الحي السكني بثانوية روصو – من هو الظالم ؟

عندما شيد صدام حسين ثانوية روصو على ضفة نهر السنغال ، في إطار مشاريع الوحدة العربية، عوضا عن ثانوية كبولاني، التى كانت ترمز للاستعمار الفرنسي؛ بنى فيها سكنا داخليا للأساتذة.

لكن هذا السكن الداخلي، تفرقت دماؤه مع الزمن، بين الولاة، والمديرين الجهويين، والوزارات، إلى ان ٱل امره إلى الضياع، وأصبح شاة بفيفاء؛ لايعرف من هو الأحق بها.
هل هم الأساتذة اصحاب القضية ؟ ام المعلمون ؟ ام عمال الإدارة؟
وكالة صحفى للأنباء تزور الثانوية، وتسأل عن المنازل والسكان، في تحقيق استقصائي مصور، من عين المكان.
الحي السكني بثانوية روصو

كان هذا الحي أول أمره خاصا بأساتذة الثانوية، أما اليوم فلم يبق فيه أي استاذ !! فمنهم من تقاعد، ومنهم من يئس, من المطالبة بحقه في الحصول على منزل من هذه الستة عشر منزلا أو اكثر، وآخرون سئموا من دق كل الأبواب الموصودة، دون جدوى.
لم نجد من بين سكان الحي  أستاذا واحدا في الثانوية، لم نجد إلا موظفين في الإدارة الجهوية؛ رؤساء مصالح وعمالا.

واجهة الإدارة الجوية للتعليم في روصو

نعم، لا يوجد في الحي منزل واحد يسكنه أستاذ، من بين هؤلاء الثلاثين أستاذا الذين يطالب جلهم بالاستفادة من هذا الحي، إذ يعتبرونه ملكا شرعيا لهم، ولزملائهم.
يطرح الحي السكني لثانوية روصو إشكالات كبيرة، بحجم الوطن، منها قضية المباني الحكومية، ومساهمتها في حل مشكل سكن الموظفين.

 

إن كان حي سوجد SOGED القديم التابع لمنظمة استثمار نهر السنغال، تحول – بعد فترة مظلمة – إلى سكن جامعي لأساتذة المعهد التكنولوجي ISET ؛ فإن العديد من البنايات الحكومية، تبقى إما مهجورة، أو خربة، أو يسكنها من لا يستحقها، لتكون مثالا صادقا على المقولة :عطاء من لا يملك لمن لا يستحق.

ويبقى الحي السكني لثانوية روصو شاهدا حيا على ذلك.

الإدارة الجهوية للتعليم في روصو
الإدارة الجهوية للتعليم في روصو

السكان الحاليون للحي، أغلبهم معلمون، أصبحت لديهم صلات اجتماعية متداخلة قوية، بحكم الجيرة، والمصير المشترك.
ولكل منزل قصته الطويلة، يرويها معلم او استاذ، جميع سكان الحي لا يرغبون في الرحيل؛ بل يرفضونه رفضا تاما، مهما تزايدت عليهم الضغوط،
أما الأساتذة، فيعتبرون انفسهم اصحاب حق مستلب، لا حول لهم ولا قوة في سبيل استرجاع حقهم الضائع. يشعرون بالمرارة، والامتعاض، من هذا الواقع الذي هو استثناء في ثانويات الوطن ؛ كروصو 3، وبوكى، وكيهيدي.
لا يرضى الاساتذة بهذا الوضع، ويعتبرون ان حيهم السكني مغتصب، ولو كانت تجمعهم مع المحتلين الأسرة الكبيرة؛ اسرة التعليم، وذلك يضيف مرارة أخرى من باب :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ؛؛؛ على المرء من وقع الحسام المهند

 

المنزل المخصص لمدير الثانوية

يقول عبدي ولد هابو ولد الشيخ، مدير الثانوية، وهو اول المتضررين، إنه طرق جميع الأبواب، من اجل حل مشكلة سكن الأساتذة المحتل، ولم يتمكن حتى الٱن من استعادة منزل واحد على الاقل، حتي انه هو نفسه لم يتمكن من استعادة المنزل المخصص لمدير الثانوية، وقد وصل به الأمر الى درجة أصبح يفضل فيها تجنب الصدام مع زملائه من الإدارة، حفاظا على المودة، مضيفا ان الوالي تعهد بفتح تحقيق في الموضوع واتخاذ الإجراءات المناسبة.كما انه طرح القضية على الوزير خلال زيارته للثانوية، لكن دون جدوى.

المسؤولون الكبار والوزاراء يستمعون دائما خلال زياراتهم المتكررة،، إلى مطالبات الأساتذة بدون حماس، لكنهم يظهرون حماسا زائدا، عندما يقال لهم إن إرشيف ثانوية روصو العتيقة يحتوي على الملف المدرسي لفخامة رئيس الجمهورية، مع ملف وزيره الأول. وعندها يشتد حماس الفضوليين ،- وهم كثر – يتطلعون إلى النظر في ملف الرئيس ولد الغزواني، بغية الإطلاع على الدرجات التى تحصل عليها الرئيس، في الرياضيات، والفيزياء، والعلوم، والتربية، من باب الفضول، لعلهم يجدون في الملف نكتة او فكاهة.

وفي كل مرة، يتعهد المسؤول الزائر بعصرنة الأرشيف، ورقمنته، وحل معضلة الحي السكني لثانوية روصو – فيطول الانتظار.

ولا ندري من هو الظالم، ولا من هو المظلوم, في هذه القضية المستعصية التي تؤرق الأساتذة, والإدارة, في مدينة القوارب.

سيد احمد ولد مولود – اسامة ولد حامدن –

وكالة صحفي للأنباء

وكالة صحفي للأنباء

تاريخ النشر    09 سبتنبر 2023