التضاد.. من عجائب اللغة وغرائبها!

يقصد بــ “التضاد اللغوي” أن تحمل المفردة الواحدة المعنى وضده في الوقت نفسه، ويبقى السياق هو الفيصل في تحديد المراد.

وتزخر لغة الضاد بكثيرٍ من هذه المفردات، وهي ليست بدعاً من بين اللغات الإنسانية في هذا الجانب، فكثير من اللغات الحيَّة تتضمَّن هذا الأمر

ومنها الإنجليزية والإيطالية والفرنسية وغيرها.

وقد حظيت ظاهرة التضاد اللغوي باهتمام علماء العربية قديماً وحديثاً. فلأبي بكر الأنباري المتوفى سنة 328 للهجرة، كتاب شهير بعنوان

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

“الأضداد”، وفيه أحصى فيه أكثر من أربعمئة كلمة تدل على التضاد، وهناك مصنفات أخرى كثيرةٌ في الموضوع نفسه.

ومن الألفاظ التي تحمل المعنى وضده في اللغة العربية:

الصريم: يقال لليل والنهار، لأن كليهما ينصرم (يخرج) من الآخر.

الجون: للظلمة والنور، وللأبيض والأسود يقول الشاعر: “تَقُولُ خَلِيلَتِي لَمَّا رَأَتْنِي شَرِيحاً بَيْنَ مُبْيَضٍّ وَجَوْنِ …”.

السجود: للانحناء والانتصاب.

الرجاء: يستعمل بمعنى الشك، واليقين.

اشترى: أي أعطى الثمن وقبضه.

عسعس الليل: أي أقبـل وأدبـر.

فــزع: أي أغـاث، واستغاث.

قَسـَـطَ: أي عــدل وظــلم.

وَلـّـى: أي أدبــر، وأقبـل.

الشَـرْف: الارتـفاع والانحدار.

الصَّارِخ: المستغيث، والمغيث.

الشَعب: الافتراق، والاجتماع.

الناهل: العطشان وكذلك الذي قد شرب حتى ارتوى.

الظن: الشك واليقين.

بِعْتُهُ: اشتريته وبعته.

الجَلَل: تقال للأمر وللشيء الصغير، وتقال أيضاً للأمر والشيء العظيم.

الغَرِيم هو المطلـوب بالديـن، والغريــم هو الطالب دينه.

المأتم هو الاجتماع في فرح أو حزن.

الهاجد هو المصلي بالليل والهاجد هو النائم.

يورد الباحث والمحقق اللغوي أميل بديع يعقوب في كتابه “فقه اللغة العربية وخصائصها” فيضاً من الأمثلة الدالة على التضاد، ويقول:

“الأُزْر: القوّة أو الضعف، والبَسْلُ: الحلال أو الحرام، وبَلَق الباب: فتحهُ كلَّه أو أغلقَه بسرعة، ثَلَّ: دَكَّ أو رفع، الحميم: الماء البارد أو الحار، المولَى: العبد أو السيّد، الذوح: الجمع أو التفريق، الرسّ: الإصلاح أو الفساد، الرعيب: الشجاع أو الجبان، الرهوة: ما ارتفع من الأرضِ أو ما انخفضَ”.

نقلا عن مجلة القافلة

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى