هذا الرجل ديديي راؤول الذي ولد في منتصف مارس عام 1952 في داكار بالسنغال لأم ممرضة وأب طبيب عسكري، لم يكن يريد أن يكون طبيبا. بل ترك الدراسة لسنتين وعمل على متن باخرة للبحرية التجارية الفرنسية ثم عاد ليذعن لرغبات والده الذي لم يوافق على دعم ابنه ماديا إلا إذا دخل كلية الطب؛ رغم أن شهادة الثانوية العامة لديه هي في الآداب.
أذعن الرجل لرغبة والده وتدرج في مسالك الطب مؤلفا ومداويا ومعلما ليلتقي في عيد ميلاده الثامن والستين بفيروس كورونا الذي جعل نصف البشرية تأوي لجحورها في شهر واحد؛ فيداعبه منذ اليوم الاول في مختبره الذي انتزع له أكثر من 70 مليون دولار من الدولة الفرنسية التي كرمته أكثر من مرة بأكبر أوسمتها، ومنذ اليوم الأول والأستاذ ديديي ينشر الأمل وهو واثق حسب خبرته بالأمراض الفيروسية أن الأمر سهل جدا.
أول أمس تصدقه التجربة ويصدقه العالم وماهي إلا أيام حتى يقهر الإلهام الإلهي للإنسان فيروس الكوفيد19 فتصبح جدائل وخصلات شعر ديديي راؤول وعناد والده وبروره هو بارقة الأمل التي أعادت الحياة للآلاف والسكينة للمليارات من بني آدم.
ويتجلى تكريم الله للإنسان في هذا الكهل الأشقر المتواضع الذي ولدته أسرة تألفت من زاويتي فرنسا بريتاني ونورماندي ويعشق إفريقيا وله فيروس يحمل اسمه.
من موقع الطواري