في ذكرى النكسة ….

تمر في مثل هذه الأيام ذكرى “النكسة” أو حرب “الأيام الستة” كما يسميها الإعلام الغربي الصهيوني ، هذه النكسة التي استطاع القائد الراحل والزعيم الباقي جمال عبد الناصر أن يحولها للحظة مشرفة من لحظات التحدي والرفض ، للحظة باقية من لحظات الشموخ والعزة ، ويحولها لموقف نبيل من مواقف تحمل المسؤولية والاعتذار من الجماهير ، هذه اللحظة الأليمة بواقعها والمرة بنتائجها كانت عظيمة بما تلاها لقد أنتجت هذه “النكسة” حرب استنزاف هي أشرف حرب في التاريخ الإنساني.

وقادت لأعظم إنتصار في التاريخ الحديث وأكبر ملحمة هي ملحمة أكتوبر المجيد ، هذه “النكسة” ورغم كل ضحاياها لم يكن وقعها مرا كمرارة واقعنا الآن لأن ساعتها كان للأمة قائد ورجل وزعيم كان للأمة صوت مسموع رغم الهزيمة ورغم الجراح ورغم الضحايا والشهداء ، كان عبد الناصر يقف مسلحا بالكرامة والعزة والتحدي ، وهذه أسلحة تحسم المعركة دائما لصالح العرب فلم يخض العرب في كل تاريخهم معركة إلا وكانوا هم الأضعف من ناحية العتاد والعدد لكنهم ينتصروا بإبائهم وشموخهم وتحديهم .

عبد الناصر كان يعني كل هذا ويجسد كل هذا ، عبد الناصر يعني السد العالي والاستقلال والقومية ، عبد الناصر يعني “باندونج” وتأميم السويس والإصلاح الزراعي ، عبد الناصر يعني القائد العربي الذي وقف وقال لا للإمبريالية الغربية ولا لوجود إسرائيل، عبد الناصر يعني حركات التحرر في إفريقيا والعالم عبد الناصر يعني الفقراء والضعفاء فهو نبي الفقراء ، عبد الناصر يعني المشعل الذي يوقده كل الثوار ويستنيروا به .

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

عبد الناصر رجل لن يتكرر في التاريخ الإنساني وكما كان مشعلا للتحرر والنضال في كل العالم سيبقى كذلك ، سيبقى زعيما وقائدا وضميرا وسيفتح التاريخ فمه المغلق في ساحات الشرف ويصيح بأن عبد الناصر قائد وزعيم عربي وإنساني وأن “الفاسقين” نهشوا لحمه وأن لعنة الله على من ينهش لحوم الشرفاء .

عبد الناصر هو الذي مات متأثرا بخلاف بين الأردن وحركة فتح كيف سيكون حاله لو عاش ليشهد هذا الزمن ـــ لكنه ما كان ليعيش ــــ لأن عمره القصير جزء مكمل لأسطورته ، عبد الناصر هذا الذي ودعته الدنيا بأكبر جنازة في التاريخ الحديث حضرها أربعة عشر مليون إنسان في القاهرة وحدها غير الذين شيعوه في باقي مصر الأخرى وفي أنحاء العالم ، عبد الناصر هذا الذي قال عنه”شيمون بيريز” أنه رجل بما في الكلمة وأن إسرائيل عجزت أن تجد وسيلة للوصول إليه ، عبد الناصر هذا الذي قال عنه أحدهم بأنه لو ظهر في أمة غير العرب لما تركته يموت ، هذا الرجل يجب أن لا ينسى وأن يظل ذكره مرتبط بكل رفض عربي بكل لحظة شموخ يجب أن لا نتذكر النكسة دون أن نترحم على هذا الرجل الذي حولها للحظة تحدي ومحاسبة …

رحم الله جمال عبد الناصر و غفر له وعاشت أفكاره ومبادؤه ، عاشت قيمه ومواقفه من العدو ودعوته الصادقة لتوحيد العرب ورفضه للحدود ، عاش بطلا وقائدا وضميرا وزعيما خالدا ولا نامت أعين “الجبناء”

إبراهيم ولد محمد

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى