الجنرال المستقيل في عيون العرب.. إنسان من كوكب آخر!!

يحاول هذا المقال تتبع آراء الإخوة العرب من الأزمة الموريتانية الحالية ونظرتهم لها، وبالذات موقفهم من الجنرال عزيز، الذي يبدو أنه شغلهم الشاغل، كما نحاول نقل آراء انطباعات البعض منهم، ومن مختلف الجنسيات العربية الذين التقاهم الكاتب

.
قفزت موريتانيا إلى واجهة الأحداث العربية والدولية بعد تطبيعها للعلاقات مع العدو الصهيوني، قبل عقد من الزمان، واستمر هذا الاهتمام مع توالي الانقلابات العسكرية والحراك السياسي القوي والمقابل إلى يومنا هذا .
وقد كان أول اهتمام من المتتبع العربي بشخص الجنرال بعد تزعمه لإنقلاب 3 اغسطس 2005 على ولي نعمته والرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع، ثم بعد ذلك على الرئيس المنتخب ـ الذي أوصله عنوة للسلطة .

خطابات الجنرال المستقيل الانفعالية والتي أثارت اهتمام واستغراب الموريتانيين قبل العرب، من قبيل طلبه من الموريتانيين أخذ أموال معارضيه ومجاراتهم، ثم التصويت له، ما فسره البعض بأنه تشجيع لمواطنيه على الكذب والخداع .

هذا الاهتمام تزايد بعد خطابه الشهير قبل أيام في ألاك حاضرة ولاية لبراكنة، مسقط الرئيس المستقيل سيد محمد ولد الشيخ عبد الله، وقد اتهم الجنرال حينها زعيمي المعارضة البارزين أحمد ولد داداه وولد بلخير بالفساد، ووعد بالكشف عن أدلة تدينهما في مهرجان انواكشوط الموعود، وسط نزيف حاد تشهده حملته ومؤيدوه، وعلى وجه الخصوص من قبل الناخبين الكبار، وهو مادعى البعض من المتابعين لاعتبار هذه الاتهامات مجرد دعاية لزيادة حضور مهرجانه من قبل الفضوليين والباحثين عن الاثارة .

المتابعون العرب اعتبروا هذه الاتهمات وفي حق أشخاص مشهود لهم بالورع والتقى، وبعضهم لم يتسلم موقعا حكوميا منذ اكثر من 30 عاما مجرد تعبير عن انفعالات عاطفية وانكسارات نفسية، بعد ظهور عدة استطلاعات رأي بعضها علني والآخر سري، توحي كلها بتقدم المعارضة واكتساحها للمناطق الداخلية بعد سلسلة الانسحابات المتواصلة عن الجنرال، وإمكانية عجزه عن تخطي حاجز الشوط الثاني

.
أحد الإخوة العرب أشار إلى أن مثل هذه الاتهامات كثيرة عند الحكام العرب، الذين يخططون للتخلص من الزعامات الوطنية التي تشكل تهديدا على مستقبلهم السياسي، ومحاولة يائسة لتحطيم صورتهم عند الشعب، وقد توقع أن يتهمهم مع مرور الايام وتزايد التراجع في شعبيته بتهم أقوى، قد تصل لحد العمالة للخارج، والتآمر على الأمن الوطني .

المعلقين العرب على كبريات المواقع العربية كموقع قناة العربية وهيئة الإذاعة البريطانية يرون في عزيز ذلك الانقلابي الذي يعيش في زمن غير زمنه، ويحاول أن يصل للسلطة ويغتصبها بطرق أصبحت غير مستساقة، وأنه يحاول إنشاء دكتاتورية عفنة يجب محاربتها ووءدها في المهد؛ حتى لا تنتقل العدوى للعالم؛ لان هذ الاعمال أشد خطورة في نظرهم من كل الفيروسات المعدية.

.
وتظهر أغلب التعليقات العربية تقديرهم للشعب الموريتاني الصامد والقوي في وجه الدكتاتوريات، بل إن الغيرة تتسلل لقلوبهم بشكل واضح من تضحيات هذا الشعب الكبيرة من أجل أن ينعم بديمقراطية حقة بعيدا عن تسلط وتجبر العسكر .

من الواضح من قراءة هذه التعليقات أن الجنرال لا ينعم بأدنى شعبية أو تعاطف، بل ينظرون إليه بكثير من الحنق والغضب، ليصل بهم الأمر لنعته بأقذع الأوصاف والنعوت.
هذه الصورة تجعلنا على بينة من أمرنا في خطورة الازمة التي تمر بها موريتانيا، وخطورة مايحيكه لها البعض؛ بسبب الجهل وعدم الخبرة والتهور، وهو مايجعل الكل من الغيورين على الوطن ومستقبله مدعوون للتحرك العاجل والشامل؛ لتأخذ موريتانيا موقعها المحترم بين الدول .
في حديثي مع أحد النابهين الموريتانيين عن سر التهجم العنيف من قبل الجماهير العربية على الجنرال، وعدم وجود مناصرين له من بينهم، أجاب باسما، إنهم ياعزيزي لاينتمون لموريتانيا الأعماق، وليست لهم بها أدنى صلة أو سابق معرفة !!

مولاي أحمد ولد لمونك
طالب موريتاني بالمغرب

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى