الوطنية والدور المطلوب في ظل العهد الجديد / د. عبد الله حمدي

09-168.jpgلا خلاف أن وحدة البلد مستهدفة من قوى داخلية وخارجية مدعومة من مراكز درسات غربية ترعى الفوضى الخلاقة في المنطقة و تسعى بجد لزرع الفتنة بين مكونات المجتمع الفئوية والعرقية بوسائل متعددة تتجلى فى مظاهر مختلفة فى بلدنا منها نشر مضامين في وسائل التواصل الاجتماعي تشجع العنف وتحتقر فآت بعينها ولم تكن بعض عناصر النخبة السياسية بعيدة عن ذلك الخطاب التحريضي. وهو ما أدرك خطورته مؤخرا الرئيس السابق السيد محمد ولد عبد العزيز فوجه الاعلام لتدعيم اللحمة الاجتماعية ونظم فعاليات مثل ” مسيرة محاربة الكراهية” والبرامج الإعلامية مثل “كلنا اخوة” واشهار “لا لا للكراهية”،هذا فضلا عن انشاء محاكم تجرم العبودية والعنصرية وتحارب التطرف والإرهاب أيا كان مصدره واطلاق ندائه الشهير التعليم التعليم التعليم باعتباره الحل الوحيد لإشكالية التفاوت.
إن مواصلة هذا المسار بجد هو الضامن الوحيد للتنمية والاستقرار لذلك ركز الرئيس المنتخب السيد محمد ولد الشيخ الغزواني فى حملته على إبراز أهميتها مبينا أن التعدد العرقي في البلد عامل إثراء لا عامل فرقة مؤكدا على ضرورة إنصاف المغبونين.
وهنا اقترح وضع خطة سريعة لتدعيم الوحدة فى إطار احترام التنوع العرقي للبلد واعتبار ذلك أمراً مستعجلا بعيدا عن المعالجة الآنية التى تقوم على استعمال المهدئات المخففة للألم دون محاولة علاج الظاهرة بصورة بنيوية عميقة تقوم على العدل.
و هذه خطوط عريضة لهذا المقترح الذي يمكن ان يساعد فى هذا المجال وهو انشاء كتابة دولة ملحقة بالرئاسة لحيوية الموضوع ولضمان جديته تدعى ” كتابة الدولة لدراسات الوحدة الوطنية”
الرؤية:
تقوم رؤية هذه المؤسسة على تشخيص هذه الظاهرة تشخيصا موضوعيا وتقديم حلول مقبولة ترضى الجميع لأننا نعتقد اعتقادا جازما أن التعدد في موريتانيا عامل اثراء لا عامل فرقة وان الاستفادة من موروثنا الوطني ضرورة حضارية لتدعيم وحدة واستقرار البلد من أجل توظيف قدرات الجميع وصهرها فى بوتقة واحدة.
الأهداف:
– اقامة حوارات صريحة وندوات منتظمة حول مقومات الاستقرار وجذور الأزمة فى المجتمع الموريتاني بحرية وانضباط .- تقديم الاستشارات للجهات الرسمية للاستئناس بها.
– تقديم دورات لغوية قصيرة إلزامية في اللغات الوطنية لمدة شهرين لجميع موظفي الدولة فى جميع المدن لغرض التعارف.
– تقديم تصور أكاديمي لتدريس اللغات الوطنية
– تشجيع الاندماج الاجتماعي لبناء الثقة.
– توفير فرص عمل للكل لتدريس لغاته الوطنية مما سيساهم فى تخفيف البطالة و في مزيد من الاحتكاك الإيجابي وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
– إصدار تعميم للجميع بأهمية الموضوع لأخذه بجدية والإعلان عن حوافز تشجيعية للمتفوقين فى كل الولايات.
وأختم بالقول ان التبادل الثقافي هو الضامن الوحيد للاستقرار وزيادة الإنتاجية ومنع هدر الوقت فى معارك جانبية لا غالب ولا مغلوب فيها بل المغلوب الحقيقي هو الانسان الموريتاني الذي ضيع وقته وجهده وماله .وأنبه هنا الى أن التصور الشمولي لهذه المؤسسة جاهز لمن يريد التواصل اذا كان هناك اهتمام جاد بالموضوع .
وفى انتظار ذلك أدعو الأكاديمين والإعلاميين الى تدارس هذا الموضوع مع التركيز على إبراز رؤية الرئيس المنتخب السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في الوحدة الوطنية لبلورتها وشرحها للراي العام عن طريق ندوات وحلقات دراسية ضمانا لبناء موريتانيا مستقرة ومتصالحة مع ذاتها.

الدكتور عبدالله ولد حمدي
مدير مركز الضياء الكندي للدراسات العربية
كالجري – كندا

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى