فرنسا تعد بتكثيف «الحرب ضد القاعدة» وتتوقع معركة «صعبة وطويلة»

باريس – دار الحياة – وعد رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون بتكثيف عمليات مكافحة تنظيم «القاعدة»، مشيراً إلى أن بلاده في «حال حرب» ضد هذا التنظيم. وأكد عدم العثور على جثة الرهينة ميشال جرمانو الذي أعلن فرع «القاعدة» المغاربي قتله يوم السبت رداً على عملية فرنسية – موريتانية لتحريره في شمال مالي فجر الخميس. وجاء موقف فيون في وقت توقع وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير في نواكشوط أن تكون الحرب الدائرة بين الحكومة الموريتانية و «القاعدة» حرباً «صعبة وطويلة».


وقال فيون في حديث إلى إذاعة «أوروبا 1» إن فرنسا تلقت في 14 أيار (مايو) مطالب بالغة الغموض من خاطفي جرمانو يقضي بالإفراج عن معتقلين في سجون فرنسية وفي دول الساحل من دون تحديد هويتهم. وأضاف: «بعد ذلك انقطع الحديث (مع الخاطفين)». وتابع: «حاولت فرنسا بكل القنوات العادية والشبكات التي لديها عبر حكومات هذه الدول (دول الساحل)، ولكن من دون جدوى. وقد حاولنا الوساطة الطبية بالقول إن جرمانو يمكن أن يحصل على أدوية ونحن مستعدون لتسليمها إلى الخاطفين، ولم نتلق رداً. ثم فوجئنا في يوم 12 تموز (يوليو) بتلقي تحذير يقول لنا أننا إذا لم نلب طلباتهم التي لم يحددوها (الخاطفين) خلال 15 يوماً فسيتم تنفيذ قتل جرمانو. وهكذا بعد تفكير طويل – وكان خياراً صعباً مع الرئيس (نيكولا ساركوزي) – قررنا المشاركة في العملية العسكرية التي قامت بها القوات الموريتانية بدعم من قواتنا لتدمير القوات (عناصر القاعدة) التي كانت متمركزة قرب الحدود بين موريتانيا ومالي والتي كانت تهدف إلى القيام بعمليات داخل الأراضي الموريتانية».

وتابع أن فرنسا كانت تأمل بأن يكون جرمانو موجوداً في المعسكر الذي تمت الإغارة عليه، وأن المعلومات غير المؤكدة لديها أشارت إلى احتمال وجوده هناك.

واعتبر أن الخاطفين كانوا قد قرروا قتل الرهينة «منذ وصلنا التحذير منهم في 12 تموز»، مشيراً إلى «الطريقة غير الطبيعية والمستفزة لهذا التحذير ورفض التحاور مع السلطات الفرنسية الذي جعلنا نفكّر أن جرمانو قد قُتل منذ ذلك الوقت، ولكن كان هذا تقديراً فقط من قبلنا».

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

وتابع: «نحن في حرب مع القاعدة، ونحن منذ شهور عديدة نقدم دعماً عسكرياً خصوصاً إلى القوات الموريتانية التي تكافح القاعدة المغاربية، فهذا التهديد يمس كل الدول». وتابع أن المعسكر الذي استهدفه الهجوم موجود في منطقة توازي أوروبا مساحة ومن الصعب العثور في صحراء بمثل هذه المساحة على بعض مئات من المقاتلين الذين يحاربون حكومات بلدانهم منذ سنوات.

وفي نواكشوط، حذّر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من أن الحرب التي بدأتها موريتانيا ضد «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» قد تكون طويلة وصعبة، ملمحاً إلى استئناف العمليات العسكرية الموريتانية – الفرنسية المشتركة ضد معاقل «القاعدة» في شمال مالي والتي بدأت فجر الخميس بعملية سريعة لتحرير رهينة فرنسي لدى جناح «القاعدة» المغاربي، قائلاً إن «هذه الحرب قد تكون طويلة وصعبة لكننا سنواصلها».

وقال كوشنير إن موريتانيا يمكنها التعويل على دعم فرنسا في مواجهتها مع فرع «القاعدة» المغاربي. وأشاد كوشنير الذي كان يتحدث إلى الصحافيين بعد خروجه من اجتماع دام ساعة تقريباً مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز مساء أول من أمس خلال زيارة خاطفة للعاصمة الموريتانية نواكشوط، بجهود ونجاحات موريتانيا في مكافحة الإرهاب وقال انه ناقش مع الرئيس ولد عبدالعزيز «الجهود المشتركة في مجال التدريب والدعم الذي تقدمه فرنسا لإرادة موريتانيا الحازمة من أجل محاربة التطرف» بحسب تعبيره.

وأضاف وزير الخارجية الفرنسي انه تباحث مع الرئيس الموريتاني أيضاً حول العملية الأخيرة «من أجل تحرير مواطننا الذي لم يتحقق للأسف لأنه لم يكن موجوداً في المكان الذي توجهت إليه القوات الموريتانية بمساعدة فرنسية»، وأردف قائلاً «هذه المحاربة القوية التي بدأتها بلادكم ستجد فرنسا إلى جانبها في مختلف مراحلها».

وبدأ وزير الخارجية الفرنسي من موريتانيا جولة في ثلاث من بلدان الساحل الافريقي بعد يوم واحد من إعلان تنظيم «القاعدة» إعدام الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو.

وقال كوشنير في مطار نواكشوط إنه جاء «من أجل السلام على مواطنينا ونقل تحيات الرئيس نيكولا ساركوزي وحضهم على مزيد من الحذر وتجنب التنقل في كل وقت إلا لضرورة، وستكون زيارتي لدولتي مالي والنيجر مستقبلاً فرصة للقاء جاليتنا هناك وتبليغهم هذه الرسالة».

وشدد كوشنير على أن موريتانيا وفرنسا تواجهان «بدرجات متفاوتة خطر تطرف لا يطاق بخاصة أن الشريط الساحلي وكر للتهريب والمخدرات والسلاح وهو بحاجة إلى هذه الجهود التي تقوم بها بلادكم وستجدون أصدقاءكم إلى جانبكم ولا أعني هنا فرنسا فحسب وإنما أعول على التصميم العالمي المتنامي في هذا الصدد، ولن نقبل كما لن تقبلوا أنتم أن تفرض شرذمة من المتطرفين عبر الخوف قواعد تختلف عن تلك التي عندنا ولا تتماشى مع الدين»، بحسب تعبيره.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى