عادل” : خسارة الأغلبية..وربح للمعارضة

لم يستطع قادة عادل الصبر طويلا على فراق السلطة فبعد عامين فقط من معارضتهم
الشديدة لحركة تصحيح السادس من أغسطس وتعهداتهم التي لا زالت تصك أسماعنا بضرورة
إسقاط النظام مهما كلف الثمن، بدأت “حليمة تعود إلى عادتها القديمة”، وبدأ الغزل
بين بعض النافذين في الأغلبية والذين يحنون إلى العهود الماضية، حيث الأمور أسهل
بكثير بالنسبة لهم مهما كانت صعبة على السواد الأعظم من هذا الشعب المسكين.

إن أيادي “الفساد” داخل الأغلبية، أبت إلا أن تمتد لهدم حلم التغيير، وقتل الأمل
قبل أن يشب عن الطوق.

فحين تبادر أطراف في السر إلى الحوار مع بقايا حزب “عادل”، الذي لم يكن له حظ من
اسمه، والعمل على استقطابه إلى خط سياسي لا يمكن أن يلتقي معه في شيء، ولو استفتيت
القاعدة الشعبية للرئيس عزيز لطالبت برمي “عادل” في مزبلة التاريخ.

تبادر إذن هذه “الأطراف” التي ما زالت تتدثر بالسرية كما هو دأبها إلى استقطاب من
لفظهم الشعب غداة الثامن عشر من يوليو، بانتخابه للرئيس محمد ولد عبد العزيز من
الدور الأول، وإفشال محاولتهم اليائسة وتعرية شعارهم الذي دافعوا عنه بكل من نهبوا
من ثروات هذا الشعب “الكل إلا عزيز”، فقلب الناخبون المعادلة وحسموا أمرهم بنعم
ل”عزيز”.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

إن انضمام “عادل” إلى الأغلبية يشكل أكبر ضربة سياسية للخطاب الذي التف حوله أغلب
الموريتانيين.

فالكل يتذكر كيف اسودت الدنيا في وجه هذا الحزب عند ما حكم البلاد بين نهاية 2007
ومنتصف 2008، وكيف رسخ خلال هذه الفترة الوجيزة أسس الفساد ونهب المال العام، وكيف
قتل الجياع بدل أن يطعمهم.

لا أظن أن تجربة “عادل” المريرة ستشكل أي إضافة للأغلبية، باستثناء أن مكافحة
الفساد والمفسدين، لن تقنع اليوم أي أحد.

وللتذكير فإن رئيس هذا الحزب لازال متابعا قضائيا ضمن ملفي الخطوط الجوية وصفقة
الأرز الفاسد، وكان الأجدر بالأغلبية أن تحرك الدعوى العمومية ضده بدل أن تستقبله
بالأحضان ناسفة ما بني خلال العامين الماضين من قطيعة مع الفساد.

إن الرابح الأكبر في انتقال “عادل” إلى الأغلبية هو المعارضة التي ستستعيد خطابها
السياسي المناهض للفساد بعد أن خف في صفوفها من يصفهم الشعب الموريتاني ب”المفسدين”
وتسللهم لواذا إلى صفوف الأغلبية.

لن نستطيع بعد الآن أن نحتفل باليوم العالمي لمحاربة الفساد، فبعد مسيرة 2009،
اختصرنا احتفالية 2010 على بيان خجول وندوة بجمهور “محدود” كانت مناسبة لتبييض أوجه
الفساد، ووجهنا الضربة القاضية للحرب على الفساد باستقبالنا لحزب “عادل” يوما واحدا
قبل هذه الذكرى، وكأن هناك من أراد يفهمنا أن هذه المناسبة قضي على الاحتفال بها
منذ التحق بنا من “يجد في نفسه حرجا شديدا” من محاربة داء الفساد.

لقد ربح “عادل” من امتيازات السلطة في وجه استحقاقات 2011 البرلمانية والبلدية، في
حين خسر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية خطابه.

وعلى أية لن تشكل “قيادة عادل” بشارة خير على الأغلبية، ولكنها تحمل نذر شؤم، نرجو
الله أن يخفف من تأثيره.

وبالتأكيد فإن “عادل” سيضر بالأغلبية من داخلها أكثر من ما أضر به وهو صفوف
المعارضة.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى