انواكشوط – صحراء نت –
أبدى رئيس الجمهورية أسفه على ما تم انجازه خلال خمسين سنة منذ الاستقلال إذا قورن مع إمكانيات موريتانيا، وقال في مقالة نشرت
ولد عبد العزيز: الحوار لا يعني المشاركة في السلطة
اليوم مع أسبوعية La Tribune “لقد بقي الكثير من الملفات عالقة فلم تكن في كل هذه الفترة على سبيل المثال رقابة منسابة للحدود، والحالة المدنية لم تعطى لها أهمية كبيرة، كما إحصاء موظفي الدولة لم يكن دقيقا، إلى غير ذلك من جوانب الناقص والتي يعود السبب فيها حسب ولد عبد العزيز إلى تفشي الفساد والرشوة وعدم مراعاة المصلحة العليا.
واعتبر ولد عبد العزيز أن أكبر مجهود يجب العمل عليه هو “تطوير العقليات وذلك لا يتم إلا عن طريق إصلاح نظام التعليم، فمنذ 50 سنة ونحن نخلق ضجة حول اللغات مع أن نظامنا التعليمي في تدهور، ولا يتناسب مع حاجة الدولة إلى التنمية ولا مع العالم المعاصر، والدليل بعد 50 سنة ما زلنا نبحث عن خبرات ومهندسين وأطباء، حتى القضاة يعانون من تدهور التعليم، فالكثير يظن خطا أن مشكلة القضاء هي الرشوة وينسى ضرورة تكوين القضاة لأداء مسؤولياتهم على أكمل وجه.
ورجوعا إلى مسألة تطوير العقليات، يضيف ولد عبد العزيز “إن البنية التحتية أيضا مما يساعد في ذلك، فتشييد الطرقات وتوفير نسبة كافية من الكهرباء والماء سيسهل تنقل الأساتذة وقبولهم تأدية الخدمة في الأماكن النائية”.
واعتبر ولد عبد العزيز في مقابلة هي الأولى له مع وسيلة إعلام محلية “أن الإصلاحات تصطدم مع مشكلة أخرى وهي الأنانية فتجد تجمعا سكانيا بسيطا يرغب أن تكون له مدرسة خاصة ومستشفى خاص، كما أن من صور تلك الثقافة الانفرادية احتكار رجال أعمال لمال الدولة”.
ويضرب ولد عبد العزيز مثالا آخر على عدم مراعاة المصلحة العليا فيقول “إنه لما هاجمنا الإرهابيون أول مرة كان رد الدولة قاصرا، لذلك قال البعض إن الدولة ليست لها إمكانيات لمواجهة الظاهرة دون أن يدركوا أن هذه الإمكانيات متوفرة ولكنها كانت تذهب إلى جيوب فئة قليلة من الناس”
الحوار لا يعني دخول الحكومة
وحول الحوار قال ولد عبد العزيز إنه مع الحوار لكن الحوار لا يعني دخول المعارضة للتشكيلة الحكومية، أما عن التحاق بعض أحزاب المعارضة بالأغلبية قال ولد عبد العزيز إنه “لا يربطه عقد مع جهة سياسية أيا كانت ولا جماعة خاصة إلا عقد واحد وهو التغيير البناء الذي أبرمه مع الشعب” مع ذلك يضيف “بأن الحلول لمشاكل الدولة يجب أن تأتي من الطرفين:
من الحكومة والمعارضة ذلك لأن في الحوار مع المعارضة انفتاح سياسي وتقوية ثقة المستثمرين كما أن قضايا الدولة تخص الجميع، لكن ذلك لا يعنى أن الحكومة ستوسع للمعارضة في مراكز صنع القرار ” .
تسريبات ويكيليكس قليل من كثير
أما عن تسريبات ويكيليكس الأخيرة فقال ولد عبد العزيز أنه يأخذها بمحمل الجد لأنها نسخ مطابقة للبرقيات التي أرسلها دبلوماسيون أمريكيون، لكن رغم ذلك يرى الرئيس أن ما حدث من تجاذبات في المراحل السابقة من عمر الدولة قد دخل في خبر كان ويجب على سياسيينا أن يكونوا أكثر حذرا حين يتعاملون مع الأجانب، معتبرا أن ما كشف عنه من تصريحات ليس إلا قمة جبل الجليد أما الرؤوس الكبيرة التي توجد خلفهم فلا تزال كامنة في انتظار فرصة لإفساد التغيير.
ترجمة: مركز الصحراء