الطلاب الموريتانيون بالجزائر يشكون إهمال السفارة و عجزها عن حل مشاكلهم

الجزائر – الأخبار – يشكو قرابة ألف ومائتي طالب موريتاني بدولة الجزائر إهمال سفارتهم وعجزها عن حل مشاكلهم العالقة ، وتماديها في امتهان أساليب المحسوبية والزبونية والتمييز بين الطلاب.


وكالة أنباء الأخبار المستقلة التقت بعض ممثلي الطلبة الموريتانيين بالجزائر واستنطقتهم حول أبرز مشاكلهم وأوجه من معاناتهم في الغربة.

الناشط الطلابي بي ولد سوله قال إن الملحق الثقافي يعجز عن تسوية العديد من مشاكل الطلاب ، ولا يسعى بشكل جاد إلا إلى تلبية مطالب المقربين منه وتقديم القربات لهم ، متهما إياه بضعف الشخصية وعدم الوطنية ، مشيرا إلى أن بعض المسؤولين الجزائريين وصفوا الطلبة الموريتانيين في الجزائر بأنهم مجموعة عصابات من المهاجرين السريين ، لكن الملحق لم ينبس ببنت شفه ولم يحرك ساكنا بسبب بساطته وضعف شخصيته.

وأضاف ولد سوله في اتصاله بموفد “الأخبار” إلى الجزائر إن مجموعة طلابية من اثني عشر طالبا تحولوا من مدينة القسطنطينة بعد الكثير من المحاولات وبطرق ملتوية ، ووجدوا الكثير من العراقيل والمشاكل ، لكن السفارة للأسف لم تتعاون معهم ولم تسع لحل مشاكلهم.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر
  • سياسة اللامبالاة

محمد عبد الله ولد سيدي محمد نائب رئيس مكتب اتحاد الطلبة الموريتانيين بالجزائر (الأخبار)
نائب رئيس المكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة الموريتانيين بالجزائر محمد سالم ولد ابي قال إن السفارة الموريتانية لا تبالي بظروف الطلاب ولا بأوضاعهم الصعبة ولا تسعى إلى حل مشاكلهم ، فهناك عشرة طلاب تأخرت منحهم منذ ستة أشهر رغم أن أسماءهم ظهرت في قوائم المستحقين للمنح ، لكن عدم مبالاة السفارة وعدم متابعتها للوضع أدى لسقوطهم من قائمة القرار النهائي للمنح.

وأضاف ولد ابي أن مائتي طالب حرموا من دفعة المنحة الثانية بسبب عدم إرسال السفارة لملفاتهم في الوقت المناسب ، نظرا لعدم اكتراثها بالموضوع ، رغم أنها ألقت باللائمة على تأخر الطلاب ، وهو ماينفي ولد ابي صحته ويؤكد أنهم جاؤوا في الوقت المناسب لكن بساطة الملحق الثقافي و عدم مبالاته هو ما أدى إلى حرمان هؤلاء الطلبة المستحقين للمنحة.

و أكد ولد ابي أن السفارة الموريتانية بالجزائر عاجزة عن الوفاء بالعهود التي قطعتها الدولتين على نفسيهما ، وتتعذر دوما ببعض الأعذار الواهية –حسب وصفه- من أبرزها تنامي المشكل السياسي بين البلدين ، مشيرا إلى أن الاتفاق بين نواكشوط والجزائر يقضي بتسجيل 150 طالبا سنويا لكن السفارة لم تتمكن إلا من تسجيل 103 طالبا فقط، مما أدى إلى حرمان بعض الطلبة الممنوحين والمتميزين الذين وجهوا إلى كلية الطب ، وهي في كل ذلك تتعلل بالأمور السياسية.

  • المنحة والمعادلة أبرز المشاكل

محمد عبد الله ولد سيدي محمد الملقب القاضي المحاسب بالمكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة الموريتانيين بالجزائر.

محمد عبد الله ولد سيدي محمد الملقب القاضي المحاسب بالمكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة الموريتانيين بالجزائر –فرع الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا – قال لموفد الأخبار إلى الجزائر إن من أبرز المشاكل التي يعاني منها الطلبة الموريتانيون بالجزائر قلة المستفيدين منهم من المنحة وضبابية معاييرها المتبعة وبخاصة في الدورة الثانية، وقلتها؛ حيث لاتصل سوى 120 أورو شهريا، وتذبذبها، وعدم انتظامها؛ حيث لاتصرف في العادة إلا بعد ثلاث أشهر وقد تتأخر.

وأضاف القاضي أن السفارة تسببت في جعل كثير من الطلاب في وضعية غير قانونية بسبب منعها إفادة “المنحة” التي تعتبر شرطا مهما في ملف الحصول على “الإقامة” متذرعة برسالة بعتها وزارة الخارجية في الموضوع، في حين يتخذ بعض السفارات الأخرى –كما الحال في فرنسا والمغرب- إجراءات احترازية من هذه المشكلة بمنح الطلاب إفادة المنحة مع التوقيع على عدم المطالبة بالمبلغ المسجل في الإفادة.

وأشار الطلاب بالجزائر إلى أن السفارة لم يقتصر دورها على عدم حل مشاكل الطلاب وتعقيد الإجراءات في وجوههم بل تعدى الأمر ذلك بمطالبة بعض الجهات الإدارية الجزائر بعدم التعاطي معهم كما الحال في معادلة “الشهادات” التي لم يكن يستغرق إجراؤها سوى يوم واحد لكن السفارة طالبت وزارة التعليم الجزائرية بعدم التعامل مع الطلبة إلا برسالة من طرف الملحق الثقافي وهو ما أدى إلى استغراق إجراءات المعادلة لستة أشهر بدل يوم واحد.

وهناك مشكلة أخرى يصر الطلبة بالجزائر على طرحها وهي أن هناك تذكرة سفر كانت تمنحها وزارة التعليم العالي الجزائرية للخريجين، وكان استصدراها يستغرق أسبوعا واحدا فقط، لكن تعقيدات السفارة وطلباتها المتكررة للوزارة بعدم التعامل مع الطلبة أدى إلى تعقيدها كثيرا وصعوبة استصدارها إلا بعد الكثير من العناء.

وأشار نائب رئيس المكتب إلى أن السفارة تضع كل هذه العراقيل أمام الطلبة في حين لا يحضر موظفوها في الوقت ولا يتواجدون في السفارة بشكل دائم، فغالبا ما يتراوح دوامهم بين الحادية عشر إلى الثانية عشر زوالا، مؤكدا أن السفير لا يمكن إلا أن يكون على اضطلاع تام بكل هذه المشاكل لكنه يتواطأ أو يتغاضى عن تسويتها.

وشكا الطلبة من عدم سماح الجهات الإدارية الجزائرية للطلبة الموريتانيين بالتكميل في السلك الثالث، رغم أنهم يؤكدون أن الملحق الثقافي بذل جهودا مضنية لتسجيل بعض المرقبين منه، لكنه وقف عاجزا عن ذلك.

  • رحمة النيجر

يؤكد ممثلو الطلبة أن السفارة الموريتانية تحاول دوما تهميشهم وعدم إشراكهم في كلما يتعلق بالشؤون الطلابية و فعاليات الجالية بشكل عام، بل وأزيد من ذلك تسعى لطردهم من “الجزائر” العاصمة وعدم تسجيلهم بها خشية التظاهر والاحتجاج.

علاوة على ذلك تغلق أبوابها دوما في وجوههم وتطردهم بحجة أن موريتانيا دولة مستهدفة إرهابيا ولا يمكن التظاهر أمامها، وهو ما يجعلهم يتجمعون أمام السفارة النيجرية بالجزائر التي وجدوا سفيرها أرحم بهم وألطف حين يفتح لهم أبواب سفارته للدخول إليها وقت نزول المطر ونوبات البرد الشديد في حين تمتنع السفارة الموريتانية عن استقبالهم وإيوائهم.

  • التحايل أشهر خدمات السفارة
    a-116.jpg

صورة من الوثيقة التي منعتها السفارة، ويمنحها الملحق الثقافي للمقربين منه من أجل التحويل (الأخبار)

محاسب مكتب الطلبة بالجزائر أضاف لموفد “الأخبار” أن الملحق الثقافي يتفنن في التحايل على الاستحواذ على حقوق الطلبة والتلاعب بمصالحهم، ويخص المقربين منه بتقديم ما أمكن من الخدمات، وخير مثال على ذلك –يضيف القاضي- منع السفارة لإفادة التحويل التي كانت تمنحها لطالبي التحويل بين بعض الجامعات أو التخصصات، في حين يعمد الملحق الثقافي إلى منحها لبعض المقربين منه وبصيغة مفتوحة –كما في الصورة- “لا تمانع السفارة الموريتانية في الجزائر أن يتحول الطالب الموريتاني……من أية مؤسسة جزائرية إلى أخرى لأسباب تتعلق بتخصصه”.

وأضاف القاضي “أنا من بين من منعهم الملحق الثقافي من هذه الإفادة لكن رئيس الجامعة كان أكثر تعاطفا وتعاطيا معي في هذا الإطار فقبل انتقالي إلى جامعته بعد رفض الملحق الثقافي”.

وأشار محمد سالم ولد ابي إلى أن رؤساء الجامعات أكثر تفهما وتعاونا مع الطلبة الموريتانيين من السفارة، وأن مهمة القائمين على السفارة تمثلت إعاقة طلباتهم والامتناع عن تسوية مشاكلهم، فالملحق الثقافي يسجل أقاربه في الطب في حين لا يسمح لآخرين بالتحويل من تخصص إلى آخر.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى