ونحن يا سيادة الوزير ؟؟؟

سيدي وزير العدل الموريتاني :

لست أجامل إن قلت بأنه غمرتني فرحة عارمة وأحسست بمشاعر الفخر بكم وأنا أقرأ تأكيدكم أن حكومتنا طلبت رسميا تسليمها مواطنين موريتانيين محكوم عليهم في بلدان أجنبية لقضاء محكوميتهم في بلدهم قريبين من ذويهم ، فقد كانت هذه أول مرة أسمع فيها مسئولا موريتانيا يكترث لمعاناة المواطنين إذا استثنينا وعود الحملات الانتخابية التي عادة ما تطوى مع خيام الحملة عند الساعة الصفر من ليلة صبيحتها يوم ” يتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ” ، ولا نجد أحدا يقول ” ليت لي كرة ” .

سيدي الوزير : إن تأكيدكم العمل على تسلم الموريتانيين المسجونين في الخارج واسترجاع حقوقهم المترتبة عما وقع عليهم من ظلم قد بعث في نفسي وعشرات الموريتانيين أملا كان قد تبخر منذ أمد بعيد ، فقد كنا يومها شبابا من مختلف جهات هذا الوطن شاءت الأقدار أن نلتحق بصفوف جبهة البوليساريو بعد خروج بلدنا من حرب الصحراء ، وذلك من أجل مناصرة إخواننا الصحراويين في قضية كنا نراها عادلة ، ومن يومها بدأت مأساتنا التي مازالت مستمرة حتى اليوم ، فقد زجت بنا قيادة تلك الجبهة في معتقلات لا يستطيع أن يتصور عدم أدميتها إلا من خبرها ، ليقضي بعضنا فيها ما شاء
له الجلادون من محكومية ويقضي الباقي نحبه تحت سياط التعذيب ، وكانت تهمتنا الوحيدة والموحدة هي كوننا موريتانيون أو ” أهل لكريعات ” كما كانوا يسموننا .

سيدي الوزير : إننا لن نتساءل إن كانت ستشملنا دائرة من تعهدتم بالعمل على استرجاع حقوقهم التي ضاعت وهم خارج الوطن ، بل إننا نكتفي بالتساؤل عما إذا كانت دولتنا ستظل تسمح لمن ارتكب جرائم بشعة في حق مواطنيها بأن يبقى يجوب هذه البلاد طولا وعرضا دون خوف ولا اعتبار لمشاعر ضحاياه من أبناء هذا الوطن .

سيدي الوزير: إذا كانت دولتنا لا تستطيع مساعدتنا في استرجاع حقوقنا لاعتبارات سياسية وربما لإشكالات قانونية فإنه ليس من الإنصاف ولا العدل أن تتركنا نتألم ونحن نرى جلادينا وهم يجوبون شوارع مدننا وقرانا في تحد وقح لكل الذين يحملون بصمات سياطهم . فهل سيأتي اليوم الذي نرى فيه هؤلاء الجلادين ـ والجلادين فقط ـ يخافون من الملاحقة القضائية على أرض أدمت وقتلت سياطهم المئات من أبنائها دون ذنب اقترفوه.

حياكم الله و وفقكم سيدي الوزير

محمد فال ولد القاضي
الأمين العام لجمعية ذاكرة وعدالة
هاتف : 2213776
E-mail : memoireetjustice@yahoo.fr

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى