تابعت الحلقة الماضية من البرنامج التلفزيوني “الحكومة في الميزان” و الذي استضاف وزيرة الثقافة و الشباب و الرياضة.
و قالت الوزيرة إن الوزارة تعمل على أساس استراتيجية مرسومة تلك الاستراتيجية التي بدت غائبة من خلال ردود السيدة الوزيرة على مختلف التساؤلات.
و قد كان باديا أن السيدة الوزيرة خبيرة جدا بمجال عملها و ذلك من خلال تعريجها على المجال الرياضي و التسمية المثالية التي نعتت بها الرياضة الأكثر شعبية في العالم واصفة إياها بـ: “كرة المرمى” ، و كنت أظن أنها مجرد زلة لسان إلى أن أكدت الوزيرة التسمية مرة أخرى فعرفت حينها أن التسمية هي واحدة من ابتكارات موريتانيا الجديدة و أننا نحن الأفارقة لسنا قادرين فقط على تنظيم المونديال بل و أكثر من ذلك قادرين على إعطاء تسميات جديدة لمختلف أنواع الرياضات و في هذا الإطار فإننا نطالب الفيفا و رئيسها جوزيف بلاتر باعتماد هذه التسمية المثقفة و ذلك قبل انطلاقة المونديال.
ضبابية الرؤية التي تعمل من خلالها الوزارة بدت واضحة و سأتكلم عنها في مقالات قادمة و هنا أردت أن أخصص المقال لكي أجيب الفنانة و الشيخة المعلومة منت الميداح التي ظهرت في أحد التقارير و تساءلت عن المعايير المعتمدة من قبل الحكومة لتكريم الفنانين.
كان جواب الوزيرة مقتصرا على شكر الفنانة المعلومة و قالت هذا ما لدي لأقوله.
و بقي سؤال الفنانة و الشيخة المعلومة دون جواب.
و الآن أوجه الكلام للمعلومة و أقول مهما فعلت فهم لن يكرموك و الذنب ذنبك طبعا أتدرين لماذا ؟
ألست أنت من غنى للإنسان البائس ألست من وصف معاناة الفقراء في أغانيك “شرايين العواطف……” ، ” ذاك ألحد ألمتبسم ش متخيل و لل حك….” بعدها تريدين التكريم !!؟.
ألست من غنى لضحايا فيضانات “ملَّح” ….. ومع ذلك تطمحين للتكريم !!!!!!؟
ألست من غنى: “الشعب أغضب و النار أكدات…. شنه سببه و مصدره وعْر البضايع و الحاجات”. وتفكرين في التكريم….!!!!!؟
ألست من عالجت القضايا الاجتماعية في أغانيك و غنيت “المومنه” و تريدين التكريم.
ألست التي رسمت أجمل اللوحات السياحية للبلد في أغانيك و غنيت “مشينَ عكب الليل بجوان و خياله” و غنيت “كجيل أل ساكن لوديْ” و تتكلمين عن التكريم !!!؟
ألست من غنى للمظلومين في فلسطين الشقيقة “ليل المجازر و الضياع….”
ألست التي غنت للعراق المنكوب “تقدم يا عراق نحن على الدرب رفاق….”
ألست – وهذا هو الأهم – من قلتِ بأعلى صوتك “معارضين” و لازلت على مبادئك تلك حتى اليوم صامدة رغم الإغراءات و المضايقات. وتريدين التكريم.
ألست من قلت “ستَّ ستَّ رافضين” لقد رفضتِ ديمقراطية الدبابات فلماذا لم تنسي أن التكريم أسلوب مدني ؟
ألست من تريدين إيقاظ ذلك المارد الذي تخافه كل الأنظمة البائسة و ناديت المارد قائلة: “ياهل المبادئ و القيم و الرأي الصايب و الهمم وطنَّ بادئ يتأزم…..” و تريدين التكريم !!!؟
لن يكرموك فالذنب ذنبك…
لن يكرموك مادمت من أهل المبادئ… مادمت من أهل القيم… مادمت صامدة… مادمت غير مبالية بالإغراءات.
أنت تحملين تكريمك معك و يعترف لك به كل موريتاني يمتلك أدنى حس بالمسؤولية و المواطنة.
أنت صاحبة رسالة نبيلة و الرسالة تحمل مكافئتها في حملها و النهوض بمحتواها و الوصول بها إلى أبعد المستويات ، فسيري على الدرب إنا معك سائرون.