والدة المعتقل السلفي السالك ولد الشيخ في لقاء مع إذاعة صحراء ميديا

قالت مينتاها بنت محفوظ؛ والدة السالك ولد الشيخ؛ المعتقل السلفي في المواجهات الأخيرة مع الجيش الموريتاني؛ جنوب البلاد، إنها صدمت عندما علمت باعتقال ابنها وانتمائه لتنظيم القاعدة.

وأكدت بنت محفوظ، أن آخر عهدها بابنها السالك، حينما غادر إلى ولاية آدرار؛ شمال البلاد، “لزيارة والده وقضاء فترة هنالك”، غير أنها لم تتذكر تاريخ المغادرة.

وأضافت أنها دخلت، قبل ذلك، في جدال مع ابنها، لمنعه من مغادرته الدراسة في المحظرة، وأنها رفضت السماح بسفره في ذلك الوقت، مشيرة إلى أنه تراجع عن السفر وبقي معها لحين مغادرته “لزيارة والده”.

تحاول الأم؛ التي فاجأها ابنها كثيرا، أن تتماسك، وهي تجري أول لقاء صحفي في حياتها، تتحدث فيه عن شخص يسكن وجدانها، وتتقاذفه قاعات التحقيق في إدارة مكافحة الإرهاب، وتعبر بقوة عن انه لو استمع إلى نصائحها “لما واجه المصير المجهول الذي ينتظره اليوم”، لأنه من عائلة منفتحة ومعتدلة في توجهاتها، وغير متشددة في أي موقف، لا ديني ولا سياسي ولا اجتماعي، بحسب تعبيرها.

لم تصدق الأم أن اعتقال ابنها تم في عملية شكلت انتصارا حقيقيا على إرهابيين حاولوا الضرب في عمق البلاد، في عمليات نوعية نجحت قوة النخبة الموريتانية وإدارة عمليات الإرهاب في إفشالها؛ بحسب محللين.

والدة الشاب بدت حزينة ومتفائلة في ذات الوقت، وهي تحاول التحدث إلى صحراء ميديا، بحضور شقيقات وأشقاء الشاب الذي أذهل عائلته، تماما كما أذهل الموريتانيين لحظة ظهوره كمتهم سلفي في قبضة الجيش، قائلة ” آخر ما كنت أتوقعه أن يكون قد سافر إلى معسكرات القاعدة، وأنا احمد الله انه لم يمت في إحدى السيارات أو خلال المواجهات.. أحسن ما قد يحدث أن يكون في قبضة الجيش، وان ينال محاكمة عادلة، ويظل بالإمكان لقاؤه والتحدث معه”.

وتضيف “أحب أن أرى ابني.. هل تعتقدون انه يمكن لقاؤه.. أكيد سأحاول لقاءه أية طريقة ممكنة، والاستماع إليه والتحدث معه”.

ظهور الشاب السلفي في التلفزيون الموريتاني، يوم الأحد الماضي، أثار صدمة حقيقية هزت أركان بيت العائلة، وعندما كانوا يتطلعون إلى صورته في التلفاز، لم يصدق شقيقه اعلي ولد الشيخ ما يرى، فيما سمعت أصوات صراخ وعويل من هول المفاجأة في المنزل العريق في حي لكصر بالعاصمة نواكشوط.

يقول شقيقه الأكبر “لا زلنا فعلا نعاني من صدمة الخبر، ليس سهلا سماع خبر من هذا النوع، بدأنا نفكر في انتهاج طرق قانونية لمتابعة ملف الشاب، وسنحاول لقاءه عبر محام في أقرب وقت”.

تقول شقيقات الشاب انه وصل إلى مستوى الباكلوريا وانه كان شابا عاديا لا يميل إلى العنف، وانه كان يرتاد المساجد للصلاة وكان دوما يدرس بالمحاظر إلى جانب تعليمه النظامي، وانه عاش طفولته وشبابه في حي لكصر كأي طفل عادي في كنف عائلته؛ بحسب تعبيرهن.

الشاب الذي لم يكن مغرما بالظهور والشهرة، والذي تؤكد عائلته أنه لم يترك خلفه صورة تذكارية واحدة، أصبحت صوره اليوم تملأ كل مكان، بعد أن القي عليه القبض من طرف الجيش الذي تمكن من إفشال سلسلة عمليات كانت القاعدة تنوي القيام بها في نواكشوط، يعتقد أنها كانت، لو كتب لها النجاح، ستشكل أعنف هجوم بالقنابل اليدوية والمتفجرات على العاصمة في تاريخ البلاد.