أحترموا التاريخ والنضال …

النضال مزيج من التضحية والبذل والكرامة والتاريخ ذاكرة تحفظ لحظات العزة وتسجل مواقف الرجولة والبطولة في جانب منها ، وفي الجانب الآخر تكتب بحروف كبيرة ساعات من الخيانة سرعان ماتصبح علامات سوداء تميزا نوعا معينا من الناس .

وليس لأحد أن يحاول تصحيح التاريخ أوتعديله أو تجاهله ، أو تقديمه بما يحب هو ويشتهي ، إن هذا تلاعب بالناس وظلم للماضي وتشويه للحاضر ، وللأسف هذا مايفعله بعض شباب “الإسلاميين” بعضهم يتعمده وبعضهم يقدم عليه عن جهل بالتاريخ وتنكر له .

من الممكن أن نناقش أي شيئ فكل المواضيع مقدمة للنقاش وكل الأعمال البشرية أعمال يحكمها النقص وأصحابها معرضين للخطأ ، لكن ليس من الممكن أن نتلاعب بالناس ونغيبهم عن الحقيقة وعن الواقع ونقدم لهم أنفسنا على اننا ملائكة كرام والآخر شيطان رجيم .

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

إنه من الكذب أن يقول”الإسلاميين” أن حركتهم قدمت شيئا أو أضافت جديدا للأمة الإسلامية وهم الذين كانوا صناعة “أبريطانية” خرجت أثناء إحتلال “إبريطانيا” لمصر ودعموا الملك المصري “فاروق” ووقفوا معه ضد الشعب المصري ، ثم وقفوا ضد ثورة يوليو وتآمروا عليها وتحالفوا مع ابريطانيا وحزب “الوفد” من أجل إفشالها وسحقها.

ثم وقفوا مع العدو أثناء العدوان الثلاثي وأستبشروا بنكسة الأمة عام 67 ، وسنوا سنة العنف السياسي والإغتيال والتفخيخ والتفجير ودمروا الجزائر والسودان والأردن ، وكانوا ظهيرا لأمريكا في حربها مع العراق ، ويساندوها اليوم في قانون معاقبة سوريا .

إنه من الكذب على الناس أن أقدم لهم مجاهدين من نوع ورقي وأصنع لهم تاريخ من نسج الخيال العلمي … ماذا يملك “جميل ولد إبراهيم” من التاريخ ، هل 10 سنوات من مرافقة “ولد داداه” والظهور في تلفزة ولد الطايع البائسة خائفا مذعورا صاغرا ، ثم المتاجرة بالناس وتملق المنظمات الخليجية وجمعيات البر والإحسان هل يعتبر هذا تاريخ ، هل الهروب إلى بروكسل والتمتع بمنفى مريح مع عائدات اللجوء والعمالة يعتبر نضالا ؟.

ثم هل سنوات من التسكع في شرطة الإمارات ومحاولات الدجل والشعوذة في الخليج تعتبر نضالا شريفا يعتد به إنسان “حر” ، وهل أكل أموال اليتامى والمتاجرة بهم وسرقة ونهب بلديات انواكشوط يعتبر نضالا يذكر ، وهل تأسيس حزب “متواصل” في الغموض وغياب الرؤية والتلاعب بالمواقف والكذب والتملق والرياء يعتبر نضالا يستحق جرة قلم ، هل التنكر للغة الشعب ودستوره واللعب بمصالح شبابه العاطلين عن العمل بحجة الوحدة الوطنية وغير ذلك من الحجج الواهية يعتبر أمرا مشرفا؟.

هل تخدير الناس بخطاب ديني ظاهره الرحمة وباطنه العذاب والمصالح الضيقة لأصحابه نضالا شريفا ، هل كسب 4% من أصوات المغرر بهم والمخدوعين بالفتاوي والتزكيات والمغلوبين على أمرهم بفعل “الجمعيات الدينية” و”صكوك الغفران” يعتبر أمرا عظيما حتى يفاخر به “غلمان” تواصل .

هل الدخول في حكومة 20 يوم المطبعة والجلوس بجنب “الشيخ العافية” أمر يثير الفخر ، ولما ذا إذا كنا ضد التطبيع نقف ضد ولد عبد العزيز الذي طرد الصهاينة ؟

إن الإستشهاد بهذا النوع من التاريخ فضيحة وسخرية ولا يمكن لإنسان يحترم ذاته ويحترم أمته ودينه أن يقف دقيقة واحدة ليسمع هذا اللحظات المشرقة من نضال حفري لايمكن تصنيفه .

أما التهجم على الآخرين وسبهم ــــ من باب الرجل الخسيس ينتقم لخسته من الرجل الشريف ــــ فهو جبن وعجز عن تحقيق بعض ما حققوه ، هل تكفير الناس ولعنهم وسب أبائهم وأمهاتهم والطعن في أنسابهم نضال شريف أم حقد خسيس وحسد مفضوح ، من قاد المقاومة في مصر ومن أمم السويس ومن منح الأرض للفقراء ومن حارب القطاع ومن وقع الجلاء ومن قاد الإستنزاف ومن صنع نصر أكتوبر العظيم ومن كان شوكة في حلق التوسع الغربي هل هم القوميون أم “الإخوان” .

من أمم نفط العراق ووزع ثرواته حتى وصلنا هنا منها نصيب كما وصل إخواننا في اليمن والصومال والسودان ، من وقف في وجه ثورة العمائم وتصدى لتصدير “الصفوية” ، من أمطرت صواريخه سماء “تل آبيب” ومن خاض حربا ضد ثلاثين جيشا في آن واحد هل هم القوميون أم “الإخوان” ، من يقود المقاومة في العراق اليوم ومن دعمها في فلسطين واحتضنها في لبنان هل هم القوميون أم”الإخوان” .

إن المسافة شاسعة بين من كان يقدم الشهداء تلو الشهداء ليحرر الأرض ويستعيد الكرامة وآخر كان يتآمر مع العدو ويدبر الإنقلابات والاغتيالات ، والمسافة شاسعة بين من كان يقود المقاومة ومن كان يصدر الفتاوى وينشر الكتب لسب الناس وثنيهم عن الجهاد وتثبيط عزائمهم .

إن التاريخ لا يتغير ولا يقبل العودة إلى الخلف وما كتبه عن القوميين سيبقى وما كتبه عنكم لن تستطيعوا تحريفه فالتاريخ ليس “إنجيلا ولاتوراة” ولا هو “معالم في الطريق” ، بإمكانكم أن تغتالوا الناس وتتآمروا مع العدو وتدخلوا معه عواصم الدول الإسلامية وتقتلوا الأبرياء وتشنقوا المجاهدين ، لكنكم لن تغتالوا التاريخ ولن تغيروا الحقيقة ، ولن تنجحوا في تجميل صورة شوهتها عمالتكم وتبعيتكم واستسلامكم ….

سيظل التاريخ هو التاريخ والنضال لا يتغير ولن يفهم الناس للنضال إلا معنى واحد هو التضحية والكرامة والتحرير ، أما نضال الجمعيات ولحم “السعودية” و”قوافل” تركيا فلا معنى له ولن يجد مكان في تاريخ أمة يضج بالتضحيات ولحظات الشرف وأيام كاليرموك والقادسية وعبور أكتوبر والفلوجة وأم قصر وكل الأيام الخالدة في تاريخ الأمة .

بإمكانكم أن تدخلوا التاريخ لكن أحترموه واجلسوا إلى جنب أبن “العلقمي” و”المالكي” و”الهاشمي” وأصحابكم ، بإمكانكم أن تدعوا النضال لكن أنظروا ما يناسبكم الهروب والاستسلام ، واحترموا الناس والقراء واحترموا تاريخ الأمة ودماء شهدائها واعرفوا أقداركم .

زين الدين أفال
طالب جامعي

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى