كورونا…فقه الأحوال والأزمنة

إخوتي فى موريتانيا، فى زمن الأزمات، ليس الوقت فاضيا للجدالات والنقاشات العقيمة؛ بل المطلوب كما هو معلوم، العمل، والجد، والإخلاص، لرفع التحدي. لذا، من الطبيعي أن تستغرب الذائقة السليمة الهجوم على أية خطة أو إجراء ما، لمجرد التهجم، دون تقديم اقتراحات، خصوصا فى القضايا التى يسمح الوقت بنقاشها.
وانطلاقا من هذا المنظور، فإنني:
١- أهنئ السيد رئيس الجمهورية، وأشيد بالخطة الاستعجالية التي وضعتها الحكومة لمواجهة الجائحة، خصوصا جانبها الأمني، باقتراح علاوات تشجيعية لجنودنا البواسل. كما أرجو اتخاذ تدابير صارمة لتوصيل جانبها (الأمن الغذائي) إلى المحتاجين بسرعة وفاعلية.
٢- أهنئ طاقمنا الطبي – وعلى رأسه الدكتور نذيرو ول حامد – وكل الجنود المجهولين الذين واكبوا هذه الأزمة، وما زالوا فى ساحة المعركة. وأرجو من الحكومة استحداث علاوة تشجيعية معتبرة لكل عمال قطاع الصحة مدة هذه الأزمة، وفتح باب التطوع أمام طلاب كلية الطب، ومتقاعدي القطاع الذين ما زالوا قادرين على العطاء.
٣- أهنئ العلماء الأجلاء، والمثقفين، والمفكرين، على الهبة الكبيرة التي تم التعبير عنها من خلال المقابلات، المقالات، التدوينات، الهاشتاكات، وأقترح إشراك المستعدين منهم للإسهام فى تنفيذ الخطط، والاستراتيجيات، الهادفة إلى مواجهة هذه الكارثة.
٤- وأخيرا أهنئ وزير التوجيه الإسلامي، ومجلس الفتوى والمظالم، على الإجراءات المتخذة بخصوص حظر صلاة الجمعة فى المساجد على امتداد التراب الوطني؛ فهو أولا، إجراء سيادي تقتضيه مصلحة الأمة، فنحن دولة واحدة، وصلاتنا فى بيوتنا، حفاظا على حياتنا، أفضل عند الله من الصلاة فى المساجد فى هذه الظروف، والذى قد يعد إلقاء بالنفس إلى التهلكة، إذ من العلوم أن الحكم الشرعي يدور مع المصلحة.
وبدلا من الانتقادات الكبيرة والكثيرة التي وجهت لهؤلاء وأولئك، وخصوصا لوزير التوجيه الإسلامي، والمجلس الأعلى للفتوى والمظالم، كان من الأجدر بالنسبة لي:
أولا: احترام قرارات وتعاليم الوزير بهذا الشأن؛ حيث أنه يمثل الحكومة، وبالتالي السلطة التنفيذية، وربما التشريعية، فى ظرف كهذا.
ثانيا: احترام قرارات وتعاليم المجلس الأعلى للفتوى والمظالم بوصفه أعلى هيئة إفتائية فى البلاد، وهي هيئة دستورية كما تعلمون .
ثالثا: بدل الانتقادات، يجب التركيز على فقه النوازل والبحث عن مخرج فقهي يلائم الظرفية العصيبة التي نمر بها ويمر بها العالم من حولنا.
فإذا كان العلامة الشيخ محمد المامى – رحمه الله – فى زمنه استحدث فقها لأهل البادية، يرفع به عنهم الحرج حول بعض الشبهات، فإنه على علمائنا وفقهائنا الآن أن يعرفوا أن هذه الجائحة نازلة هذا القرن، وعليهم بدل الانتقاد أن يشدوا على يد الدولة والمجلس الأعلى

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى