هل تجاوز الأمر اختطاف الحركة إلي اختطاف الإسلام

منذ عقدين من الزمن تقريبا انقطعت عن الواجهة التي كنت أحسب نفسي فاعلا أساسا فيها كما يشهد بذلك الرعيل الأول من المنخرطين في مجالات العمل الإسلامي وكذا أغلب الوجوه البارزة الآن في حزب تواصل .

وتعود بدايات ابتعادي عن التيار المسيطر الآن إلي ما بعد المبادرة التي قدمتها لقيادة الحركة ونتج عنها المؤتمر الذى تأسست بموجبه “الحركة الإسلامية في موريتانيا” “حاسم” هذا المؤتمر الذي اتضح لى من خلاله أن الخرق اتسع على الراقع إذ لاحظت أن ثلة من الأفراد كانت فيما مضي أيام كنت موجودا باستمرار في انواكشوط كانت تشكل خلية غير منسجمة ازداد أفرادها وأصبحت أكثر تغلغلا داخل التيار وأنا بحكم عملي في الداخل في مدينة تنبدغة تحديدا منذ 1987م لم أعد قادرا على مكافحة خطرها الذي تأكدت أنه أصبح داهما وأن البقاء معها في نفس الخط يعني تقاسم المسؤوليات معها فيما قد تنجح في إضافته، وبالمقابل فإنني سأبقي أقوم بما في الدائرة التي أتحرك فيها وأما النشاط المركزي فأراه من الناحية الشرعية فرض كفاية ثمت من يقوم به، أستطيع أن أبتعد عنه إلي أن يثبت العكس وقد يكون غيري فعل مثل ما فعلت.

ومنذ نشأ حزب تواصل أصبحت أشتم روائح ما عهدتها في جسم دائم على الصلاة على محمد صلى الله عليه و سلم مما جعلنى أفاتح بعض القيادات الحالية للحزب في الامر فلمسست منهم صدودا بل اختطافا للعمل الإسلامي باسم الحزب، وخوفا من أن يقترب منه أحد من جيل المؤسسين فحملت الأمر علي محمل قيامهم بأداء فرض الكفاية عنا جميعا والأولي ترك الفتنة نائمة فبالنسبة لي وللكثيرين من أعضاء التيار القديمين ممن حدثتهم في الأمر ما يهمنا أن يظل العمل الإسلامي قائما ولا نريد أكثر من ذلك.

واكتفيت في كل مرة ألاحظ فيها ارتجاجا أن أكتب رأيي فيه وأنشره ولا أزيد علي ذلك، أما الآن وقد سمعت تسجيلا لأخينا غلام فقد تفاجأت بشكل كبير مما اضطرني للكتابة وفد يضطرنى لأكثر من ذلك، ورغم أنني قطعا لست ممن عناهم بحديثه : فلست فقيها ولم أطمئن لما حصل من تضييق على الصلوات وكنت الصحفي الوحيد الذي استشعر إمكان حصوله وهاجمه على صفحات موقعي “صحفي” قبل أن يقع وحينها استغربت موقف تواصل من المسألة التي لم يثرها إلا بعد لأي، ثم إن المعنيين بالحديث قادرون على الرد بل متمكنون من جميع أساليبه.

ولكن المفاجأة الكبيرة التي حصلت لي تسببت فيها أمور عدة:

– أولها أنما صدر صدر من سليل أسرة العلم والدين سمي الولي الورع غلامي ول شيخنا أسكنه الله فسيح جناته، هذا الرجل الذي امتنع – من شدة ورعه – أن يحمل فأسا وجدها في الخلاء علي ظهر جمل أعارته أخت له مما اضطره للمسير علي قدميه مسافات طويلة حاملا الفأس بيد وزمام الجمل باليد الأخري لأن مالكة الجمل لم يستأذنها في حمل الفأس عليه ولأن الفأس مال مسلم ضائع لا يحل له تركه في الخلاء، فكيف لسميه أن يستبيح أعراض علماء يخالفونه في الرأي وأقصي حالاتهم أن يكونوا مخطئين .

– ثاني الأسباب أنه خصص هجومه لرجل من أهل موطنه الأصل ومن جيرانه ويفوقه سنا ولا يبلغ له شأوا في العلم .

– ثالث الأسباب الإقذاع في الألفاظ الذي يشي بمستوي من التباين في المواقف بلغ حد التراشق بالألفاظ التي تعني أنه آن الأوان للحرب …وهنا مربض الفرس:

يا سمي غلامي ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا وما أنت بالمرء الذي يقبل منه السقوط إلي هذا الحد وإن أفضال محمد فاضل علي الحركة الإسلامية وعلى الدعوة إلي الله لا يمكن أن ينكرها أحد من أبناء الحركة ولا من غيرهم وإن سابقته ودائمته ولاحقته لتشفع له أن ينال أحد من عرضه وإن مكانته العلمية لترفعه عن التطاول عليه وإن أمام أبناء العمل الإسلامي من الأعداء والخصوم ما يمنع بعضهم من الولوغ في أعراض البعض الآخر. ..

وقد كان أولي بك وبأمثالك أن يعملوا علي رأب صدع الجماعة ولم شملها وإعادة النهوض بها مجتمعة متلاحمة من جديد وذلك الدور الذي انتظره منك ومن أمثالك.

إن القراءة المتأنية لما تم تداوله علي نقاط واسع من تسجيلات صوتية لك ولول الددو ولمحمد فاضل يؤخذ على الاخير فيه حديثه المتشنج حد استخدام عبارات كان في غني عنها وهذا له مبرراته في الدفاع عن فناعاته الفقهية المنسجمة مع النصوص المتداولة في قطرنا منذ زمن نشأة بلاد شنقيط أما ول الددو فلا سند له فيما ذهب إليه إلا فهمه هو للنصوص وما رجح عنده منها لا يسايره في ذلك أحد من الشناقطة لا قديما ولا حديثا، اللهم إلا أن يكون محمد المختار اعوينات الراجاط ومن حولها من ذرية أجم ولم يثبت عند أي نسابة أنهم سكنوا ‘‘آبير‘‘ ولا ‘‘تبلبالت‘‘ ولا أرض آدرار عموما من باب أحري شنقيط . فشتان بين التأصيل الفقهي الذي قام به ول محمد لمين وما نزع إليه ول الددو ويكفي أن جميل أقر بذلك فلا يكن في صدرك حرج من ذلك بعد قبول جميل له.

إن أولي الناس باتباع الحق رجل قلب الأمور علي وجوهها المختلفة فتبين خبايا وأسرار أغلب أبناء التيار الإسلامي فلم يعد خافيا من يتمسكون بدين العجائز ومن ما زالوا يفكرون في تطبيع الإسلام مع الأوضاع الجاهلية الحديثة، ظانين بذلك أنهم يخدمون الإسلام وهم إنما يخدعون أنفسهم.

نظرا لضعف الايتنرنيت لم ننجح في إرفاق التسجيلات وسنضيفها مع بقية الحديث المتواصل إن شاء الله.

المهدي ولد محمد كابر

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى