اليد المرتجفة لا تكتب التاريخ / محمدن ولد التمين

كانت فرحتنا كبيرة بحجم الحدث المتمثل في تعهدات الرئيس محمد بن الشيخ الغزواني الذي يعتبر أن للعهد عنده معنى، تعهداته بشأن إصلاح التعليم، وذلك ما تم تأسيسه من طرف الوزير الأول حيث أن تشكلة حكومته ضمت وزارة مكلفة بالتعليم الأساسي وبإصلاح التعليم، ولإعطاء الأمر دفعا أكبر تم افتتاح السنة الدراسية برئاسة رئيس الدولة محمد بن الشيخ الغزواني، ومن ذلك الوقت ونحن على كامل الاستعداد وبأقصى درجات الحماس ننتظر من الوزارة عملا يتيح لنا القيام بما يلزم من أجل إصلاح تعليمنا المؤدي إلى إصلاح شامل على جميع الأصعدة، غير أن ذلك الحماس بدأ يتراجع لما شرعت جميع الوزارات بأعمال إصلاحية: وزارة الصحة، وزارة التجارة، وزارة الشباب… كل هذا ولم تقم وزارتنا المكلفة أساسا باًلإصلاح بأي نشاط يحسب لها حتى الآن، تواردت علينا أسئلة الناس المحرجة التي لم نجد لها جوابا مقنعا: لما ذا لم تقم وزارة إصلاح التعليم بأي جهد في مجال الإصلاح؟ حتى منها الجهود التي لا تكلف الكثير مثل: توزيع ما هو موجود من المعلمين بشكل عادل بين المدارس.

في هذا الوقت بدل الضائع أقترح أن تكون الخطوات الأولى لإصلاح التعليم كالتالي:

القيام بعملية جراحية تستهدف وزارة التعليم القديمة يتم بموجبها فصل الجزء الغير مكلف بعمل جديد عن الجزء الحي (وزارة التعليم الأساسي) المكلفة بإصلاح التعليم، فإن مكينة هذه الوزارة لا يرجا منها تقدما ما دامت تسحب مكينة معطلة أو تتحرك في اتجاه آخر؛
إسناد مهمة إصلاح التعليم الأساسي إلى أطره، فإنه لدى الوزارة مئات المفتشين المكونين في هذا المجال: التربية والتعليم، علم نفس الصغار، الإدارة ، التكوين، والتقويم، والتخطيط، وصياغة المناهج… إلى غير ذلك مما يحتاجه الإصلاح؛ كما أن الوزارة لديها مخزون كبير من الخبرات يتمثل في مئات المفتشين المتقاعدين الحاصلين على تجربة 35 سنة في مفاصل التعليم الأساسي، هؤلاء بإمكان الوزارة الاستعانة بهم متى أرادت؛
بهذا تتمكن الوزارة من إعادة الأساتذة إلى تخصصاتهم، فمن الظلم لمن تم تكوينه على أن يكون أستاذا في التعليم الثانوي لمادة : التاريخ، أو الفيزيا، أو الرياضيات…، أن يكلف بإصلاح التعليم الأساسي بعد عقود من الفساد؛

ولنا أسوة برسول الله صل الله عليه وسلم حيث يقول:

((عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)).

قبل اللجوء إلى المكتتبين من الشارع لمهمة التدريس كان على الوزارة إحصاء ما لديها من معلمين مفرغين المكونين لمهنة التدريس، ألائك المتواجدون بالمئات: المكدسون في الإدارات، في رقابة المدارس الثانوية، أو من مستشارين في التعليم الأساسي لا ضرورة لهم، وتوزيعهم على الفصول التي لا يوجد فيها معلم حتى الساعة، والباقي يستكمل من المكتتبين؛
إن رقابة المدارس الثانوية التي كانت تشغل مئات المعلين لا تحتاج إلى خبرة تربوية يمكن أن يتم تعويض المعلمين فيها بمقدمي خدمة.

هذه هي الخطوات التي لا تحتمل التأخير، أما بقية ضروريات لإصلاح فتترك للجنة إصلاح التعليم المفروض لها أن يتم تكوينها بدون تأخير لتقديم خطة شاملة صادرة عن دراسة معمقة وتشاور موسع.

والله الموفق.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى