النصر قريب يا أبطال ليبيا

أمضى الليبيون سبعة أيام في شوارع بلدهم حتى الآن وهم يقذفون بالرصاص الحي ويقصفون بالمروحيات العسكرية ويضربون بالدبابات الغاشمة ويقتلون وتسفك دماءهم الغالية وترسل عليهم مرتزقة لم يجدوا سبيلا للرزق غير قتل وذبح شباب آمنوا بربهم واتقوه وخرجوا عن دائرة “القذافي” وعصوه.

فهذه الأيام السبعة – رغم قلتها – سقط فيها مئات الشهداء وآلاف الجرحى ومئات آلاف المفقودين.

لكن دماء هؤلاء الشهداء لم تذهب سدى كما يعتقد البعض ، فقد حققت ما كان ينظر إليه منذ زمن قريب بعيون “المستحيل” .

فبدمائهم سقط قناع الكبرياء عن ملك الأغبياء الذي تكبر وتجبر على هؤلاء الأبرياء ( الشعب الليبي ).

وبدمائهم هزوا حبال خيمته الظالمة وأحرقوا دباباته الغاشمة وقالوا لسيف إسلامه : نحن أمة متحدة آمنة .

وبدمائهم الزكية بزغ فجر الحرية وسيرحل عنهم قريبا – إنشاء الله – أعظم الأنظمة الديكتاتورية وبعد ذلك سيعيشون – كما أرادوا – تحت ظلال الديمقراطية .
وبدمائهم كسر حاجز الصمت الذي لطالما حجز عنهم نور الحق وشعاع التغيير .

وخير دليل على أن دمائهم لم تذهب سدى خروج القذافي يوم أمس يرتجف أمام حفنة من المرتزقة ، وسخين ، قذرين كما طاب له هو تسمية أولئك الثائرون الأبطال .

خرج القذافي اليوم ليضيف كلامه المتناقض إلى كلام نجله قبل يومين وليقول أنه لم يستخدم بعد قوته الحقيقية ، ومدح نفسه – بعد أن أعابته الأرض وساكنيها – بقوله أنا شريف وابن شريف ، وأنا عظيم وأنا ملك وأنا قائد ولسان حاله يكاد يقول :”وأنا ربكم الأعلى”.

لكن ولله الحمد على أننا موحدون ومؤمنون نقدر قدرة خالقنا ومالكنا ونخشى عذابه ، والحمد لله على أن رياح الحق والتغيير قد هبت وأن عيون المستحيل قد عمت ، فلم نعد نؤمن بالمستحيلات بعد رحيل القاهر والظالم وقفل المساجد “زين العبدين بن علي” وسقوط مؤمن إسرائيل “حسني مبارك” ، وارتعاش عروش دول عربية أخرى كاليمن والبحرين والأردن واللائحة تطول مع تطاول الزمن.

لكن الأكثر حزنا والأكثر أسفا أن يخرج مرتزقة بلدنا الشنقيطي الطيب إلى الشوارع يرفعون صور قائد جيوبهم ويهتفون بشعارات كاذبة خاطئة.

ومما أثار استغرابي أكثر من ذلك المقال الذي نجس بعد مواقعنا الطاهرة تحت عنوان “ليحترق العالم … ويبقى القائد” ، مقال لا شك أن كاتبه كتبه في وقت كان قد تناول فيه حبات من حبوب قائد جيبه التي ملأ بها آذاننا في صيحته يوم أمس.

قسما سترحل يا عقيد وتختفي … من وجه أمتنا الصبوح الطاهر

الحق برهطك يا جبان،أو انتظر..غضبا من الشعب الأبي الثائر

بقلم : صلاح الدين ولد محمد الأمين

Sala7.seyed@gmail.com