سيدي محمد ولد هيدالة

إخواني أخواتي المناضلين والمناضلات الأشراف في تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان المعروفة اختصارا بالكوديسا

.

لا شك أنكم على علم بوجودي في السجون المغربية منذ 13 يوليوز 2007 و لا شك أيضا أنكم على علم فيما تعرضت له من تعذيب و قهر واستبداد و عنصرية يعجز اللسان عن وصفها وذلك منذ الأيام الخمسة الأولى التي قضيتها في ضيافة الشرطة باكادير وتواصلت أحداث الترهيب و الترغيب عندما استلم جلاد المملكة الأول حفيظ بن هاشم إدارة السجون ولا داعي لتعريفكم به فلا توجد أسرة صحراوية إلا وادخل عليها الحزن والأسى يقتل ويخطف ويجلد احد أبنائها أو بناتها حيث باستلامه الإدارة العامة للسجون بدأت الأمور تتضح أكثر فأكثر مضايقات داخل السجون ونقل تعسفي حيث نقلت من سجن انزكان بتاريخ 17 نونبر 2008 إلى ايت ملول وكنت أول سجين يدخل سجن ايت ملول ولم تكن أحكامه نهائية وذلك ما عزاه جلاد المملكة الأول إلى مواقفه مع السجناء الصحراويين عامة وسجناء الرأي خاصة وقد نسي هذا الجلاد أو تناسى أننا أسرة واحدة وتربطنا علاقات تاريخية وعائلية تجعل منا أبناء شعب واحد.

الإخوة والأخوات : ظروف انزكان التي عاشها أغلبكم لا يخفى عليكم قسوتها التي تجعل من هذا السجن جحيم لا يطاق فقد أمضيت ستة عشر شهرا في الغرفة رقم أربعة بحي القشلة التي تبلغ مساحتها حوالي خمسين متر مربع ويصل نزلائها في بعض الأحيان مئة وثلاثون سجينا واترك للقارئ أن يتخيل كيف كان العيش داخلها أما سجن ايت ملول والذي كذلك يعرفه بعضكم فقد كنت في الغرفة أربعة في حي التوبة التي تبلغ مساحتها حوالي أربعين متر مربع وعدد نزلائها سبعين سجينا وهاته الغرفة تسمى بويا عمار لكونها مخصصة لأصحاب الأمراض العقلية و النفسية كنوع من الترهيب والتعذيب النفسي قبل أن تتدخل الحكومة الموريتانية والمحامون وبعض المنظمات الحقوقية لينقلونني إلى غرفة أخرى بنفس الحجم ونفس عدد نزلاء الحق العام وفي 27 ماي 2009 تم نقلي في الساعة الثانية ليلا إلى سجن سلا بطريقة هوليودية متعجرفة ووضعي في غرفة بالحي الجديد لم يكن آنذاك فيها نوافذ ومورست علي جميع أنواع الضغط النفسي والابتزاز والاستفزاز والاهانات مع تسخير بعض السجناء للمراقبة والمضايقة.

وعندما احتج المحامون كتابيا وطلبوا مقابلة المندوب العام لإدارة السجون المغربية حفيظ بن هاشم وكان رده واضحا حيث قال بالحرف الواحد لا تنسوا أن الذي تدافعون عنه في فترة والده كان الاعتراف بالجمهورية الوهمية وكتب على جوازات السفر المغرب مع إسرائيل باعتبارها دولة معادية فهذا قليل بالنسبة له وسنعمل على أن يمضي عقوبته قبل الترحيل وعندما اخبراني بذلك قلت لهم ذلك شرف لنا وغليهم أن يخبروه ويخبر هو من وراءه أولئك الاوفقريون الجدد بان المغرب أيضا كان يطالب بضم موريتانيا وكانت له وزارة خاصة بالشؤون الموريتانية والصحراوية .

بل أكثر من ذلك حاول عدة مرات الانقلاب على والدي ولذلك عليه أن ينبش فالتاريخ كله أو يتركه كله فالشعب الصحراوي شعبنا وأهلنا ومستقبلهم مستقبلنا ومصيرهم مصيرنا والظلم والتعذيب لم ولن يركعنا لغير الله ولم تتوقف تلك الاستفزازات إلا في شهر دجنبر من العام الماضي عندما راسلت الملك محمد السادس وراسلت الحكومة الموريتانية والمغربية ولذلك خضت إضرابات عن الطعام ضدا على كل هذه الانتهاكات القمعية .

أيها الأخوة أيتها الأخوات : باختصار إن اعتقالي بتاريخ 13 يوليوز 2007 وإحالتي على سجن انزكان يوم 17 يوليوز 2007 و رحلت إلى سجن سلا بتاريخ 23 أكتوبر 2007 وحكمت في 24 أكتوبر 2007 وصدر الحكم بتاريخ 31 أكتوبر 2007 وحكم علي بالترحيل إلى موريتانيا من قبل الغرفة الجنائية لدى المجلس الأعلى للقضاء بالرباط وقد بعثت لكم بنسخة من الحكم وبعد ذلك بأيام تم نقلي إلى سجن انزكان وبدء التحقيق يوم 9 مارس 2008 وفي يوم 20 يونيو 2008 تمت تبرئتي من حيازة المخدرات وتكوين عصابة إجرامية من طرف قاضي التحقيق وفي يوم 16 أكتوبر 2008 حكم علي من قبل المحمكة الجنائية باكادير ب 7 سنوات سجنا نافذة ولا داعي لشرح أسباب براءتي دون أن ننسى أن قاضي التحقيق برأني كما أن القانون المغربي يقول إذا كان الاعتراف والأدلة موجودة فتتراوح الأحكام ما بين سنة وخمس سنوات نافذة وتم تأكيد الحكم يوم بنفس المحمكة في محاكمة لقيمة المهزلة فأنتم والعالم بأسره يعرف ماهو القضاء المغربي واكبر دليل هي خطابات الملك محمد السادس إذ تفضح القضاء وتعريه وهي التي تدعو إلى إصلاحه.

إخواني أخواتي : لكل هذه الأسباب الظاهرة وما خفي كان أعظم أرجو منكم أن توصلوا إلى كل أحرار العالم و شرفاءه للضغط على السلطات المغربية لتنفيذ حكم الترحيل إلى موريتانيا ولفضح هذه المؤامرة الدنيئة التي أريد من ورائها النيل من سمعتي وسمعة والدي دوليا وإرغامه على التراجع عن مواقفه المشرفة في إطار عملية ابتزاز رخيصة بخصوص قضية الصحراء الغربية والتي كلفتنا أرواحنا ولن نتراجع عنها وما زادتنا السجون المغربية إلا تمسكا بها وبشرعيتها فهذه القضية قضية امتنا الساكنة في ضمائرنا هي والقضايا العادلة والحمد لله أولا وأخيرا لن تهتز عزائمنا ولن نتزحزح عن هذه المواقف المشرفة.

وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير

أخوكم سيدي محمد ولد هيدالة

سجين موريتاني بسجن سلا

المغرب 5 يونيو 2010

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى