من منا لم يسمع بمنظمة الرؤيا العالمية World Vision International ؟… ومن منا يعرف عنها الكثير…؟ لكنها في مدينة كيفه قد ملأت أسماعنا على مر السنين ، و أزعجت عيوننا دائما بسياراتها القوية الجديدة و بحركة عمالها الدؤوبة التي لا تنتهي على مدار الساعة ، و لكن في مهام لا يدركها الكثيرون [……] فالصيحة كبيرة و الميت فأر !!!!
ظاهر الأمر أن منظمة الرؤيا العالمية منظمة عالمية خيرية إنسانية متخصصة في العمل في حقل الطفولة و الأسرة و المجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم من أجل بلوغ كامل إمكاناتهم من خلال معالجة أسباب الفقر و الظلم ، و تهتم بتحسين و تطوير المجتمعات المحلية من خلال تأهيل و تدريب الكوادر البشرية بغض النظر عن الدين أو العنصر أو العرق أو الجنس …، هكذا يقولون عنها و هكذا يروجون.
و باطن الأمر أنها مجموعة منتقاة من المنحرفين عن جادة الوحدة الوطنية المتميزين بنزعة العنصرية و كراهية المجموعات العربية و الإسلامية تحركهم أيادي غربية غنية و نافذة من أجل خلق شرخ حضاري بين مكونات الشعب الموريتاني عن طريق تقريب مجموعات من السود بمختلف أعراقهم و إبعاد كل العرب و ” البيظان ” من خدمات و إمكانيات هذه الهيئة العالمية و بالتالي خلق عداء بين الطوائف أو إيجاد غيرة لن تفيد إن شاء الله في استقطاب أي عربي مسلم لما يريدون له.
أكثر من عشر سنوات و نحن نعيش أصداء نشاطات منظمة الرؤيا العالمية في مدينة كيفه ، ولم نر من نتائج إيجابية بادية للعيان و لا من تحسين للظروف المعيشية للسكان ” المستهدفين ” الشيء الكثير الذي يستحق الذكر ، و رغم ذلك فقد سمعنا مرارا و تكرارا أرقاما بالمليارات من الأوقية بخصوص ميزانية الرؤيا العالمية في موريتانيا ، و ما يقارب المليار كل سنة بخصوص ميزانيتها في لعصابه …. فأين ذهبت كل هذه الأموال ؟ ما دامت لم تترك أثرا يذكر في هذا المجتمع ” المستهدف ” ؟!!!!
إن طريقة اختيار منظمة الرؤيا العالمية للأشخاص العاملين فيها مدعاة للريبة و الشك ، من حيث الكفاءات و الخبرات في الميادين المعلنة ، اللهم إلا إذا كان الهدف غير الذي نتصور ، هذا فضلا عن تركيزهم على العنصر الموريتاني الأسود في اختيار الموظفين و في اختيار مناطق التدخل ” آدوابه و لكصور ” و السعي في توجيه الصفقات صغيرة كانت أم كبيرة في اتجاه غير الناطقين باللغة العربية …. هذا فضلا عن استهداف أقل الناس تحصينا ضد موجات التنصير و الانحلال الأخلاقي و الديني.
فأي جرم اقترفه مجتمع ” البيظان ” في حق وورلد فيزيون حتى تحرمه من الاستفادة من من خيرات مموليها ؟!!! أم أنه من العصي عليهم تحقيق أهدافهم في أبناء سيدي عبد الله ولد الحاج ابراهيم و لمرابط محمد أحيد ولد سيدي عبد الرحمن و سيد المختار الكنتي و لمرابط سيدي محمود ………. و غيرهم من أحفاد دولة المرابطين .
إن جدار الوحدة الوطنية مهدد اليوم أكثر من أي وقت مضى ، بفعل سياسات التفرقة التي تسهر على تنفيذها منظمات عديدة تناولنا منها مثالا واحدا على سبيل المثال لا الحصر، فأين هي المنظمات الخيرية الإسلامية ؟ أين أبناء صلاح الدين الأيوبي و عبدالقادر الجزائري…. و غيرهم من حماة الإسلام و المنفقين في سبيل الله ؟.
أليس من واجب حكومتنا المحترمة ” الواعية بمسؤولياتها ” أن تعمل على تحقيق شامل في نشاطات و ممارسات منظمة الرؤيا العالمية في حق هذا الشعب المسكين الجائع ؟!
و أخيرا فإنه من واجب كل الكتاب العرب و المسلمين الوقوف بأقلامهم على الأقل في وجه أعداء العرب و المسلمين، و الساكت عن الحق شيطان أخرس.